كلية الدفاع الوطني تختتم فعاليات "صنع القرار 4".. وإشادات من المشاركين بأهمية التمرين الإستراتيجي

 

مسقط - الرُّؤية

اختتمت كليّة الدفاع الوطني ظهر أمس فعاليات التمرين الاستراتيجي "صنع القرار 4"، الذي نفذه منتسبو الدورة الرابعة بالكلية، منذ التاسع من يوليو الجاري، وذلك تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن سعيد السعيدي وزير الشؤون القانونية.

ويعد التمرين الإستراتيجي تتويجا للمنهاج الدراسي العام للكلية ويشتمل على عدد من الأحداث والقضايا الافتراضية التي تحاكي البيئات الوطنية والإقليمية والدولية لتمكن المشاركين من القدرة على إدارة الأزمات والأحداث على المستوى الوطني بالإضافة إلى التوظيف العلمي لمحصلة الدراسات الأكاديمية الإستراتيجية التي اكتسبها منتسبو الدورة في مختلف المعارف والعلوم الإستراتيجية المتعلقة بالأمن والدفاع. وهدف التمرين الإستراتيجي إلى إكساب المشاركين المهارات والاتجاهات والقيم لتحقيق التوازن في استخدام عناصر ومقوّمات الدولة لتحقيق الأهداف والمصالح الوطنية العليا، إضافة إلى الارتقاء بمعارفهم بشأن إيجاد توافق في استخدام أدوات القوى الدولية بما فيها وسائل الإعلام من أجل صنع القرارات الإستراتيجية على المستوى الوطني.

ورحّب اللواء الركن سالم بن مسلم قطن آمر كلية الدفاع الوطني مدير التمرين، في كلمته، بمعالي الدكتور راعي المناسبة وكبار القادة والمدعوين، وتطرق إلى الأهداف الوطنية التي تضطلع بها كليّة الدفاع الوطني من أجل إعداد نخبة من الإستراتيجيين للمساهمة في صنع القرار، موضحًا ما يجسده التمرين من أهمية كبرى لمنهاج الكليّة، لاسيما وأنّ الكلية ترتبط أكاديمياً بجامعة السلطان قابوس.

واستمع معاليه والحضور إلى إيجاز قدمه العميد الركن محمد بن يعرب السيفي مدير عام الدراسات والشؤون الأكاديمية بكلية الدفاع الوطني حول سير فعاليات التمرين. ثم قام معالي الدكتور راعي المناسبة والمدعوين بجولة إلى خلايا التمرين، قدم خلالها العميد الركن أحمد بن محمد الفهدي رئيس سيطرة التمرين إيجازا عن دور السيطرة وأهدافها والتناغم بينها وبين المشاركين في خلايا التمرين. وقدّم المشاركون شرحا للأساليب التدريبية في التعامل مع أحداث التمرين والتي ركزت على استخدام مهارات التحليل الاستراتيجي ومحاكاة آليات صناعة القرارات الإستراتيجية وصياغة السياسات الوطنية في مختلف القضايا ذات الشأن بالأمن والدفاع والجوانب الأخرى ذات العلاقة.

من جهته، قال معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير الشؤون القانونية- راعي المناسبة-: "ما شاهدته يثلج الصدر ويعطي صورة واضحة عن دور الكلية الرائد فيما تقوم به من أدوار على أكمل وجه وكان برنامج هذا التمرين يحتوي على مواضيع هامة جدا، وكل ما قدم اليوم يعطي صورة واضحة جدا عن الدور الذي تقوم به الكلية وعمّا يقوم به المشاركون في هذا التمرين، وتمنياتي للكلية بالتوفيق والنجاح وللمشاركين المزيد من التقدم".

وحول نجاح التمرين، قال اللواء الركن سالم بن مسلم قطن آمر كليّة الدفاع الوطني مدير التمرين إنّ التمرين يأتي تتويجا لحصاد عام أكاديمي كامل من الجهد والعمل المشترك الذي اكتسب فيه المشاركون الكثير من الأفكار ذات البعد الإستراتيجي التي تساعدهم على ممارسة القيادة وصنع القرار في هذا المستوى، وبشهادة خبراء ومستشاري التمرين فإن هذا التمرين كان ناجحا بكل المقاييس، وستكون نتائج الدورة خدمة للوطن من خلال إعداد قادة منتجين في مؤسساتهم التي يعملون فيها، فشكرًا لجميع من ساهم في إنجاح هذا التمرين من موجهين وخبراء ومستشارين ومشاركين وفنيين وإعلاميين.

من جانبه.. قال العميد الركن راشد بن سعيد الشافعي موجه استراتيجي بكلية الدفاع الوطني: "يعد تمرين (صنع القرار 4) تتويجا للجوانب العلمية والتطبيقية بدورة الدفاع الوطني وهو فرصة لاختبار قدرات وكفاءات المشاركين في فن القيادة الاستراتيجية والتعامل مع وسائل الإعلام واتخاذ القرار المناسب حيال مختلف الأحداث والقضايا الوطنية، وكيفية التعامل مع أحداث تحاكي الواقع في إدارة الأزمات، وإيجاد الحلول الناجحة لها وتطويرها ومراجعة عامة لكافة الخطط والسياسات الاستراتيجية ذات العلاقة بالشأن الوطني".

وقال العقيد الركن سلطان بن محمد المعمري من الجيش السلطاني العماني أحد المشاركين بالدورة: "إنّ التمرين تم تصميمه ليحاكي الواقع الذي يعايشه متخذو القرارات الاستراتيجية في السلطنة، فالمشارك هنا يعيش في سيناريو يمكنه من إدارة مختلف الأزمات التي قد تتعرض لها السلطنة وإيجاد الحلول للمشكلات المستعصية والبحث عن الخيارات البديلة باستخدام البحث والتحليل العلمي المناسب".

فيما قال العقيد الركن بحري علي بن موسى البلوشي من البحرية السلطانية العمانية أحد المشاركين بالدورة: "إنّ الفائدة من التمرين كانت كبيرة جدا، فهناك ثراء فكري ومعرفي خاصة مع وجود الموجهين الاستراتيجيين والمستشارين الذين يأتون من خلفيات وخبرات عملية متراكمة، بالإضافة إلى الأكاديميين الموجودين خلال التمرين".

وقال العقيد زهران بن زاهر العبري من شرطة عمان السلطانية مشارك بالدورة: "لقد عكس التمرين قدرات المشاركين في التحليل الاستراتيجي وحل الأزمات وإيجاد البدائل؛ حيث تضمّن التمرين عدة معاضل مفترضة يمكن أن تتعرض لها السلطنة في المستقبل تتعلق بقضايا مختلفة في عدة جوانب، ويعد التمرين ناجحا بكل المقاييس نظرا للتعاون والتكامل بين المشاركين وهيئة التوجيه والمستشارين".

وقال المقدم الركن طيار فهد بن خلفان السعيدي من سلاح الجو السلطاني العماني مشارك بالدورة: "يهدف التمرين الإستراتيجي إلى تطوير وتنمية مهارات صنع القرار في المستوى الإستراتيجي من خلال المعارف العلمية والمهارات القيادية التي يكتسبها المشاركون في الدورة".

وقال خالد بن جمعة الهاشمي من مجلس الدولة أحد المشاركين بالدورة إنّ منهج الدورة تضمن العديد من البحوث العلمية وحلقات النقاش وورش العمل والمحاضرات الأكاديمية إلى جانب التمرين الختامي "صنع القرار 4"، الأمر الذي كان له دور كبير في إكساب المشاركين حصيلة معرفية وخبرة عملية ساهمت في تشكيل وصقل الشخصية القيادية بشكل فعال لتولي مناصب عليا.

حضر ختام التمرين الفريق الركن أحمد بن حارث النبهاني رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، واللواء الركن مطر بن سالم البلوشي قائد الجيش السلطاني العماني، واللواء الركن طيار مطر بن علي العبيداني قائد سلاح الجو السلطاني العماني، واللواء الركن خليفة بن عبد الله الجنيبي، قائد الحرس السلطاني العماني واللواء الركن عامر بن سالم العمري قائد قوة السلطان الخاصة، واللواء أحمد بن علي كشوب أمين عام مجلس الأمن الوطني بالمكتب السلطاني، واللواء غصن بن هلال العلوي مساعد رئيس جهاز الأمن الداخلي للعمليات، والعميد الركن بحري سعيد بن عبدالله الساعدي قائد البحرية السلطانية العمانية بالإنابة، كما حضر المناسبة سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي وعدد من أصحاب السعادة والمدعوين من الجهات العسكرية والأمنية والمدنية.

يشار إلى أنّ كليّة الدفاع الوطني ترتبط أكاديميا بجامعة السلطان قابوس، ويشارك في الدورة الرابعة عدد من كبار الضباط من منتسبي قوات السلطان المسلحة، والحرس السلطاني العماني، وشرطة عُمان السلطانية، والأجهزة الأمنية، وعدد من كبار المسؤولين في الأجهزة الحكومية المدنية، وتتمثل رسالة كليّة الدفاع الوطني في تأهيل العسكريين والمدنيين تأهيلاً أكاديميًا عالياً وفق أطر منهجية وأسس علمية معاصرة تمكنهم من الفهم العميق لاعتبارات الأمن الوطني ومتطلبات التخطيط الإستراتيجي، وتنمي فيهم أنماط التفكير والتحليل الإستراتيجي المتعمق اللازمين لصياغة السياسات والإستراتيجيات الوطنية لتمكينهم من تولي المناصب القيادية العليا بالسلطنة.

ويشارك في تخطيط التمرين الإستراتيجي الذي ينفذ سنوياً نخبة من الكفاءات الوطنية العسكرية والمدنية ممثلا في هيئة التوجيه والمستشارين مسخرين في ذلك خبراتهم العملية ومعارفهم العلمية والأكاديمية الواسعة في عمليات البناء الفكري، ويعد التمرين الذي تنفذه كلية الدفاع الوطني سنويا توظيفا عمليا لكافة الدراسات الأكاديمية والنظرية التي تقدمها الكلية لمنتسبيها خلال العام الأكاديمي، بما يمكنهم من استخدام تلك العلوم والمعارف استخداما عمليا يحاكي الواقع في البيئة الإستراتيجية التي تدور فيها مختلف الأحداث العالمية.

 

تعليق عبر الفيس بوك