دعوات للتهدئة .. وتركيا تعرض الوساطة

6 دول عربية تقطع علاقاتها مع قطر .. والدوحة: نتعرض لـ "حملة تحريض"

عواصم - رويترز

قطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين واليمن وليبيا العلاقات الدبلوماسية مع قطر أمس، واتهمتها بدعم "الإرهاب" في أخطر صدع تشهده المنطقة منذ سنوات. وقال محمد الدايري وزير الخارجية في حكومة شرق ليبيا أمس إنّ الحكومة حذت حذو حلفاء إقليميين وقررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وألقت إيران، باللوم على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التمهيد للقرار خلال زيارته للرياض مؤخرا.

وتشجب مصر ودول خليجية عربية بالفعل دعم قطر للإسلاميين خاصة جماعة الإخوان المسلمين التي تناصبها هذه الدول العداء. وتصعد الخطوة المنسقة بشكل كبير الخلاف بين الدول العربية ومنها دول أعضاء في أوبك. وأعلنت الدول الخليجية الثلاث إغلاق أجوائها مع قطر وأمهلت الزائرين والمقيمين القطريين 14 يوما للمغادرة. كما أنهى التحالف بقيادة السعودية في اليمن مشاركة قطر فيه.

واتهمت السعودية قطر بدعم الجماعات المتشددة ونشر أفكار العنف في إشارة فيما يبدو إلى قناة الجزيرة الإخبارية المملوكة لقطر. واتهم بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية قطر "باحتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة ومنها جماعة (الإخوان المسلمين) و(داعش) و(القاعدة) والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل إعلامها بشكل دائم". كما اتهم البيان قطر بدعم "الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران" في القطيف بالمنطقة الشرقية بالمملكة وفي مملكة البحرين.

وقالت قطر إنها تتعرض لحملة بهدف الإضرار بها ونفت تدخلها في شؤون الدول الأخرى. وقال بيان لوزارة الخارجية القطرية "لقد تعرضت دولة قطر لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة ما يدل على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة".

وذكر تلفزيون الجزيرة أن الخارجية القطرية أعربت عن أسفها لقرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر لاتهامها الدوحة بمساندة الإرهاب. ونقل التلفزيون عن الوزارة قولها "الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة". وأضاف "هذه الإجراءات لن تؤثر على سير الحياة الطبيعي للمواطنين والمقيمين".

وقالت إيران إن الولايات المتحدة تمسك بخيوط اللعبة. وكتب حميد أبو طالبي مساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني على تويتر يقول "ما حدث هو النتيجة الأولية لرقصة السيوف" في إشارة واضحة لزيارة ترامب للسعودية مؤخرا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للصحفيين في سيدني أمس إن القرار لن يؤثر على محاربة الإسلاميين المتشددين وإن واشنطن حثت حلفاءها الخليجيين على حل خلافاتهم. وقد يكون للخلاف بين الدوحة وحلفائها المقربين تداعيات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وظهرت التداعيات الاقتصادية للقرارات على الفور إذ أعلنت شركات الاتحاد للطيران وطيران الإمارات وفلاي دبي الإماراتية تعليق جميع رحلاتها الجوية من وإلى الدوحة اعتبارا من صباح الثلاثاء وحتى إشعار آخر. وذكرت الخطوط الجوية القطرية عبر موقعها الإلكتروني الرسمي أنها علقت كل الرحلات إلى السعودية. ونزل مؤشر البورصة القطرية 7.5 بالمئة. وكانت بعض الأسهم القيادية في السوق هي الأكثر تضررا.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن سياسة قطر "تهدد الأمن القومي العربي وتعزز من بذور الفتنة والانقسام داخل المجتمعات العربية وفق مخطط مدروس يستهدف وحدة الأمة العربية ومصالحها". وقال البيان إن مصر قررت "غلق أجوائها وموانيها البحرية أمام كافة وسائل النقل القطرية حرصا على الأمن القومي المصري".

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا قطعت العلاقات مع قطر يوم الاثنين واتهمتها بالتعامل مع جماعة الحوثي المعادية لها والمتحالفة مع إيران.

وقال الكرملين إن من مصلحة روسيا أن يكون الوضع في الخليج "مستقرا وسلميا" وذلك في تعليق على قرار عدد من الدول العربية قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس إنه يشعر بالأسى للخلاف بين قطر ودول عربية أخرى ودعا للحوار لحل النزاع. وأضاف في مؤتمر صحفي "نعتبر استقرار منطقة الخليج من وحدتنا وتضامننا. تطرأ بعض الأمور بين الدول بالطبع لكن الحوار يجب أن يستمر تحت أي ظرف لحل المشكلات سلميا. نشعر بالأسى للوضع الحالي وسنقدم أي مساندة لإعادة الوضع لطبيعته".

تعليق عبر الفيس بوك