إنجاز طبي فريد

 

 

يُبرهن نجاحُ فريق طبي من مستشفى خولة إنجازاً جراحيًّا فريداً تماشيًا مع حَرَكة التطوُّر المتواصِلة في القطاع الطبي الذي تشهده البلاد منذ سنوات، فما حَدَث خَيرُ دليل على هذا التقدُّم العلمي والتقني عالي المستوى، إضافة إلى أنَّ ذلك يمنحنا المزيد من الثقة في المنظومة العلاجية بالسلطنة، ولتتبخَّر تدريجياً الثقافة التقليدية القديمة التي تُفضِّل الذهاب للخارج من أجل العلاج.

وما حَدَث ويستحقُّ أن نفخر به أنَّ فريقَ جراحة الوجه والجمجمة -التابع لقسم جراحة التقويم والتصحيح بمستشفى خولة- أنقذ حياة صبي أصيب إصابة شديدة الخطورة، هدَّدت حياته أولاً، وهدَّدت بصره ثانياً، بعد أن اخترق عمود معدني التجويف الذي يحتوي على العين ووصل إلى جمجمته وعلق في منطقة حرجة قاتلة، وقد أصيب بينما كان يلعب مع رفاقه، إلا أن الأطباء اصطحبوه على الفور إلى غرفة العمليات ليجروا له الجراحة الدقيقة الخطيرة التي تجرى لأول مرة في عُمان، ولم يستغرق الأمر أكثر من ساعتين حتى استخرجوا العمود الذي كان على بُعد ملليمترات قليلة من شرايين مهمة في الرأس، ولم يستغرق الصبي أكثر من 4 أيام في المستشفى وعاد إلى بيته سالماً، ورغم أنَّ الأطباء يُواجهون تلك الحالة للمرة الأولى، إلا أنهم نجحوا في إجراء الجراحة.

قد يكون مُناسباً أن نتذكر كيف كانت الأوضاع الصحية قبل بزوغ فجر النهضة المباركة، ومستوى العلاج الذي كان يُقدَّم للمواطنين، وما وصلنا إليه الآن من تطوُّر وإبداع في مُختلف المجالات ذات العلاقة بالصحة في السلطنة؛ حيث احتضنتْ خارطة البلاد الكثير من الصروح الطبية والعلمية في كافة المحافظات لينعم الجميع بأمان صحي ورعاية مُتقدِّمة.

هي إنجازات لم تَحْدُث بَيْن يومٍ وليلة، بل سبقتها جهود جبارة وعزيمة لا تكل من أجل وضع الإستراتيجيات والتوسع الأفقي والرأسي في الخدمات الصحية؛ من خلال تطوير المستشفيات والمراكز، إضافة للاستعانة بأحدث الأجهزة الطبية في مُختلف المجالات ذات العلاقة، وفي الوقت نفسه إعداد كوادر علمية مدربة وماهرة من الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي.

تعليق عبر الفيس بوك