السعودية: رقم قياسي للعمليات الإرهابية في بلد مشغول بـ"ورطة اليمن"

 

 

 

الرياض ــ الوكالات

لا وصف يُعبر عن 2016 في السعودية أكثر من "عام الإرهاب". فقد أحبطت الجهات الأمنية في المملكة العربية السعودية 414 محاولة لارتكاب جرائم إرهابية خلال عام 2016، حاول المخطّطون في بعضها استهداف مواقع حيويّة، في الوقت الذي وقعت فيه 12 عملية اعتداء، أسفرت عن مقتل وجرح عدد كبير من الضحايا.

وقد ارتفع عدد الجرائم الإرهابية التي وقعت في السعودية من عام 2002 وحتى نهاية العام الجاري إلى نحو 128 عملية إرهابية، أوقعت 1147 قتيلاً ومصابًا من رجال الأمن والمدنيين، منهم 26 قتيلاً وأكثر من 118 مصابًا عام 2016، ما دفع المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، إلى وصف ذلك بـ"الاستهداف غير المسبوق لمخططات إرهابية تهدف إلى الإخلال بالنظام العام".

وبحسب تقارير أمنية رسمية، تمَّ تنفيذ أكثر من 109 مواجهات أمنية مع العناصر الإرهابية، ما أدى إلى إحباط عشرات المخططات، وملاحقة متورطين، وأكثر من 305 حالات اشتباه.

وكشفت وزارة العدل عن تصدي المحكمة الجزائية المتخصصة، في الأشهر الـ12 الماضية، لنحو 2436 قضية، وبلغ عدد المتهمين فيها 6432 متهمًا، ينتمون إلى 51 جنسية، كما أصدرت المحكمة المتخصصة في قضايا الإرهاب وأمن الدولة 2081 حكمًا نهائيًّا، من بينها 63 حكمًا بالقتل، سواء تعزيرًا أو حرابة.

وكانت الجرائم الإرهابية التي وقعت في السعودية في 4 يوليو (صادفت 29 رمضان) في عدة أماكن بالتزامن، هي الأكبر في 2016.

وفي الوقت الذي قام فيه عنصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بتفجير نفسه في مواقف سيارات المسجد النبوي في المدينة المنورة بعد أذان المغرب؛ استهدف آخر القنصلية الأمريكية في جدة، وفجّر ثالث نفسه في مسجد للشيعة بمحافظة القطيف (شرق السعودية). وأسفرت تلك الهجمات عن سقوط أربعة قتلى وخمسة مصابين، إضافة إلى مقتل خمسة انتحاريين. وذكر شهود عيان أن الإرهابي دخل إلى موقف قوات الطوارئ، المجاور للحرم النبوي، وأظهر رغبته بالإفطار مع رجال الأمن، ومن ثم قام بتفجير حزامه الناسف.

وقبل ذلك، نشط الإرهابيون، وغالبيتهم ممن يوصفون إعلاميًّا بـ"الذئاب المنفردة" المنتمية إلى تنظيم "داعش"، محاولين استهداف مساجد للشيعة في السعودية، واغتيال رجال أمن. ففي 29 يناير الماضي، فجّر انتحاري نفسه في مسجد الإمام الرضا في الأحساء، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم رجل أمن، إضافة إلى إصابة 18 من المصلّين.

وفي 27 فبراير، أطلق عنصر منتمٍ إلى تنظيم "داعش" النار على قوات أمنية في منطقة القصيم (وسط السعودية)، ما أدّى إلى مقتله. وفي الرابع من أبريل، فجّر انتحاري نفسه في مدينة الخرج، وبعدها بيومين قام آخر بإطلاق نار في الرياض. وفي كلتا الجريمتين لم يُقتل سوى الإرهابيين.

وفي 16 و30 أبريل، وقع هجومان، الأول كان إطلاق نار في مدينة القطيف، والثاني تفجير عبوة ناسفة في الأحساء، ومر الاعتداءان من دون ضحايا. وفي 27 يونيو ، وقع إطلاق نار في القطيف، نجم عنه مقتل المهاجم، وفي 15 أغسطس، حاول إرهابي دهس عدد من رجال الأمن، ولكن انتهت المحاولة بمقتله أيضًا، دون وقوع ضحايا، المصير الذي ناله إرهابي آخر حاول إطلاق النار في القطيف في 18 أغسطس.

ولعلّ أهم العمليات التي تم إحباطها، هي التي أُعلن عنها في 31 أكتوبر، إذ تمّ الكشف حينها عن محاولة أربعة عناصر من تنظيم "داعش" تفجير ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة، خلال إقامة مباراة دولية لكرة القدم جمعت المنتخب السعودي بنظيره الإماراتي. وهي عملية لو تمّت كانت ستخلف آلاف الضحايا بحسب التقديرات، خصوصاً أن الملعب كان يعج بأكثر من 55 ألف متفرج. وفي اليوم ذاته، أعلنت الداخلية عن القبض على خلية أخرى مكونة من أربعة أشخاص، كانت تسعى لاستهداف رجال الأمن في محافظة شقراء (وسط السعودية).

عدا ذلك أحبطت قوات أمن المنشآت عام 2016 أكثر من 305 عمليات، منها 124 حالة اشتباه في أشخاص، و181 حالة اشتباه في مركبات، كما قبضت على ستة مزورين وتسعة مطلقي نار.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة