"داعش" تحت الحصار في الباب السورية بعد تقدم الجيش

 

 

بيروت – رويترز

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنّ قوات الحكومة السورية تقدمت باتجاه مدينة الباب الشمالية التي يسيطر عليها تنظيم داعش أمس الإثنين وقطعت آخر خط إمداد رئيسي يصل إلى معاقل التنظيم الواقعة في الشرق باتجاه العراق.

وأصبح متشددو التنظيم في المنطقة الآن محاصرون بشكل فعلي من الجيش من الجنوب ومن مقاتلي معارضة تدعمهم تركيا من الشمال فيما تتسابق دمشق وأنقرة للسيطرة على أكبر معقل للتنظيم في محافظة حلب.

وقال المرصد الذي يراقب الحرب ومقره بريطانيا إنّ قوات الجيش ومقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية حققوا مكاسب جنوب شرقي الباب الليلة الماضية.

وقال المرصد "استمرت المعارك إلى ما بعد منتصف ليل الأحد – الإثنين في الريف الجنوبي لمدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي بين تنظيم "داعش" من جهة وقوات النظام مدعمة بقوات النخبة من حزب الله اللبناني وبإسناد من كتائب المدفعية والدبابات الروسية من جهة أخرى تترافق مع قصف جوي وصاروخي في استمرار محاولة الأخير توسيع نطاق سيطرته وتضييق الخناق على التنظيم أكثر بعد تمكنه قبل ساعات من قطع الطريق الرئيسية الواصلة بين منطقة الباب وريف حلب الشرقي ومحافظتي حلب ودير الزور وإطباق الحصار على منطقة الباب بحيث لم تبقى إلا مساحات وطرق ترابية لسلوكها."

وقال قيادي عسكري في التحالف الذي يقاتل دعما للرئيس بشار الأسد إن التنظيم محاصر.

وقال "لم يبق سوى ممر ضيق من الباب" مضيفا أنّ معظم المدينة باتت في مرمى نيران القوات الحكومية.

ويهدد تقدم الجيش السوري صوب الباب بإثارة مواجهة مع الجيش التركي وحلفائه من الجماعات التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر والتي تشن حملتها الخاصة لاستعادة المدينة.

وخلال ثلاثة أسابيع تقدمت وحدات الجيش السوري إلى مسافة ستة كيلومترات فقط من مدينة الباب في حين تسعى دمشق لمنع جارتها تركيا من التوغل داخل منطقة استراتيجية في شمال سوريا.

وقال مصطفى سيجري من لواء المعتصم وهي جماعة تقاتل تحت مظلة الجيش السوري الحر "واضح أنّه فيه استعجال من النظام للوصول للباب." وأضاف أنّ المقاتلين الذين تدعمهم تركيا والذين وضعوا المدينة نصب أعينهم لشهور سيقاتلون قوات الحكومة إذا اعترضت طريقهم.

وشنت تركيا حملتها (درع الفرات) في سوريا في أغسطس الماضي لتأمين حدودها من التنظيم المتشدد ووقف تقدم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية.

وقال المرصد إنّ القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر اشتبكت بكثافة مع مقاتلي داعش حول بلدة بزاعة شرقي الباب في الأيام القليلة الماضية. وسيطرت القوات المدعومة من تركيا لفترة وجيزة على البلدة قبل أن يخرجها مهاجمون انتحاريون من داعش منها يوم السبت.

مواجهة محتملة بين سوريا وتركيا

 

تقع الباب على مسافة 40 كيلومترًا شمال شرقي حلب حيث هزمت القوات الحكومية مقاتلي المعارضة في ديسمبر محققة أكبر مكسب لها في الحرب الدائرة منذ نحو ست سنوات.

ويعد شمال سوريا أحد أكثر ساحات القتال تعقيدا في الحرب متعددة الأطراف حيث يواجه تنظيم داعش الجيش السوري وتركيا والمعارضين المتحالفين معها إضافة إلى تحالف من مقاتلين سوريين تدعمهم الولايات المتحدة.

وفي حال حدثت المواجهة فستكون المرة الأولى التي تقاتل فيها قوات الحكومة السورية الجيش التركي على الأرض في شمال سوريا منذ بدأت تركيا عمليتها.

ونفذت روسيا أقوى حليف للأسد ضربات جوية تستهدف داعش في الباب دعما للطرفين الأمر الذي يسلط الضوء على تغيرات كبيرة في المشهد الدبلوماسي.

ومع تحسن العلاقات بين روسيا وتركيا توسط البلدان في اتفاق هش لوقف إطلاق النار في ديسمبر بين الحكومة السورية وجماعات مسلحة تقاتل للإطاحة بالأسد.

وقال مسؤول من كتائب تركمانية تدعمها تركيا إن وجود قوات روسية قد يساعد في منع مواجهة.

وقال المسؤول "هناك جنود روس مع قوات النظام التي تقود الطريق وهذا عنصر قد يرضي تركيا. لا أتوقع اشتباكات."

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة