كيف نحب؟!

جابر العماني

الحب نعمة عظيمة سخرها الباري تبارك وتعالى للبشر ومن أجل تقوية أواصر الحب بين النَّاس، لابد من معرفة كيف نُحب وكيف نشعر بالحب ومن نحب وهنا لابد من ذكر ثلاث لغات جميلة تصنع من كل منِّا الشخصية الجذابة والمرنة والمحبوبة التي تتقن مهارة إيصال الحب للجميع.

 

اللغة الأولى لغة الحرف، وأقصد من الحرف هنا (الكلمة الطيبة) فلابد من معرفة كيف نُعبر عن حبنا للناس عبر الكلمة المُعبرة التي تخرج من القلب إلى القلب ومن النفس إلى النفس وفي لغة الحرف أمرنا باحترام وردتين مقدستين..

 

 الوردة الأولى: (السلام) فأبخل النَّاس من بخل بالسلام، والسلام يشكل مفتاحاً هامًا جدًا للعلاقات الإنسانية بين الناس ومن خلال السلام يستطيع الإنسان أن يعكس نيته الطيبة والخيرة للجميع.

 

 الوردة الثانية: (الكلمة الطيبة) التي لابد من الإتيان بها بعد عملية السلام، فالكلمة الطيبة هي ما تستطيع أن تزرع بها الحب والدفء والجاذبية في من تحبهم قال تعالى:( وقولوا للناس حسناً) وهنا يوصينا ديننا بأن نقول لمن نحبه (أنا أحبك) قال رسول الله( صلى الله عليه وإله وسلم) :"إذا أحب أحدكم شخصًا فليظهره على حبه فإنِّه أوثق للمودة بينكما".

 

الاعتراف لمن نحب يزيل الاحتقان والتراكمات النفسية من النفس البشرية ومن دلالات الاعتراف بالحب للآخرين أنه يزرع المودة والرحمة والتوازن بين الناس ويبني أواصر الإخاء بين أبناء المُجتمع الواحد .

 

اللغة الثانية: لغة الوجه، فمن أراد إعلان الحُب فعليه أن يجسده على وجهه دائمًا وهذا لا يكون إلا بالابتسامة الرائعة التي ترسمها على وجهك عند مُلاقاة من تحب فابتسامة الوجه وبشاشته ما هي إلا صناعة لشخصيتك الجذابة في الداخل الأسري والاجتماعي، ابتسم دائماً حتى يُدرك الجميع جمال شخصيتك وجمال حبك للآخرين واعلم أنَّ انقباض الوجه مكسبة للعداوة كما قال الإمام علي بن أبي طالب.

 

أما اللغة الثالثة: فهي لغة الجسد التي تأتي من خلال المُصافحة العميقة التي تعبر عن مدى الحب الذي يحمله الإنسان إلى أخيه وصاحبه وصديقه، فالمصافحة في جوهرها تعبير عن العلاقة الإنسانية الحسنة والمتينة والجميلة بين النَّاس سواء كانوا محبين أو كارهين لبعضهم البعض قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "صافح عدوك وإن كره". فمُصافحة الأعداء ما هي إلا تعبير واضح منك عن ثقتك بنفسك وتعبير عن الخير والحب والسلام الذي تحمله في قلبك للجميع.

تعليق عبر الفيس بوك