في محاولة هي الأولى من نوعها

أستاذة تاريخ قديم بجامعة السلطان قابوس تحاول فك شيفرة نقوش المسند العماني

...
...
...
...
...

 مسقط - الرؤية

في مُحاولة هي الأولى من نَوْعِها، تقوم د. أسمهان سعيد الجرو أستاذة التاريخ القديم المشارك بقسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس، بمحاولة فك شيفرة نقوش المسند العماني، كتابة أهل عُمان قبل الإسلام. وتطرح الدكتورة أسمهان سؤالا مهما وهو "هل لأهل عُمان كتابة قديمة؟"، وتضيف قائلة: هذا السؤال حير علماء النقوش بعد العثور على كتابات في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، حتى تسعينيات القرن الماضي عندما تقدَّم علي الشحري بدراسة لسمنار الدراسات العربية في لندن؛ عرض فيها نقوشا مسندية عَثَر عليها في كهوف ظفار. مضيفة في الصدد ذاته بأنَّ بعثة بريطانية قَدِمت إلى السلطنة بدعوة من وزارة التراث القومي والثقافة، وبدعم وزارة الإعلام والثقافة آنذاك، بقيادة "ج. م. كينج"، وقامت بمسح شامل لتلك الكتابات في تقرير من 500 صفحة تقريبا، التقرير قُدِّم لوزارة التراث عام 1992، إلا أنه لم ينشر. منذ ذلك الحين، نشر الشحري كتابين دون فيهما بعض تلك النقوش. أما نقوش السحتن فقد كان اكتشافها بالصدفة عام 2009 من قبل حارث ويحيى وهلال الخروصي، حارث الخروصي مهتم بآثار وتاريخ عمان. وفي العام 2012، بعث مَعَالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون، صورَ تلك النقوش إلى د. أسمهان فاقمت بزيارة الموقع مع حارث الخروصي، وبعد مُقارنتها مع نقوش ظفار وجدتها أنها قريبة الشبه بها، وأنها مسند عماني مختلف عن النقوش المعروفة في شبه الجزيرة العربية، ومنذ تلك الفترة وهي تحاول فك شيفرتها.

وبالنسبة للاستنتاجات التي توصَّلت إليها من خلال الدراسة الأولية لنقوش المسند العماني في كلِّ من وادي السحتن وظفار، قالت د. أسمهان الجرو: "توصلت إلى معرفة أنَّ الكتابة العُمانية عربية بدائية أصيلة فهي تمزج بين جميع الأبجديات المعروفة في بلاد العرب، وأبجدية لغات الجزيرة لا تتعدى 29 حرفا، أما أبجدية عُمان فيبلغ عددها 33 حرفا تقريبا، كذلك فالمسند العُماني قريب في خصائصه المظهرية من حروف أبجدية المسند اليمني والثمودي، أو ما يعرف بالحسمائي والصفوي والديداني واللحياني، وهناك تشابه كبير بين حروف الكتابة النقشية المكتشفة في شمال عُمان (وادي السحتن)، وفي جنوبها (ظفار).

كما أنَّ نقوش شمال عُمان نُحِتَت على الجبال بواسطة النقر وبأسلوب الخط المستقيم، أما نقوش جنوب عُمان فقد رسمت بالألوان على الجبال والكهوف، لا يفصل بين الكلمات خط على خلاف ما هو سائد في اللغة العربية الجنوبية (المسند اليمني). إضافة إلى ذلك، يُمكن قراءة المسند العُماني من اليسار إلى اليمين، أو من اليمين إلى اليسار، أو بشكل عمودي من الأعلى إلى الأسفل، والحرف الواحد يمكن أن يكتب في أكثر من اتجاه، أيضا بعض النقوش نجدها مصاحبة لرسومات صخرية كالحيوانات والنباتات والأشخاص وأحيانا أشكال هندسية، تلك الرسوم تساعدنا على معرفة الفكرة التي يتحدث عنها الكاتب.

وفي ختام حديثها، تُؤكِّد د. أسمهان الجرو أنَّ نقوش المسند العماني إرث حضاري ومصدر أساسي من مصادر التاريخ العماني ينبغي توثيقها ودراستها، كما أن حمايتها والحفاظ عليها مسؤولية وطنية كبيرة.

تعليق عبر الفيس بوك