عيسى الرواحي
تعد الاختبارات القصيرة إحدى وسائل نظام التقويم للطالب، وتبدأ معه من الصف الثالث في الحلقة الأولى إلى الصف الثاني عشر للتعليم ما بعد الأساسي أو ما يسمى بالدبلوم العام، ويؤدي الطالب في الفصل الدراسي الواحد اختبارين قصيرين في المادة الواحدة عدا مادة العلوم فإنه يؤدي فيها ثلاثة اختبارات قصيرة، أمّا مادة اللغة الإنجليزية فإنَّ الطالب لا يؤدي أي اختبار قصير من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر.
وتشكل الاختبارات القصيرة 30% من نظام التقويم الإجمالي في مادتي العلوم والدراسات الاجتماعية، فيما تشكل نسبة 20% في بقية المواد، وتدخل الاختبارات القصيرة ضمن نظام التقويم المستمر للطالب الذي يشكل 60% للطلاب من الخامس إلى التاسع من التقويم الإجمالي، ونسبة 40% لطلبة الصفين العاشر والحادي عشر، و30% لطلبة الثاني عشر.
وحسب توصيف الاختبارات القصيرة فإنّها تكون فجائية للطالب دون إعلام مسبق بحيث يؤديها في أي يوم يراه المعلم مناسبا، وهذا يستدعي أن يكون الطالب مستعدا للاختبارات القصيرة في جميع المواد في أي وقت، لكن الواقع التعليمي الحالي الذي يعيشه الطلاب وارتفاع نسبة الإهمال وعدم المبالاة لديهم بشكل عام جعل الأمر خلاف ذلك تماما؛ إذ أصبح الطالب على علم مسبق بمواعيد الاختبارات القصيرة قبل فترة كافية؛ لكي يكون مستعدا لكل اختبار يؤديه.
ورغم إعلام الطلاب بموعد كل اختبار قصير بفترة كافية؛ فإنَّ كثيرًا منهم لا يعنيه الأمر شيئا؛ إذ يؤدي الاختبار وهو غير مستعد له ولا مهتم بما يؤديه، وهذه الوتيرة من العبث والإهمال وعدم الاهتمام تلاحق الطالب حتى في الاختبارات النهائية، وقد أشرت إلى ذلك في مقالات سابقة.
تترك كثير من إدارات المدارس مطلق الحرية للمعلم في تحديد مواعيد الاختبارات القصيرة لمادته مع أهميّة أن تكون هذه المواقيت متناسقة مع سير المنهج الدراسي، وبهذا فإنَّه لا توجد هناك أيام محددة ولا حصص مخصوصة لتأدية طلاب المدرسة تلك الاختبارات، وما لم يكن هناك تنسيق مسبق بين معلمي الفصل الواحد في تحديد مواعيد الاختبارات فقد يؤدي الطالب أكثر من اختبار قصير في اليوم الواحد.
فيما تنهج إدارات مدارس أخرى نهجا آخر في شأن إجراء هذه الاختبارات؛ فتقوم بتحديد أيام محددة وتخصيص حصص معينة لجميع طلاب المدرسة يؤدون فيها هذه الاختبارات القصيرة لجميع المواد وفق جدول مرسوم مسبقًا، ومعلن لجميع الطلاب وأولياء أمورهم؛ بحيث يعيش الطلاب حالة منتظمة واضحة لأداء هذه الاختبارات، ويؤدونها في نفس التوقيت كحالٍ تشبه واقع الاختبارات النهائية.
وحسب وجهة نظري فإنني أرى أن هذا النهج أفضل من النهج السابق الذي لا يتضمن جدولا زمنيا محددا؛ فعندما يكون جميع طلاب المدرسة على موعد واحد محدد لإجراء هذه الاختبارات؛ فإنَّ هذا أدعى إلى اهتمامهم بشكل أكبر وتنافسهم فيما بينهم، وأسهل لأولياء الأمور في متابعتهم والاهتمام بهم فترة هذه الاختبارات، وتهيئتهم للمرحلة الأهم وهي فترة الاختبارات النهائية.
ومن محاسن هذه الطريقة أيضا أن تجعل الاختبار موحدا لجميع الطلاب، فلا يضطر المعلم إلى إعداد أكثر من نموذج للاختبار في حال أنّه كان يدرس عدة شُعبٍ دراسية للصف الواحد، إضافة إلى تعاون المعلمين فيما بينهم في إعداد اختبار موحد في حال كان الصف الدراسي بشعبه الدراسية المختلفة يقوم بتدريسه أكثر من معلم.
أمّا إعداد الاختبارات القصيرة فإنَّ كل معلم يقوم بإعداد اختبارات مادته للفصول التي يقوم بتدريسها وهذا بخلاف الاختبارات النهائية التي تكون موحدة في نطاق المحافظة من الصف الخامس إلى التاسع، وفي نطاق جميع محافظات السلطنة من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر ويقوم بإعدادها مجموعة من المشرفين التربويين المختصين بهذا الجانب.
ويسعى بعض المعلمين إلى جعل الاختبار القصير سهلا ميسرا في متناول جميع الطلاب وبعيدا عن التحوير في إعداد الأسئلة كما هي الحال في أسئلة الاختبارات النهائية؛ لكي يستطيع الطلاب الحصول على الدرجة الكاملة في الاختبار أو قريبا منها، ورغم تيسير كثير من المعلمين للاختبارات القصيرة؛ فإنهم يصابون في أحيان كثيرة بخيبة أمل من قِبل كثير من الطلاب بحصولهم على درجات متدنية.
وإذا كان حال هؤلاء الطلاب مع الاختبارات القصيرة الميسرة بهذا الوضع فلا ريب أنَّ وضعهم مع الاختبارات النهائية سيكون غير محمود.
أمّا معلمون آخرون فإنّهم يصيغون أسئلة اختباراتهم القصيرة وفق الصياغة والمنهجية التي تأتي عليها الاختبارات النهائية، ووجهة نظرهم في ذلك أنّهم يهيئون الطلاب لصورة الاختبار النهائي الذي يشكل ما نسبته 40 إلى 70% من مجمل التقويم الكلي.
وعندما يكون الاختبار القصير عبارة عن صورة مصغرة للاختبار النهائي في إعداده، فإنّه قد يؤدي إلى خسارة الطالب لدرجات أكثر من إعداده بصورة ميسرة، لكنَّ ذلك أدعى لتهيئتهم واستعدادهم الجيد والمبكر لجميع الاختبارات النهائية، وفي جميع الأحوال فإنَّ الفيصل الحقيقي في كسب أعلى الدرجات سواء في الاختبارات القصيرة أو النهائية أيا كانت صياغتها يكون بمدى اجتهاد الطالب ومذاكرته دروسه ومراجعتها أولا بأول دون تسويف ولا إهمال..
والله المستعان