معهد تطوير الكفاءات يتعاون مع مكتب حفظ البيئة لتنفيذ البرنامج

ديوان البلاط السلطاني يعزز استدامة التواصل العلمي في محمية رأس الشجر الطبيعية

 

 

مسقط - الرؤية

نظم ديوان البلاط السلطاني، ممثلاً في معهد تطوير الكفاءات بالتعاون مع مكتب حفظ البيئة، برنامجاً لاستدامة التواصل العلمي والثقافي والفكري بين الإدارة العليا بالديوان والمختصين والبيئيين بمحمية رأس الشجر الطبيعية في ولاية قُريات.

وتضمن برنامج الحلقة الفكرية المتكاملة عدداً من المحاضرات المعرفية والعلمية والجلسات النقاشية مع الاطلاع على أبرز ما تحويه المحمية من موارد طبيعية وأنشطة بشرية وحيوانية ونباتية وجيولوجية وموارد أخرى؛ حيث شارك في هذه الحلقة عدد من أصحاب السعادة ومُديري العموم والمسؤولين والأخصائيين المهتمين والباحثين في مجال البيئة من موظفي ديوان البلاط السلطاني.

وقال سعادة حسين عبد اللطيف المستشار بديوان البلاط السلطاني: "سعدت بما شاهدته متحققا بمحمية رأس الشجر الطبيعية وما تزخر به من تنوع بيئي ثري في الكائنات الحية الحيوانية والنباتية والطيور وحضارة الإنسان العماني وعاداته وتقاليدة الأصيلة، ومن أعمال ميدانية قائمة على إخلاص الكفاءات  من موظفي مكتب حفظ البيئة، والذي بدوره يشرف على إدارة هذه المحمية وينفذ مهامه واختصاصاتة في صون الطبيعة والحفاظ على مفرداتها من أجل استدامتها وتوازنها البيئي". وأضاف أنَّ الحلقة الفكرية المتكاملة التي نفذها معهد تطوير الكفاءات فرصة حقيقية للاطلاع والوقوف على كل ما يختص من أعمال موكلة للمكتب في هذه المحمية والمحميات الطبيعية والمشاريع البيئية الأخرى، والأبعاد والرؤى الفكرية والعلمية، والأسباب والتحديات وآلية التغلب عليها، كما تمّ أيضًا طرح وتقديم عدد من المقترحات الواضحة تماماً لدينا توضح حرص المشاركين في هذه الحلقة على تذليل كافة الصعاب وإيجاد الحلول للنهوض بالعمل البيئي وفق التشريعات والأنظمة والقوانين والارتقاء بها.

فيما أكد الدكتور خميس بن سعود التوبي مدير عام التطوير الإداري مدير عام معهد تطوير الكفاءات بديوان البلاط السلطاني أنَّ المحميات الطبيعية في السلطنة تعد مشروعات وطنية ذات قيمة طبيعية وإرث حضاري وعلمي واجتماعي ويمكن زيارتها بعد حصولهم على التصاريح من الجهات المختصة. وقال إنّه يمكن للزائرين مشاهدة الحيوانات النادرة كالغزال العربي والوعل العربي اللذين يعيشان في محمية رأس الشجر الطبيعية وغيرها من المحميات في السلطنة، فضلاً عن التنوع اللامحدود في التضاريس والجيولوجيا والموارد الطبيعية والمائية والنباتية والمجتمعات المحلية البشرية التي تعيش داخل تخوم المحميات أو على مقربة منها، والمحميات يمكن أن تمثل للسلطنة مشاريع كبيرة تستطيع رفد البلد بفوائد عديدة.

وقال ياسر بن عبيد السلامي مدير عام مكتب حفظ البيئة إنَّ محمية رأس الشجر الطبيعية تحظى باهتمام كبير من المعنيين في المكتب والمختصيين كذلك في المحميات الطبيعية والمشاريع البيئية التي يشرف على إدارتها المكتب مثل محمية الكائنات الحية والفطرية في مُحافظة الوسطى، ومشروع صون النمر العربي في جبال ظفار، ومشروع دراسات الصقر الأدهم في جزر السلطنة وتتبع هجرته وصولاً لجمهورية مدغشقر بالقارة الأفريقية. وأضاف أن المكتب يستخدم تقنيات عالمية ووسائل حديثة، وعالية الجودة لتحقيق وتعزيز عمليات الصون وحفظ التنوع الأحيائي أبرزها أجهزة التعقب عبر الأقمار الاصطناعية، والكاميرات الفخية، ونظام المعلومات الجغرافية "Gis Cloud".

وتشرفت محمية رأس الشجر الطبيعية بزيارة صاحب السُّمو الملكي الأمير (شارلز فيليب جورج) رئيس ويلز وولي عهد المملكة المُتحدة الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وفي هذا اليوم اجتمعت أيضًا في المحمية الإدارة العليا وصناع القرار بدعم مُستمر ورعاية من قبل معالي السيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، وأتوجه بالشكر للموظفين المخلصين على عطاءاتهم المستمرة في سبيل المحافظة على التنوع الأحيائي واستدامة البيئة العمانية، وقد خرج البرنامج الذي نفذ بالتعاون مع معهد تطوير الكفاءات بمجموعة من التوصيات نتيجة العصف الذهني كخلاصة للجوانب النظرية والعروض المرئية التي قدمت والزيارات الميدانية لمناطق المحمية المختلفة كل هذه التوصيات هي محط اهتمامنا للفترة القادمة وسنسعى بعد توجيهات معالي السيد وزير الديوان لتنفيذها ضمن خططنا وإستراتيجياتنا في تطوير المحميات والمشاريع البيئية في السلطنة.

وشملت الحلقة الفكرية المتكاملة التي نفذت في محمية رأس الشجر الطبيعية عدداً من المحاور المختلفة النظرية منها والعملية، فقد قدم الفاضل سلطان البلوشي أخصائي أول حياة برية بمكتب حفظ البيئة محاضرة عرَّف فيها الحضور بمعلومات وبيانات عن المحمية بشكل عام والمكونات الطبيعية والفيزيائية كالمواقع من مناطق وكهوف وتنوع التضاريس، وتطرق لجدول العمل اليومي في المحمية وتعاون المجتمع المحلي ومشغولاتهم اليدوية والمساهمة في عمليات الصون والإبلاغ عن حالات الصيد غير المشروع من قبل المعتدين على البيئة والاستفادة من دعم المكتب لهم لإبراز منتجاتهم ومشغولاتهم اليدوية الطبيعية، ثم أعطى لمحة مختصرة حول الرؤى والتصورات والخطة المستقبلية للمحمية.

عقب ذلك، قدم هيثم الرواحي أخصائي حياة برية بمكتب حفظ البيئة إيجازاً عن مجموعة الدراسات البحثية الميدانية التي ينفذها المكتب وتمَّ التركيز بصورة خاصة على دراسة الوعل العربي (الطهر)، مشيراً إلى دور المؤسسات الخاصة في السلطنة ودعمهم المستمر لهذه المشاريع البحثية القيمة وغيرها من مشاريع الصون وبصفة خاصة تقديم الشكر لكل من شركة تنمية نفط عمان والبنك الوطني العماني في دعم المشاريع البيئية أهمها مشروع دراسات الوعل العربي والمها العربية أنموذجا.

ومن جانب آخر، قدمت منيرة البلوشية أخصائية حياة برية بمكتب حفظ البيئة آلية استخدام التقنيات الحديثة في العمل البيئي وتكوين قاعدة البيانات المركزية لمفردات الحياة البرية من خلال برنامج (GIS CLOUD) وهو برنامج متخصص في تجميع البيانات، وتدريب مراقبي الحياة البرية على استخدام التقنيات والوسائل الحديثة.

واشتمل برنامج الحلقة الفكرية المتكاملة على تجوال في تخوم المحمية استمتع فيه المشاركون بمشاهدة الغزلان العربية والتضاريس الجيولوجية ورؤية منحل المحمية الذي يتغذى فقط على الموارد الطبيعية وصولاً لمنطقة منقص إحدى أهم مناطق المحمية وأكثرها تنوعاً للحياة البرية حيث تحوي المنطقة عدداً من الثديات أبرزها الوعل العربي، والغزال العربي، والثعلب الأحمر، والوشق العربي. واختتم برنامج الحلقة الفكرية المتكاملة بجلسات نقاشية مفتوحة نوقشت فيها بشفافية تامة كل الوقائع والإحداثيات والمرئيات التي دارت فيها أطروحات المحمية من إيجابيات ومعوقات وحلول واقعية قريبة المدى ورؤى مستقبلية بعيدة المدى؛ حيث شارك في النقاش كل الحاضرين وصناع القرار وخرجت بمحصلة كبيرة من التعليمات والمقترحات والتصورات والحلول.

 

تعليق عبر الفيس بوك