"حلم المونديال" والطريق العربي الآسيوي

حسين الغافري

كثيرة هي الأحداث الرياضية التي تابعناها خلال الأسبوع المُنصرم والمؤكد بأن تستمر خلال الأيام القادمة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بروسيا العام المقبل. بطبيعة الحال فإنّ الأمنيات دائماً ما تكون مُرتبطة في رؤية أكبر عدد من المُنتخبات العربية التي تحجز مقاعدها في النهائيات من القارتين الآسيوية والإفريقية.. إلا أنّ الواقع - آسيوياً على وجه التحديد- يظهر باستمرار الفارق الكبير والهوة الواسعة بين عمالقة كرة القدم وبين منتخباتنا العربية. الأمور تبدو شبه واضحة في أنّ تطور الكرة العربية بشكل عام يوازيه تطور مضاعف كبير لعمالقة كرة القدم في العالم، على الأقل يدفعنا إلى اليقين بأنّ مرحلة التكافؤ بين الجانبين غير مؤهلة في المستقبل القريب أو البعيد حتى لو أُنفقت الملايين في سبيل ذلك. المشكلة هي أنّ الاحتراف الحقيقي الفعلي غير موجود معنا بعكس الأندية والمنتخبات العالمية التي تطبق اتحاداتها الاحتراف الفعلي الذي نطمح في رؤيته أو السير في الطريق ذاته!

على صعيد القارة الآسيوية، لازال المنتخب السعودي الرقم الصعب والمقارع الدائم لكبار القارة وهو يشق طريق الوصول إلى النهائيات بخطى ثابتة ويبدو مؤهل في ذلك خصوصاً بعد العودة بالنقاط الثلاث من بانكوك وضعته في صدارة الترتيب ووضعه أفضل من بقية المنتخبات العربية. الأخضر السعودي يملك فرصة كبيرة للتحليق بصدارته عندما يستضيف المنتخب العراقي هذا الأسبوع مطالب منه الظفر بالنقاط الكاملة لتعزيز الحلم الذي بات يقترب شيئاً فشيئاً ليكون واقعاً.

من جانبه، تبدو حظوظ المنتخب السوري لازالت في الميدان ويملك فرصة للتأهل رغم الظروف الكبيرة التي تعيق التحضير الجيد مقارنة بالبقية وعدم الاستقرار التي تمر بها البلاد جراء الحرب كحال المنتخب العراقي. ومنتظر من المنتخب السوري أن يقاتل للخروج بنتيجة إيجابية من سيؤول الكورية بالتعادل أو الفوز والظفر بمباراتيه القادمتين على أرضه أمام الصين وقطر والختام بلقاء إيران في طهران. المنتخب العراقي يملك الفرصة ذاتها التي يملكها المنتخب السوري والمباريات القادمة تبدو حاسمة.

في المقابل لم يظهر المنتخب الإماراتي بصورة جيدة في آخر لقاءاته وآخرها السقوط الغريب بهدفين نظيفين أمام الساموري الياباني وتكرار فوزه في اليابان قبل ما يقارب سبعة أشهر. المنتخب الإماراتي ظهر بمظهر لم نتعود عليه، وكان كالحمل الوديع بلا حيلة وبدون ردة فعل كانت ستضعه في موقف أفضل وبحظوظ أقوى. المُنتخب الإماراتي ومع ضياعه للنقاط وغيابه الفني المعتاد في لقاء اليابان إلا أنّ فرصته لازالت موجودة وحظوظه موازيه لحظوظ بقية المنافسين. صحيح أنّ المهمة تبدو أصعب وأكثر تعقيداً ولكنّها ليست بمستحيلة وحلم النهائيات يتطلب العناء والقتالية، واللقاء القادم أمام أستراليا في سيدني يبدو الفيصل في العبور للنهائيات أو على الأقل الحلول ثالثاً ومقارعة الثالث في المجموعة الأخرى ذهاباً وإياباً والذهاب إلى مباراة الملحق القاري. أمّا المنتخب القطري فيبدو بأنّه سلم الراية وبات التحضير لنهائيات كأس العالم 2022 أولوية وغاية كبيرة. المنتخب القطري افتقد كل عوامل التأهل المطلوبة وظهر بصورة ضعيفة مغايرة عن الدور قبل النهائي في مشواره بالتصفيات، آخرها سقوطه على أرضه في مواجهة إيران بعد سلسلة هزائم من أوزبكستان وكوريا وإيران.

إجمالاً، الحلم في وصول المنتخبات العربية أجمعها يبدو صعب. السعودية والإمارات تبدو أوفر حظاً للتواجد بالنهائيات بحكم وضع الترتيب في الجدول فقط تحتاج إلى الحضور الكامل من كل النواحي. أما قطر وسوريا والعراق فرصتها لا تبدو كبيرة وبنفس الوقت لا تبدو ضئيلة. الفرصة لازالت متاحة للجميع وهو ما سيضع كل اللقاءات القادمة حاسمة ومصيرية في مسألة التأهل.

HussainGhafri@gmail.com