طالب المقبالي
أمرٌ غريب ذلك الذي يحدث في مركز البلدية الترفيهي الذي يحتضن فعاليات مهرجان صلالة السياحي، فقد توجهت مع الأسرة يوم الأحد الماضي إلى مركز البلدية الترفيهي وذلك للتسوق والترفيه للأطفال، وعند البوابة استوقفني أحد رجال الأمن وأخبرني بأن هذا اليوم مخصص للنساء فقط.
في بادئ الأمر سررت بهذا التوجه من قبل إدارة مهرجان صلالة السياحي لمنع الاختلاط بالرجال، كي تأخذ النساء راحتهن في التسوق والتجوال في المعرض وفي أماكن الترفيه، وكل تفكيري بأن طاقم العمل داخل مركز البلدية الترفيهي كله من النساء، الباعة والنادلات في المقاهي، والمحاسبين عند الألعاب، ومشغلات الألعاب وبائعو الألعاب للأطفال وعمال النظافة وغيرهم، فانتظرت في سيارتي قرابة الساعتين.
فما أن عاد الأهل بادرتهم بالقول، اليوم أخذتم راحتكم في المهرجان بعيدًا عن أعين الرجال. قالوا أي بُعد عن الرجال ونحن لم نتعامل إلا مع الرجال في الداخل!
فمنذ دخولنا والرجال في كل مكان بدءًا من رجال الأمن، ثم عمال النظافة، ثم الباعة من جنسيات مختلفة، من الشام واليمن ومصر، ومن مختلف دول الخليج العربي، إضافة إلى الباعة الوافدين غير العرب، وكذلك مشغلي الألعاب وغيرهم.
وهنا تبادر إلى ذهني فورًا أنَّ الممنوع من الدخول هو المحرم، الزوج الذي يُرافق زوجته، والأخ الذي يُرافق أخته، والأب الذي يُرافق ابنته، والابن الذي يرافق أمه، بينما هؤلاء النسوة أصبحن يواجهن هؤلاء الرجال لوحدهن بعيداً عن أعين المحرم الذي كان يُغنيهن عن مجادلة الرجال ومساومتهم على أسعار البضائع عند الشراء، والتعرض للاستغلال من قبل بعض الباعة الذين يستغلون ضعف المرأة وعفتها من كثرة الجدال، كذلك ستصبح المرأة المحجبة والمرأة السافرة وجهاً لوجه مع الرجل الأجنبي في التعامل المُباشر معه، في حين كان يقوم المرافق أو المحرم بهذه المهمة.
وهنا يتبادر إلى الأذهان أيضاً هذا السؤال: ما الغاية وما الهدف من تحديد يوم خاص للنساء وكل طاقم العمل بالداخل من الرجال؟
لقد شد انتباهي عودة الكثير من الزائرين بأهلهم بعد معرفة أنَّ اليوم خاص بالنساء، في حين أن البعض قبل بالوضع على مضض، وعبارات التذمر والغضب لدى البعض من هذا القرار غير المدروس وغير المنطقي، وغالبية الذين سمحوا لذويهم بالدخول هم أولئك الذين وضعوا زيارة فعاليات المهرجان المقامة في مركز البلدية الترفيهي في آخر يوم كي يتسوقوا ويعودوا إلى بلدانهم ببعض الهدايا.
ومنهم من عاد بأهله غاضباً، وهو يتوعد بعدم العودة إلى هذا المكان لأنه قطع مسافة كبيرة وعانى من الزحام حتى استطاع الوصول والحصول على موقف لسيارته.
فقد كان الأجدر أن يخصص يوم للعائلات وليس للنساء وحدهن، وإن كنت لا أحبذ هذه الفكرة أيضًا، فالغاية والهدف من ذلك غير واضحة، فإذا كان من أجل منع الاختلاط، فالاختلاط حاصل في كل مكان، في الأسواق والمستشفيات والحدائق والمراكز التجارية والشواطئ.
وبعيدًا عن مركز البلدية فإنني أود أن أذكر القائمين على السياحة في صلالة بأننا ناشدنا في السابق بتوفير مقاهٍ ودورات مياه، وقد أغفلنا مرفقاً أهم من ذلك وهو المساجد أو المصليات في المواقع السياحية والعيون من أجل أداء الصلوات المفروضة؛ حيث يضطر الزائر لقطع مسافات طويلة للبحث عن مسجد، أو الصلاة في موقع تخييمه وهذا ليس بحسن.