الأزمة المالية لاتحاد الكرة والأندية

مُحمَّد العليان

وَرِث اتحاد كرة القدم الجديد -برئاسة الشيخ سالم الوهيببي- مديونية مالية كبيرة من الاتحاد السابق، بمبلغ يزيد على 2 مليون ريال عماني، وهذا المبلغ ليس قليلا، حمل على عاتق الاتحاد الجديد -رغم أن مُوازنة اتحاد الكرة السابق كانت تزيد على 7 ملايين  ريال عماني سنويا- وذلك غير الأمور الأخرى التي ورثها الاتحاد  الجديد، وهي الدعم السنوي المقدم لاتحاد الكرة السابق من تسويق ورعايات قد صُرِفت معظم مبالغها مُقدما لسنوات قادمة، وكان من المفترض أن تصرف كل سنة بسنتها حتى لا يحدث شرخ في الموازنة أو عجز، ولكن حدث الذي حدث.

وبذلك؛ دخل اتحاد الكرة الجديد في إشكالية مالية هو في غنى عنها، منذ بداية تسلمه دفة الاتحاد، وأيضا الرواتب الضخمة التي كانت تُصرف للعاملين والخبراء والفنيين والإداريين وغيرهم.. كل هذه المشاكل المالية حملها اتحاد الكرة الجديد؛ حيث وجد نفسه في موقف صعب وظروف قاسية ومديونيات مالية مختلفة، وهذا صراع مرير لاتحاد الكرة الجديد لتنفيذ برامجه وأهدافه وخططه؛ حيث هذه الأزمة ستعرقل من هذه الأهداف وتنفيذها بعد ما ترك اتحاد الكرة السابق "الجمل بما حمل"؛ فرغم كل ذلك على اتحاد الكرة ان يُوجِد حلولا لهذه الأزمة، إضافة إلى حقوق الأندية المتراكمة منذ سنتين.

إنَّ المشوار ما زال طويلا أمام اتحاد الكرة الجديد، ولكنه ليس مستحيلا إذا تكاتفت الجهود والأيادي يدًّا بيد؛ فمن الطبيعي أن تُحل هذه الأزمة المالية رغم أنها ستأخذ جهدا وعملا ومالا كبيرا، سيدفع فاتورته اتحاد الكرة والكرة العمانية. أما عن الأزمة المالية للأندية، فحدث ولا حرج، خاصة لأندية دوري المحترفين التي فهمت الاحتراف بمعنى آخر؛ وبذلك أثَّر عليها بشكل مباشر، حيث تسبَّبت في تعطيل الكثير من أهدافها وأمنيات جماهيرها، والأندية هي سبب تلك المشكلة في الأساس، وفي النهاية تشتكي لرفع المعاناة عنها، أو تُرحَّل هذه المديونية لإدارات جديدة تتحمل أخطاء الغير والسابقين!! خاصة في جلب وعقود اللاعبين سواءً الأجانب المحترفين أو اللاعبين المحليين؛ حيث إنَّ النادي يدفع الكثير من الأموال في لاعبين يمكن أن نطلق عليهم أنصاف لاعبين ودون المستوى، ولنكن واقعيين هناك أندية تصرف فوق إمكانياتها المادية وتدفع من تحت الطاولة للاعب المحلي بعدم تقيدها بالسقف الذي وضعه اتحاد الكرة السابق، وتتجاوزه بالآلاف.. والغريب أنه ليس هناك أي نوع من المساءلة؟

إننا جميعاً في مركب واحد، وعلى الجهات المختصة أن تتدخل فورا لحل هذه الأزمة بوضع قوانين وتشريعات جديدة على الأندية بالذات، وأن لا تقف موقف المتفرج كما الذي نشاهده حاليا. فقط قليلٌ من العمل المخلص لأجل الأندية والرياضة والكرة العمانية.. وقليلٌ من الأفكار تؤدِّي بنا إلى ما نصبو إليه!!

--------------------------

آخرالكلمات: "إذا كنت تعمل بلا متاعب، فأنت لا تعمل".