الحاتمي: الإستراتيجية تستهدف توفير 80 ألف فرصة عمل خلال 3 سنوات

"أسياد" تبرم اتفاقية مع الصندوق الوطني للتدريب لمسح الوظائف المطلوبة في القطاع اللوجيستي

الرُّؤية - نجلاء عبدالعال

أَبْرَمت مجموعة أسياد -مُمثلة في مركز عُمان للوجيستيات- اتفاقية مع الصندوق الوطني للتدريب، لإقامة علاقة إستراتيجية لتعزيز التعاون المتبادل بين الطرفين لتطوير كفاءات رأس المال البشري في القطاع اللوجيستي.

وقام بتوقيع الاتفاقية كلٌّ من: المهندس عبدالرحمن بن سالم الحاتمي الرئيس التنفيذي لـ"أسياد"، وشريفة بنت طاهر عيديد الرئيسة التنفيذية للصندوق الوطني للتدريب. وترتكز الاتفاقية على تسهيل خطط تطوير الكفاءات الوطنية؛ بهدف رفع مستوى البرامج المتعلقة ببناء قدرات الموارد البشرية الوطنية وتعزيز التعليم والتدريب التقني والمهني في قطاع الخدمات اللوجيستية. هذا إلى جانب العمل معاً مع الجهات ذات العلاقة في دراسة، وتحليل احتياجات السوق للمطابقة بين العرض وحجم الطلب الحالي والمستقبلي؛ من خلال تحسين توجيه الموارد؛ بما يعزز القدرات والتنافسية في القطاع.

وتمهيداً لوضع خطة البرنامج، يتعاون الطرفان لإجراء البحوث والدراسات والمسح اللازم لسوق العمل بالقطاع، والتنسيق المباشر مع أصحاب الأعمال والقطاعات المنتفعة من أجل تحديد الأولويات والطلب في السوق، إلى جانب فهم المؤثرات المحتملة للاتجاهات والتطورات على رأس المال البشري والمهارات في قطاع الخدمات اللوجيستية وتحديد آلية التنفيذ.

من جهته، قال المهندس عبدالرحمن الحاتمي إنَّ الإستراتيجية اللوجستية الوطنية تستهدف خلق نحو 80 ألف وظيفة في القطاع بحلول 2020، على أن يرتفع العدد إلى 300 ألف وظيفة في العام 2040. وردا على سؤال لـ"الرُّؤية" حول مدى توافر الكفاءات الوطنية؟ أكد الحاتمي أنَّ الخبرات الوطنية متوفرة في كثير من الأعمال المتعلقة بالقطاع اللوجيستي، خاصة في المجالات الفنية. مشيرا إلى أنَّ أغلب الوظائف المتاحة تلك التي لا تسجل نسب تعمين مرتفعة؛ نظرا لأنها تتطلب عمالة يدوية، وهذه الفئة أقل مهارة من العمالة الفنية، ولا يقبل الشباب العماني عليها، كما أنَّ التعمين لا يستهدف هذه الوظائف بشكل رئيسي. وأوضح أنَّ عملية التوظيف يركز على توفير فرص العمل والأعمال التي تحتاج لقدرات فنية وعلمية. مشيرا إلى أنَّ أوَّل تحد يتمثل في ترويج القطاع اللوجيستي ككل أمام الشباب كقطاع واعد بالفرص الوظيفية المجزية، ومن ثمَّ تحديد هذه الفرص المتوفرة. وبيَّن أنَّ إحدى وسائل تحديد الفرص الاتفاقية المبرمة مع الصندوق الوطني للتدريب. مشيرا إلى أنَّ عددًا من شركات القطاع بدأت بالفعل طرح العديد من الوظائف، وتنفيذ عملية التدريب من أجل التوظيف في وظائف متعددة؛ منها ما أعلنت عنه شركة "مواصلات" مؤخرا؛ حيث يجري تدريب العمالة الوطنية في ورش الصيانة، وهي أحد أبرز المجالات التي يقبل عليها المواطنين، خاصة وأنها تحتاج لمهارات فنية.

وتابع الحاتمي بأنَّ نفس التوجُّه يجري العمل عليه في الحوض الجاف، خاصة مع تنفيذ الخطة الرامية إلى تطوير الأعمال في الحوض الجاف لتشمل شرائح جديدة؛ منها: بناء الهياكل، علاوة على الفرص المتاحة مع مشروع مصفاة الدقم. ولفت إلى أنَّ من بين مجالات العمل المتوافرة كذلك مجال البحث والتطوير، في ظل التغير الحالي للاشتراطات البيئية العالمية للسفن؛ الأمر الذي سيوجد فرص عمل كبيرة للحوض الجاف في إعادة هيكلة السفن -سواء العمانية أو الأجنبية- لتقديم هذه الخدمات، إضافة لتشكيل فرق للانتقال إلى السفينة في مكانها، وإجراء ما يلزمها من صيانة أو أعمال طارئة، وقد بدأ العمل بهذا بالفعل في صحار وصلالة.

ومَضَى الحاتمي قائلا: إنَّ مجموعة "أسياد" تتعاون مع العديد من الجهات لتوفير المخرجات التعليمية الوطنية اللازمة، بجانب توفير التدريب اللازم للطلاب خلال الدراسة وبعدها. مشيرا إلى التعاون الوثيق مع الكثير من الجهات التعليمية. واستشهد الحاتمي بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس في المناهج والتخصصات اللازمة للقطاع اللوجيستي، وكذلك الجامعة الألمانية وكلية الشرق الأوسط والعديد من الكليات التي أصبحت تطرح التخصصات اللازمة للقطاع ضمن برامجها الأكاديمية. مشيرا إلى أنَّ جامعة مسقط طرحت مؤخرا دراسة للماجستير في تخصص يتعلق بالقطاع اللوجيستي. وبيَّن الحاتمي أنَّ التعاون يشمل تقديم تدريب صيفي للطلبة في التخصصات المعنية في الشركات التابعة للمجموعة.

يُشار إلى أنَّ الاتفاقية -وانطلاقاً من أهدافها الرامية لتنمية واستدامة برنامج الرأسمال البشري في القطاع وتعزيز الإنتاجية من خلال الكفاءات البشرية الماهرة- تتضمن قيام الطرفين: أسياد والصندوق الوطني للتدريب، بالعمل على استقطاب أفضل الممارسات المحلية والدولية، والتعاون مع مؤسسات عالمية رائدة للاستفادة من برامج التدريب والتأهيل المتخصص. ومن المقرَّر تشكيل فريق عمل مشترك يعمل على وضع المعايير المهنية المعتمدة وبرامج تطوير المناهج، واقتراح التحسينات اللازمة بالتنسيق مع جهات الاختصاص.

تعليق عبر الفيس بوك