اعلان الحرب على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم ومطالب بفرض غرامات

عواصم – وكالات

تتواصل موجات الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي من مؤسسات حكومية وبرلمانية في عدد من دول العالم ، وكان آخر تلك الموجات دعوة تقرير للبرلمان البريطاني إلى ضرورة فرض غرامات كبرى على شركات السوشيال ميديا بسبب نشرها للمحتوى المتطرف.

ووفقا لما ذكرته صحيفة الجارديان، فإن تقرير للجنة الشئون الداخلية بمجلس العموم البريطانى، قال إن شركات السوشيال ميديا تضع الربح قبل الأمان، ويجب أن تواجه غرامات تصل إلى عشرات الملايين من الاسترلينى لفشلها فى إزالة المحتوى المتطرف والمواد التى تندرج تحت بند جرائم الكراهية التى يتم ترويجها على مواقعها.

ورأى التقرير أن أكبر وأغنى شركات التكنولوجيا بعيدا تماما، وبشكل مخز، عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المحتوى غير القانونى والخطير.

وخلص التحقيق، الذى بدأ العام الماضى عقب اغتيال عضو البرلمان عن حزب العمال جو كوكس من قبل مسلح يمينى متطرف، إلى أن شركات السوشيال ميديا متعددة الجنسيات مهتمة بالمخاطر التجارية أكثر من اهتمامها بالحماية العامة.

وأشار تقرير البرلمان البريطانى على أن تلك الشركات تقوم بإجراءات سريعة لإزالة المحتوى الذى تجد أنه ينتهك حقوق الملكية الفكرية إلا أنها تتبنى نهج "الحرية الاقتصادية" عندما يتعلق بمحتوى الكراهية أو غير القانونى.

ويبدو أن مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة،صارت بالنسبة الى عدد من الدول وسيلة خطيرة يعتمد عليها المستخدمون لمواجهة الحكومات ، حيث تحولت من أداة للتسلية إلى وسيلة سياسية للتعبير عن الرأى العام، مما دفع العديد من الدول لحجبها والتى كانت أحدثها الهند التى أمرت مزودى خدمات الإنترنت فى "كشمير" بالحجب الفورى لموقع فيس بوك وتويتر و 20 موقعا آخر من مواقع التواصل الإجتماعى وتطبيقات الإنترنت لمدة شهر واحد، إلا أن الهند ليست الدولة الأولى التى تحجب خدمات السوشيال ميديا، حيث سبقتها العديد من الدول الأخرى .

 فقد حجبت الحكومة الإيرانية شبكة التواصل الاجتماعى فيس بوك، وعدد آخر من الشبكات الاجتماعية فى 2009، وذلك فى أعقاب احتجاجات عارمة عقب فوز أحمدى نجاد المثير للجدل بولاية ثانية، إلا أنها أعادته مرة أخرى، ولكن فى 2013 قامت مرة أخرى بحجبه.

كما أعلنت الحكومة التركية حجب مواقع التواصل الأكثر استخدما هناك مثل "فيس بوك" و"تويتر"، مبررة ذلك القرار بأنها تريد منع جميع الصور التى تظهر انفجار تركيا الأخير واصفة إياها بأنها بشعة ودموية، وتخلق شعورا بالذعر، مضيفة أن تداول إشاعات وأخبار عن هذا الحدث أمر مرفوض لذلك قامت بمنع مواقع التواصل الاجتماعى حتى لا يتم تداول أى معلومات حول الحدث، إلا أنها أعادت تشغيله مرة أخرى.

كما حجبت الحكومة الكورية الشمالية شبكات التواصل الاجتماعى مبررة ذلك بأنها ترى أن هذه المواقع الإلكترونية تنشر دعاية زائفة ضد الجمهورية".

أما الصين فجاء حجبها لفيس بوك وتويتر فى 2009، بعد ما شهدته البلاد من أحداث عنف بين مسلمى "الإيجور" والشرطة فى مدينة "أورومتشي" التى تقع شمال غرب الصين، وحجبت الحكومة عددا من المواقع الإلكترونية المختلفة.

كان فيس بوك هو الموقع الذى حجبته تايلاند، وذلك عقب إلغاء المحكمة الدستورية لنتائج الانتخابات البرلمانية وحدوث أعمال شغب.

شركة فيس بوك: أصبحنا ساحة معارك

على الجانب الآخر أقرت شركة فيسبوك بأنها أصبحت ساحة معارك لحكومات تسعى لاستغلال الرأي العام في دول أخرى مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات جديدة لمحاربة ما أطلقت عليها "عمليات إعلام موجهة" تتجاوز ظاهرة الأخبار الزائفة.

وفي تقرير وملخص لخطط للرد نشرا على موقعها الإلكتروني تحدثت فيسبوك عن جهود ماكرة وتحظى بتمويل جيد من قبل دول ومنظمات لنشر معلومات مضللة وأكاذيب لها أهداف جيوسياسية.

وتذهب هذه المبادرات إلى مدى أبعد كثيرا من أنشطة نشر أخبار زائفة لتشمل التضخيم، وهو بالأساس توسيع انتشار التدوينات من خلال عدد من الوسائل، ينفذها موظفون حكوميون ومحترفون مقابل أجور باستخدام حسابات زائفة في الغالب.

والتقرير الجديد مؤلف من 13 صفحة وأعده اثنان من خبراء الأمن الالكتروني المخضرمين علاوة على مسؤول الأمن في فيسبوك.

وتعزز الجهود الجديدة حملات نفذتها فيسبوك مؤخرا ضد الأخبار الزائفة وصفحات تنشر مواد إعلانية ورسائل سياسية غير مرغوبة. وعلقت فيسبوك 30 ألف حساب في فرنسا قبل الانتخابات الرئاسية.

وفي تعاملها مع الانتخابات الرئاسية الأميركية "كدراسة حالة" قال فريق فيسبوك إن شخصيات زائفة على فيسبوك نشرت رسائل بريد مسروقة ووثائق أخرى في إطار مسعى منسق نسبته المخابرات الأمريكية إلى روسيا.

وواجهت فيسبوك ضغوطا لاتخاذ إجراءات ضد الأخبار الزائفة وبدأت تحذر من أي قصص إخبارية تشتبه بها.

والصراعات التي تحدث عنها التقرير لم تستثني ميدان الرياضة.

وتتهم باريس لوس انجليس الاميركية المرشحة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024، بشراء معجبين لصفحة حملتها على موقع فيسبوك.

واتهمت وسائل اعلام فرنسية المدينة الأميركية بأنها دفعت أموالا لصالح شركات انترنت تقوم بتوفير "اعجابات" تحت الطلب على شبكة التواصل الاجتماعي، لتروج لكونها أصبحت أول مدينة مرشحة لاستضافة الأولمبياد تحظى بأكثر من مليون "إعجاب" على الموقع.

وكانت وسائل الاعلام الفرنسية أشارت الى زيادة ملحوظة في عدد "المعجبين" بصفحة حملة لوس انجليس 2024 على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر عالميا، من 200 ألف مطلع يناير الماضي، الى أكثر من مليون في ابريل.

تعليق عبر الفيس بوك