الحبسي.. مطلب آسيوي

إبراهيم الصواعي

لا يمكن -ومستحيل وإطلاقا- بعالم الاحتراف أنْ يقبل المنطق ما يفعله مدرب نادي الهلال السعودي الأرجوياني دياز حول خياراته محليًّا وآسيويًّا ضد النجم علي الحبسي؛ فالجميع يعلم إصراره على التعاقد مع حارس مرمى مُتكمِّن، فلماذا اتجهت بوصلة خياراته بمجرد التعاقد مع ماتياس؟!

دياز يعلم تماماً أنَّ إدارة الهلال السعودي قد تعاقدتْ مع الحبسي من أجل "الآسيوية" لا غير؛ مما كلف خزينة النادي أموالا طائلة، وهذا ماوضع مجلس الإدارة في موقف صعب جدًّا أمام الجماهير حينما اشتاطت غضباً بمجرد استبعاد الحبسي من القائمة الآسيوية. فإذا كان دياز ليس بحاجة للحبسي، فلماذا لا تذهب هذه الأموال إلى لاعبين بجودة أكبر في خط الدفاع على أقل تقدير؛ حيث حاجة الفريق لهذا المركز واضحة بأول مباراة لعبها بدوري جميل ضد الفيحاء؟! وهل قرار استبعاده من القائمة الآسيوية يؤكد أن المدرب غير واثق بقدرات فريقه؟ وهل ينتظر دياز قرارًا من مجلس الإدارة يُجبره على ضم الحبسي ويريد من خلال هذا القرار افتعال مشكلة يضمن أسبابا مسبقة في حالة خروجه من مباراة فريقه ضد العين الإماراتي؟

الجميع يعلم احترافية الأمير نواف رئيس النادي في عدم التدخل في الشؤون الفنية للمدرب، ولكن مثل هذه القرارات لا يُمكن أن يتقبلها المنطق إطلاقاً، آسيا قريبة من أي وقت مضى، ولا مجال للقرارات البطولية.

أما إذا كان الأمر يتعلق بجاهزية النجم علي الحبسي، فالأرقام تتحدث حول ذلك في 49 مباراة لعبها من ناديه الإنجليزي؛ منها: 17 مباراة بلا أهداف في مرماه، ونحن نتحدَّث عن دوري الشامبيونشيب وهو خامس أفضل دوريات العالم، ناهيك عن تحقيقه جائزة لاعب الموسم لموسميْن متتاليْن وقائمة الإنجازات والأرقام تطول في أفضليته في العديد من المباريات.

لكن دياز بمظهره التآمري المثير للإزعاج قد خطَّط لذلك مُسبقاً، وهو أمر واضح منذ قدوم الحبسي للمعسكر في النمسا؛ حيث مُشاركته بالشوط الثاني في المباريات الودية، ومن ثمَّ مُشاركته الأولى كأساسي في الرياض مع الرديف بالشوط الأول، كل هذا يؤكد أنَّ دياز قد بيَّت النية مُسبقاً خصوصاً بعد التعاقد مع الأرجنتيني ماتياس، وهو من ساهم في صفقته من الدوري المكسيكي وهذا ما غلب مصلحته الشخصية على حاجة الفريق لحراسة المرمى.

بالمقابل، نجد الحبسي يتعامل مع الموقف باحترافية كبيرة، وكان واضحاً من خلال تصريحه للإعلام السعودي، وعبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، مُعبراً على أنَّ الجميع يعمل لمصلحة الكيان الهلالي ولا غير، وكان واضحاً من خلال تهدئة الأمور، والتركيز على تحقيق اللقب الآسيوي بتكاتف الجميع؛ فالدعم الذي يتلقاه المعيوف من الحبسي ليس بغريب على لاعب عاش معنى الاحتراف الحقيقي بالملاعب الأوروبية لمدة 15 عاماً.

وهذا لا يعني بالمقابل أن يتنازل علي عن قيمته الاحترافية بهذه السهولة، وأن يسلم مصيرة لدياز، فإدارة الهلال تعلم بأن ناديه السابق ريدينغ قد زاد من قيمته وأضاف له موسم ثالث في عقدة من أجل أن يستمر ولا يذهب لآسيا، فهل سيتخلى علي عن كل ذلك من أجل أن يبقى احتياطيا للمعيوف!

في الوقت الذي تسعى من إدارة الهلال السعودي للتعويض وتسويق النجم علي الحبسي، نجدهم بقرار دياز في استبعاده من "الآسيوية" في موقف حرج جدًّا من القيمة السوقية لأبرز صفقة لهذا الموسم.

تعليق عبر الفيس بوك