تركيا تحذر أوروبا من التدخل في "استفتاء الرئيس".. وألمانيا تطالب أنقرة بعدم التجسس

عواصم - رويترز

حذَّر رئيسُ وزراء تركيا بن علي يلدريم، أوروبا، أمس، من التدخُّل في استفتاء يجري الشهر المقبل لتعديل الدستور وتوسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان. مضيفا بأنَّ على أوروبا "أن تهتم بشؤونها الخاصة".

وتسبَّبت مسألة الاستفتاء في توتر العلاقات بالفعل بين تركيا وعدة دول أوروبية؛ منها: ألمانيا وهولندا، بعد منع وزراء أتراك من حضور تجمعات في مدن أوروبية لحشد التصويت لصالح الاستفتاء الذي يجري في 16 أبريل. وأدلى يلدريم بالتصريحات في لقاء جماهيري يتعلق بالاستفتاء في إقليم كرمان بالأناضول.

وعلى الجانب الآخر، قال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره، أمس، إنَّ ألمانيا لن تتهاون مع التجسس الخارجي على أراضيها في رد فعل قوي على تقارير إعلامية ذكرت أن أجهزة مخابرات تركية تتجسس على مؤيدي حركة رجل الدين التركي فتح الله كولن في ألمانيا.

وتتهم أنقرة كولن -المقيم في الولايات المتحدة وله الكثير من الأتباع في تركيا- بالتخطيط لمحاولة انقلاب عسكري فاشلة في يوليو الماضي. ونفذت أنقرة حملة تطهير في مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام استهدفت عشرات الآلاف ممن يشتبه بأنهم أنصار كولن.

وعمَّقت التقارير الإعلامية بشأن التجسس التركي في ألمانيا خلافا بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي قبيل استفتاء مرتقب الشهر المقبل في تركيا يقترح توسيعا كبيرا لصلاحيات الرئيس.

وذكرتْ صحيفة زود دويتشه تسايتونج ومحطتان للبث الإذاعي والتليفزيوني، أنَّ وكالة المخابرات الوطنية التركية أعطت جهاز المخابرات الخارجية الألماني قائمة بأسماء المئات ممن يشتبه بأنهم أنصار كولن ممن يقيمون في ألمانيا.

وقال دي مايتسيره -الذي كان يتحدث في باساو في جنوب ألمانيا- إنَّ التقريرَ لم يفاجئه. مضيفا بأنَّ القوائم ستُفحص بصورة فردية. وقال: "أخبرنا تركيا عدة مرات أن مثل هذا (النشاط) غير مقبول. بغض النظر عن رأيكم في حركة كولن فالقانون الألماني يطبق هنا والمواطنون المقيمون هنا لن يكونوا عرضة لتجسس دول أجنبية".

وقالتْ التقارير إنَّ القائمة تشمل أسماء أكثر من 300 شخص وما يربو على 200 جمعية ومدرسة...وغيرها من المؤسسات. وأكد تحقيق ألماني أنَّ بعض الصور قد تكون التقطت سرًّا. ولا تقتصر المخاوف المتعلقة بالتجسس التركي على ألمانيا فقط.

وقالتْ هيئة الإذاعة السويدية العامة إنَّ حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يمارس ضغوطا من خلال اتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين على أنصار كولن السويديين للإدلاء بمعلومات عن أقرانهم من مؤيدي كولن في البلاد.

وتحقِّق ألمانيا بالفعل في تجسس محتمل قام به أئمة أتراك في ألمانيا. وقال متحدث باسم مكتب رئيس الادعاء الاتحادي: إنَّ التحقيق مستمر. وعبر ساسة ألمان من بينهم المستشارة أنجيلا ميركل عن غضبهم من تشبيه أردوغان مرارا بلادهم بألمانيا النازية في ردِّ على إلغاء سلسلة حملات دعائية مقررة تستهدف الأتراك المقيمين في ألمانيا. وقالت ألمانيا إنَّ الإلغاء كان لدواع أمنية.

تعليق عبر الفيس بوك