"خليج السلام"..!

فايزة الكلبانيَّة

ما أَحْوَجنا اليوم إلى "السلام"، وما أبعدنا عنه، وعزاء الأوطان العربية مستمر..! سطوري اليوم تبحث عن "السلام الحقيقي" كما يبحث عنه جميعكم أيضًا؛ فالمتعارف عليه أنَّ مُصطلح "خليج السلام" يطلق على التمارين البحرية المنظمة بالاشتراك بين مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تنظم تنفيذا لتوصيات وزراء داخلية دول مجلس التعاون لاكتساب الخبرات وتبادل المعلومات بين الدول الأعضاء.

لكننا اليوم في منطقتنا العربية كافة ما أحوجنا إلى تفعيل مصطلح "خليج السلام" واقعا ملموسا، ليعم الأمن والأمان بين دول المنطقة وليس شعارات ترددها الألسن؛ فكلنا نتفق على أنه لا حياة لنا في منأى عن "السلام"، فعلى السلام ارتقت الشعوب بأهلها وأراضيها واقتصادها، وبالسلام بنت الدول حضاراتها وتاريخ شعوبها الخالد عبر الزمان، وبالسلام نتحاور ونتبادل التجارب وخبرات السنين، وبالسلام نحيا ونغفو في سبات عميق، وبالسلام نحيا بحرية، شامخي الرؤوس، أعزاء الكرامة.

علَّمنا ذلك قائد السلام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي استطاع أن يجعل لعُمان وأهلها قوَّة راسخة، وصوتا مسموعا، ووثَّق علاقتنا بمختلف الدول العربية والأجنبية. وبسبب السلام، قالها نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلَّم- " لو أنَّ أهل عُمان أتيت، ما سبوك ولا ضربوك".. فادخلوا عمان بسلام آمنين.

فَمَا أحوجنا فعلاً اليوم إلى السلام الحقيقي، والتلاحم المتين بين دولنا العربية والخليجية؛ فالمنطقه اكتوت بنيران الحروب، ونزيف البنادق، ودمع الرصاص على مدى عقود عديدة؛ فاليوم لابد من الإصلاح وإعادة التعمير لمواجهة الفوضى، بعدما أصبحت بعض دول المنطقة العربية تمارس القمع بشتى صوره على بعضها البعض، طغت تلك الملامح الافتراضية في ظل الصمت والتعاسة، التي تنبئ بصرخات موجوعة تتحدث عن نفسها بوضوح، وسلطات منحرفة وانعدام لحرية الرأي، وسجون يملؤها سجناء الرأي والسياسة، هذا إلى جانب المجاعات والصراعات الداخلية، لتفرغ شحنات سياساتهم المتمردة، وتلقي بحمولة نتائجها على الناس في العالم العربي، مسبِّبة لهم خيبة آمل، وإحساسًا باللاجدوى واليأس، وانعدام الاستقلالية والخصوصية.

فاليوم، يبحثُ الجميع -حكاما وشعوبا- عن استقرارٍ وسلامٍ يعم ربوع دولنا العربية؛ لوقف نزيف الدماء والمذابح، وما تخلفه هذه الحروب من دمار، وخسائر في الأرواح، واستعمار لحرية الأوطان، واستعباد وطغيان بأهل الوطن الواحد من العدو المحتل؛ فاليوم نترقب خطوات حكيمة لتوفيق الأوضاع المختلفة التي تنزع وحدتنا العربية كافة، والخليجية خاصة، بسبب قرارات وتخبُّطات أمنية وسياسية...وغيرها، غير مدروسة من البعض من الدول والتي غالبا ما يركز هدفها على مكاسب ومطامع شخصية، والوصول إليها يكلف ثمنا غاليا، فتذهب ضحية الوصول إليها "أوطان غالية" و"أرواح بريئة".. فمتى سيعتبر هؤلاء؟! ومتى سنصل إلى "العبور الأخير" في ظلِّ سياسات البعض التي لا تُبْقِي ولا تذر، فعلا.. ما أحوجنا اليوم إلى "خليج السلام"..!

---------------------------

همسة لكل باحث عن السلام:

- علَّمني مَوْلاي السُّلطان.. بالسلام نحيا بأمان.

- علَّمني مَوْلاي السُّلطان.. لا حياة للشعوب بدون سلام.

فإليك السَّلام، يا زعيم السلام".. قابوس عُمان

faiza@alroya.info