عبد العزيز البلوشي صانع الفرح

 

 

أحمد الهنائي

 

 

قبل أيام تزيّت ولاية بركاء بألوان الفرح، في مبادرةٍ صبغت على النفوس بشائر الأنس والراحة، وهي تؤذن بتكوين 47 أسرة، عبر مبادرةٍ مجتمعية مثيرة لرجل الأعمال عبدالعزيز البلوشي، الذي تكفل بجميع مصاريف وتكاليف هذه الليلة، والتي تجاوزت 50 ألف ريال عماني، ورغم أن العرس الجماعي كان بهيجاً في احتفالية قد لا تتكرر في العام كثيراً، إلا أن الأكثر بهجة وقرباً من النفوس هو ظهور مثل هذه المبادرات الشخصية، مما تبعث برسائل ملؤها الأمل والطمأنينة في أن الخير باقٍ، وأنها لو "خليت لخربت".

عبدالعزيز، كما يعرفه البعيد قبل القريب؛ يتوارى عن أعين الناس، وهو يقدم عطاءاته، وقليلاً ما يُشهر عن مساهماته، لكنه حاضرٌ في كثيرٍ من الأعمال التطوعية والمبادرات الشبابية والمجتمعية، ورغم أنه لا يعتبر الشخصية الأكثر ثراء في محيطه، غير أنه يبذل ما لا يبذله من هم أكثر منه مالاً وتجارة.

ما يميزه أيضاً، انطلاقه من مبادئ إنسانية فاضلة، إذ أنه لا "يُعنصر" مبادراته، كما يفعل البعض، وهو ما تجسد في فتحه المجال لكل مقبلٍ على الزواج مؤخراً، من أي جنسيةٍ كانت، عربيةً أم أجنبية، في نظرة مثالية لترسيخ مفهوم التعايش وتقبل الآخر ومحبة كل مقيمٍ على هذه الأرض، مهما كانت توجهاته ومنطلقاته، ما دامت أنها تصب في خدمة الوطن والمقيم، على خلاف ما نشاهده من تحزبٍ لدى البعض لطائفته وخاصته، وإن كان في الأمر حرية البذل والعطاء.

دائما هم المنفقون من يستأثرون بلذة العطاء، وتسكنهم نشوة الفرح بحميميةٍ فارهة، وهذا ما ينبسط في أسارير البلوشي، حين يشاهد أثر البهجة في نفوس من وقف إلى جانبهم، خصوصاً الفرق الأهلية الطامحة، ممن تسعى إلى إحداث نقلةٍ نوعية في زواياهم المشرقة، كما حدث عند فرقة مزون المسرحية، من خلال مهرجان مسرح الطفل والذي تحول وامتدَّ من فضائه المحلي إلى الخليجي ثم العربي فالدولي كما حدث العام المنصرم بمشاركة فرقٍ من العراق والمغرب ومصر والإمارات وفرنسا وغيرها، وكعادته كان هو أحد أبرز الداعمين دون شروطٍ إعلانيةٍ وأجندةٍ تسويقية.

لم ينذر الرجل كل ما يملك للتبرعات كما يخيّل للبعض، إنما له أيادٍ بيضاء، تظهر جليةً في أكثر من موقف، والأهم من ذلك أنه ترجم مفهوم الوطنية الصادقة في سلوكه، ونحسب أنه ترك أثراً في أفئدة أحبته وأهله والمحيطين به، ولم يخذل "المبادرين" بما يستطيعه، وترك لنا أمنيةً في أن ينقل هذه العدوى الحميدة في كل قريةٍ من ربوع ولاياتنا الحبيبة، والنماذج المضيئة موجودة؛ لكننا نطمع ونطمح في أن تتكاثر حتى تتشكل اللوحة المجتمعية بزهوٍ أكبر وسنىً أبهر.

بلسان المستفيدين من العرس الجماعي، وقد عادوا إلى بيوتهم، وهم يستأنسون بهديتهم: شكراً بحجم الفرح للمسة الحانية التي أحاطتهم بسوار لحمة المجتمع وصدقه وبهائه.

 

Oman1995@hotmail.com