مسقط وواشنطن.. علاقات إستراتيجية

تبرهن العلاقات العمانية الأمريكية القائمة على العمق الإستراتيجي بين البلدين؛ حيث تجمع مسقط وواشنطن علاقات صداقة متميزة، وتعاون وثيق قائم في مختلف المجالات. ولقد جاء الاتصال الهاتفي الذي تلقاه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليؤكد على هذه العلاقات، ويترجم أيضا أهميّة التواصل بين البلدين في شتى القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لقد تناول القائدان في الاتصال الهاتفي مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والمساعي القائمة حاليًا لمعالجة بعض قضايا المنطقة عبر تشجيع الحوار وحل الخلافات بالطرق السياسية.

وتؤكّد هذه المعلومات الدور المحوري للسلطنة في السياسات الإقليميّة، ومدى استعانة قادة دول العالم بالحكمة العمانيّة عند معالجة أي أزمة في المنطقة، وذلك في ظل ما تموج به المنطقة من توترات جيوسياسية وفتن وحروب وتحديات تهدد مسيرة التنمية في المنطقة، وتضعف من فرص دعم الاستقرار الإقليمي، وتقوّض السلام في العديد من البلدان.

الدبلوماسية العمانية، وكما نؤكد دوما، تتمتع بمصداقية لا مثيل لها، فالجميع عندما يقصد المصداقية يولي شطره قِبل مسقط، فهي واحة السلام وعاصمة الاستقرار، وعلى شواطئها ترسو سفن الطمأنينة والهدوء، وينعم فيها الزائر بحُسن الضيافة والكرم العماني الأصيل، فلا عجب إذن من أن يسرع إليها الجميع طلبا للمساهمة في تخفيف توتر، أو نزع فتيل اشتعال هنا وهناك..

الاتصال الهاتفي إذن الذي تلقاه جلالة السلطان المُفدى من الرئيس الأمريكي، يأتي في سياق الجهود الدولية والإقليميّة التي تسعى لرأب الصدع في عدد من الأزمات والملفات، والتي يمكن القول إنّ الدور العماني فيها سيكون رمانة الميزان، وحجر الزاوية في وأد الفتن قبل استيقاظها.

جانب آخر من الاتصال الهاتفي تناول اتفاق البلدين على مواصلة جهود مكافحة الإرهاب، تلك الآفة البغيضة التي لا تعترف بأي قيم إنسانية وترفض الحوار، وتلعن الآخر وتسفك دمه، والمؤكد هنا أنّ هذا السرطان الفكري الخبيث لا يرتبط بدين بعينه ولا جنسيّة دون غيرها، ولكن يعكس خللا فكريا وانعداما في التوازن النفسي لمرتكبيها.

إنّ طبيعة العلاقات العُمانية الأمريكية تُبرز حجم التعاون المُشترك بين البلدين، وسعيهما المشترك نحو إيجاد أرضيّة صلبة للتنمية والسلام في المنطقة، والعمل على كل ما مِن شأنه دعم استقرار ورفاهيّة شعبي البلدين الصديقين.

تعليق عبر الفيس بوك