إشادة أمميّة

 

 

تبرهن الإشادة الأمميّة بالمواقف الإيجابيّة وجهود حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- في اليمن، على الرؤية الحكيمة للمقام السامي في معالجة في مختلف القضايا، والنظرة الثاقبة لجلالته في آلية حلحلة الأزمة في اليمن، والتي تستند في أساسها إلى دعم لغة الحوار وتشجيع الأطراف المتنازعة على الجلوس على مائدة المفاوضات، بعيدا عن حمل السلاح وإشهاره لبعضهم البعض.

هذه الرؤية السامية تمثلت في استضافة السلطنة للمفاوضات الخاصة باليمن في أغسطس 2015، والتي وصفها المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ بأنّها كانت أول لقاء إيجابي بين أطراف الأزمة اليمنية بعد فشل مؤتمر جنيف، وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدل على رؤية السلطنة الداعمة للجهود الأممية في هذا الصدد، وانتهاج السلطنة مبدأ الحوار ونبذ العنف والتأكيد على ضرورة التفاوض للتوصل إلى حل دائم وعادل وشامل لمختلف القضايا.

التصريحات التي أطلقها ولد الشيخ، تكشف في الوقت نفسه حجم الدعم العماني للأشقاء في اليمن، وهي كلها تعكس البُعد الإنساني للسلطنة في اليمن؛ حيث قدمت عمان العديد من التسهيلات والمساعدات الملموسة لليمنيين، مثل تقديم الخدمات العلاجية واستضافة اليمنيين، فضلا عن توفير الاحتياجات الإنسانية والضرورية.

ثناء المبعوث الأممي بالجهود العمانية في هذه الأزمة، يعكس حرص السلطنة بقيادة جلالة السلطان المعظم- أيّده الله- على وحدة الأراضي اليمنية والتأكيد على ضرورة نشر السلام في المنطقة، ونزع فتيل الأزمات، ومواصلة جهود التنمية والبناء.

التأكيدات الأممية أيضًا على الدور العماني الإيجابي في اليمن، تمهد الطريق أمام استضافة السلطنة لجولة مرتقبة من المباحثات بين الأطراف المتنازعة، لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة وفق حلول تحقق العدل والسلام. ولعل الوضع المأوساوي في اليمن يدفع الأطراف المتنازعة إلى الجلوس سويا على مائدة مفاوضات، لاسيما مع تفشي مرض الكوليرا وانهيار البنية الأساسيّة في كثير من المدن اليمنية، وهناك آمال معلقة على توافق الأطراف على السماح بدخول المساعدات الغذائية إلى اليمن عبر ميناء الحديدة، وهي خطوة من شأنها أن تحد من معاناة المواطن اليمني الذي وجد نفسه بين فكي الرحى.

إنّ الدور العماني في اليمن نابع من الوشائج الأخوية والعلاقات القوية التي تجمع البلدين الشقيقين، بحكم عوامل عدة، في مقدمتها الجوار والروابط التاريخية، ولذلك تأتي مثل هذه الإشادات لتترجم مدى الاحترام والتقدير الذي يكنه العالم لعمان.

تعليق عبر الفيس بوك