في الاحتفال بمرور 50 عاما على إنشاء هيئة مكافحة الجراد الصحراوي

الساجواني: السلطنة لم تتعرض لأي موجات هجوم للجراد تهدد المحاصيل الزراعية

 

 

 

≤ العبري: إنشاء مركز متخصص يُعنى بمتابعة المسح والمراقبة الدورية لحالة الجراد الصحراوي

≤ ولد أحمد: "الهيئة" تحقق العديد من الإنجازات في مجال المكافحة بفضل آلية العمل النموذجية

≤ العلوي: 50 عاما من الخدمات لأكثر من 16 دولة تغطى 39% من مساحة انتشار الجراد على مستوى العالم

≤ وزير الزراعة يؤكد زيادة إنتاج الأسماك بنسبة 60% خلال السنوات الخمس الماضية

≤ افتتاح 400 منفذ لبيع الأسماك يديرها الشباب العُماني

 

 

نظَّمتْ هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى (CRC) لمنظَّمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، أمس، احتفالاً بمناسبة مرور 50 عاما على إنشاء الهيئة، بفندق جراند حياة مسقط، تحت رِعَاية مَعَالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية.

وقال مَعَالي الدكتور -على هامش الاحتفال- إنَّ إجراءات َرْصد مكامن وجود الجراد وتحركاته تجري يوميا، إلى جانب قياس مُستويات الخطر التي تُمثِّلها، وتعمل الوزارة على اتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة لكل أمر طارئ في هذا الشأن. مشيرا إلى أنَّه وخلال السنوات الماضية لم تتعرَّض السلطنة لأي مَوْجَات لهجوم الجراد كما يحدث في بعض دول الجوار، وما وَصَل إلى السلطنة كان من الجراد المستوطن المحلي، وبكميات قليلة في بعض المحافظات، وتمَّ التعامل معها بحكمة، ولم تهدد المحاصيل الزراعية بالنسبة الكبيرة.

 

الرُّؤية- فايزة الكلبانيَّة

 

 

وأكد معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية أنَّ الأسماكَ مُتوفرة في كل قرية وولاية بالسلطنة، وهناك دَعْم من الحكومة ووزارة الزراعة والثروة السمكية للشباب العمانيين الراغبين في العمل بهذا المجال، وفي هذه المرحلة تمَّ افتتاح 400 منفذ ومحل للأسماك يُديرها الشباب العُماني. أما الفروقات السعرية، فهي مُرتبطة باختلاف المواسم، خاصة ما يُسمَّى بموسم الصيد الخريفي وهبوب الرياح ومواسم هطول الأمطار، ويتعذَّر على الصياديْن دخول البحر فترتفع أسعار الأسماك في هذه الظروف الاستثنائية. وفي المواسم العادية، نَجِد أسعارَ الأسماك شبه مُستقرة، علما بأنَّ أسعار الأسماك في العام 2016 كانتْ أقل منها في العام 2015، وهو مؤشر على استقرار أسعار الأسماك المعروضة في السوق ووفرة إنتاجيتها؛ حيث إنَّ كميات إنتاج الأسماك زادت أكثر من 60% خلال السنوات الخمس الماضية، وتمَّ تصدير كميات إضافية لخارج السلطنة، والقطاع يسير بخطى عالية بلغت أكثر من 13% خلال السنوات الستة الماضية، وهي نسبة عالية على المستوى الدولي.

 

القطاع الزراعي

من جانبه، ألقى المهندس صالح العبري مدير عام التنمية الزراعية بوزارة الزراعة والثروة السمكية، كلمة الوزارة خلال الحفل؛ قال فيها: إنَّ السلطنة تولي اهتمامًا خاصًّا بالقطاع الزراعي؛ كونه إحدى ركائز الأمن الغذائي، وتعمل وزارة الزراعة والثروة السمكية على تطبيق كل ما من شأنه دعم مسيرة التنمية الزراعية ضمن منظومة التنمية الشاملة المستدامة في السلطنة.

وأشار العبري إلى أنَّ السلطنة تُصنَّف دوليًّا بأنها إحدى مناطق عبور الجراد. مؤكدًا على أنَّ السلطنة -مُمثلة في وزارة الزراعة والثروة السمكية- تُوْلِي اهتمامًا بالغًا بوقاية النبات؛ وذلك ضمن الأهداف الإستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي للسلطنة بشكل خاص ودول المنطقة بشكل عام؛ حيث تمَّ إنشاء مركز مُتخصِّص ومُجهَّز بالإمكانات المطلوبة، ويعنى بمتابعة تطبيق إستراتيجية المكافحة الوقائية، وقد وضعت برامج وخطط واضحة للقيام بعمليات المسح والمراقبة الدورية لحالة الجراد الصحراوي في حالات السكون، وكذلك وضع خطط الطوارئ للتصدي للجراد في حالة الفورات، إضافة إلى تعزيز الكوادر البشرية وتوفير الأجهزة والمعدات اللازمة لاحتواء مخاطر الجراد الصحراوي.

وأكَّد مُدير عام التنمية الزراعية بوزارة الزراعة والثروة السمكية، أنَّ السلطنة تُؤمن بأهمية التعاون الإقليمي بين دول المنطقة، وتقدِّر الجهود التي تبذلها الهيئة الإقليمية لمكافحة الجراد الصحراوي بالمنطقة الوسطى؛ من خلال تقديم الدعم اللوجستي والفني للدول الأعضاء وتأهيل وتدريب الكوادر البشرية، علاوة على التنسيق بين الدول الأعضاء فيما يتعلق بعمليات المسح والمكافحة، وتوفير المعلومات المتعلقة بحالة الجراد، إضافة للتدابير اللازمة للتصدي أو منع حدوث فورات محتملة للجراد الصحراوي.

وأضاف العبري بأنَّ السلطنة تسعى لدعم هذه الجهود؛ وذلك من خلال تقديم الدعم (المالي، والفني، واللوجستي). وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد قدَّمتْ السلطنة خلال الفترة الماضية منحة مالية لدعم جهود الهيئة، كما تلتزم السلطنة بدفع المساهمات السنوية بشكل منتظم، كما قامت الهيئة بالاستعانة بكوادر السلطنة في تنفيذ العديد من الفعاليات التدريبية وورش العمل الإقليمية والدولية، إضافة إلى تقديم السلطنة الدعم اللوجستي من خلال استضافتها ورعايتها للعديد من الفعاليات التدريبية وحلقات العمل، وأيضا الاجتماعات الدورية للهيئة.

 

منظمة الأغذية والزراعة

وقال عبدالسلام ولد أحمد مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" -في كلمة لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو"- إنَّ الجرادَ الصحراويَّ يُشكِّل تحديًا للمحاصيل الزراعية والمراعي؛ نتيجة قابليته للتكاثر السريع، تحت ظروف بيئية ومناخية مختلفة في منطقة شاسعة تغطِّي حوالي 29 مليون كم وتشمل حوالي 64 دولة.

وأضاف بأنَّ منظمة الأغذية والزراعة عملتْ على تنسيق الجهود الدولية من أجل المواجهة الفعالية لهذه الآفة، والتي تأسَّست من خلالها هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى في 21 فبراير 1967م. وأوْضَح مُسَاعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" أنَّ إستراتيجية مكافحة الجراد الصحراوي تعتمد على عدة عناصر أساسية من بينها تطبيق الإدارة الوقائية التي تشمل الرصد المكثف للجراد في مناطق توالده والإنذار المبكر والتدخل السريع للقضاء على تجمُّعات الجراد في مراحل مبكرة، وتستكمل بتدخلات واسعة النطاق عند خروج الجراد عن السيطرة. وأضاف بأنَّ هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى حقَّقت العديدَ من الإنجازات؛ من بينها: آلية عمل نموذجية حيث تأسَّست وحدات مُتخصِّصة لمكافحة الجراد في الدول الأعضاء، ونفذت الهيئة برامج تدريبية متواصلة لخمسة أجيال من الكوادر البشرية، كما حرصتْ الهيئة على التطوير المستمر ومواكبة أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في مكافحة الجراد.

وفي ختام كلمته، عبَّر عبدالسلام ولد أحمد مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" عن شكره وتقديره لمبادرة السلطنة لاستضافة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى، وعقد الاجتماع الثلاثين للهيئة خلال الفترة من 19 ولغاية 24 فبراير الجاري.

 

مكافحة الجراد الصحراوي

وقال الدكتور مأمون بن خميس العلوي الأمين التنفيذي لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى: عندما نتحدث عن 50 عاما من الخدمة لأكثر من 16 دولة تغطى ما يقارب الـ39% من مساحة انتشار الجراد على مستوى العالم، والتي تقدر بـ30 مليون كيلومتر مربع، ويسكنها نحو 300 مليون من البشر قد تعرَّضوا بالفعل لأعنف هجمات الجراد الصحراوي في أعوام عديدة؛ منها على سبيل المثال: وباء الجراد 1967 إلى 1969، وكذلك وباء الجراد عام 1986 إلى 1989، إضافة إلى 8 فورات كبيرة ومئات التفشيات، فإنَّنا نتحدَّث عن الدول الأعضاء في هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى.

وأضاف العلوي بأنَّ غاية أهداف هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى تتمثل في المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، والحد من الجوع في دول المنطقة، ولدينا فرصة حقيقية للفوز في معركتنا ضد الجراد الصحراوي؛ وبذلك ممتنين لجميع ممثلي الدول الأعضاء على التزامهم لما قدموه من دعم وتعاون جيد أسهموا به لأجل الهيئة خلال السنوات الخمسين الماضية، ونحن نتطلع للأمام لمائة سنة أخرى من الإنجازات الجيدة لصالح جميع الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة.

وتخلَّل الحفل تقديم فيلم وثائقي تضمن دور وإنجازات الهيئة على مدار الأعوام السابقة، والجهود التي تبذلها الهيئة في مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى، وتقديم كتاب الهيئة في الذكرى الخمسين، إلى جانب تقديم الهدايا التذكارية للدول الأعضاء ولضيوف الهيئة، إلى جانب تنظيم معرض لصور تحكي واقع الجراد الصحراوي بين الماضي والحاضر.

ويُشار إلى أنَّ هيئة مُكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى (CRC) لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة  "الفاو" ، خلال الفترة 20-23 فبراير الجاري بمسقط، اجتماع أعمال دورتها الـ30، واجتماع اللجنة التنفيذية الـ34 لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى، بمشاركة المسؤولين الممثلين من دول أعضاء الهيئة.

تعليق عبر الفيس بوك