بمشاركة خبراء باليونسكو و"التعاون الخليجي"

انطلاق فعاليات ورشة العمل الإقليمية حول برنامج سجل ذاكرة العالم

 

 

 

مسقط - الرُّؤية

انطلقتْ بالمتحف الوطني بمسقط أعمال ورشة العمل الإقليمية حول برنامج سجل ذاكرة العالم، والتي تُنظِّمها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، والفريق الوطني لمتابعة أعمال برنامج سجل ذاكرة العالم، بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة؛ وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي مستشار وزارة التربية والتعليم، وبحضور إسكرا بانيفسكا إخصائية أول للبرامج والاتصال والمعلومات بمنظمة اليونسكو، وبمشاركة مختصين بالتراث الوثائقي من السلطنة ومن دول مجلس التعاون الخليجي.

وتهدف الورشة -التي تستمر ثلاثة أيام- إلى التعريف ببرنامج سجل ذاكرة العالم باليونسكو، إضافة إلى تدريب المشاركين على كيفية استيفاء استمارة تقديم الترشيحات الخاصة بالتراث الوثائقي لإدراجها على السجل.

وتضمَّن برنامج حفل الافتتاح كلمة الفريق الوطني لمتابعة أعمال سجل ذاكرة العالم ألقاها الدكتور عبدالله بن سيف الغافري؛ قال فيها إنَّ السلطنة سعت منذ فجر النهضة المباركة إلى صون تراثها الوثائقي والحفاظ عليه، فأنشأت وزارة التراث والثقافة في وقت مبكر، والتي قامت مشكورةً بدورها الكبير في صون التراث الوثائقي العماني الزاخر من خلال جمع المخطوطات والوثائق وصونها وتبويبها وتصنيفها، ثم عمدت إلى معالجتها وترميمها، كما قدمت خدمة جليلة للتراث العماني بتحقيق نفائس الكتب العمانية على اختلاف مجالاتها وتخصصاتها؛ هذا فضلاً عن طباعة آلاف العناوين ونشرها. كما شجعت مُلاك المخطوطات المهمة والوثائق النادرة على المساهمة بها بغية الحفاظ عليها من الضياع. كما أنشأت السلطنة أيضا هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية والتي تعد أرشيفا وطنيا يجمع ويحفظ الوثائق العمانية.

وأكد الغافري أن علاقة السلطنة بدأت ببرنامج ذاكرة العالم في عام 2007م بترشيح ملفات ثلاثة؛ هي: المصحف العماني لعبدالله بن بشير الصحاري الحضرمي، ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل عمان، وكتاب الأنساب للعوتبي؛ إلا أنها لم تدرجْ لأسباب فنية. وفي العام 2012م تم تشكيل الفريق الوطني لمتابعة أعمال برنامج سجل ذاكرة العالم من الجهات ذات العلاقة، والذي تقدم في العام 2014 بترشيح ملفين اثنين هما: المصحف العماني لعبدالله بن بشير الصحاري الحضرمي مجدداً، ومجموعة من الوثائق التاريخية لسجلات الأفلاج العمانية، والتي تسمى "نسخ الأفلاج"، وللأسف لم يحظً بالإدراج لأسباب فنية كما جاء بالتقرير النهائي للجنة الاستشارية لبرنامج سجل ذاكرة العالم باليونسكو؛ الأمر الذي يؤكد بوضوح الصعوبة البالغة والمعايير المعقدة في إدراج ملفات وثائقية على سجل ذاكرة العالم. لذا تأتي أهمية هذه الورشة لتجاوز هذه الصعوبات بإتاحة الحوار المباشر مع المعنيين من الخبراء في برنامج اليونسكو لذاكرة العالم.

وأضاف قائلا: "لقد أخذ الفريق الوطني العماني لمتابعة أعمال برنامج ذاكرة العالم على عاتقه المسؤولية الوطنية في الوصول بالتراث الوثائقي العماني الثمين إلى العالمية؛ من خلال إدراج أكبر عدد ممكن منه على سجل ذاكرة العالم. ولأجل تحقيق ذلك؛ فقد حرص على تنمية القدرات العلمية والعملية لأعضائه بالمشاركة الواسعة داخل السلطنة وخارجها في المحافل ذات العلاقة، كما حرص على نقل معارفه المكتسبة في هذا المجال لشرائح متنوعة من المجتمع؛ لاسيما المشتغلين بصون التراث الوثائقي وأمناء المكتبات والأراشيف ودور الحفظ، وقد قام الفريق بتنظيم ندوة وطنية العام الماضي جمعت أمناء التراث العماني".

ثم ألقت اسكرا بانيفسكا كلمة اليونسكو؛ أكدت من خلالها أن المنظمة تشجع التدابير التي من شأنها حماية التراث الإنساني بشتى صنوفه، وأكدت أن التراث الوثائقي يحمل قيما ومفاهيم ثقافية تعبر عن هوية كل دولة وأيضا تنوعها الثقافي، ولهذا من الأهمية حفظها وصونها وتصنيفها وكذلك تسهيل النفاذ إليها، حتى تستفيد منها الأجيال المتعاقبة، كما تطرقت إلى المعايير المتبعة لدى منظمة اليونسكو لإدراج الملفات الوثائقية للدول ضمن برنامج سجل ذاكرة العالم باليونسكو.

عقب ذلك، ألقى محمد بن سليّم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، كلمة اللجنة الوطنية؛ أكد فيها أنَّ الفريق الوطني لمتابعة أعمال برنامج سجل ذاكرة العالم قام بجهود ملموسة في سبيل التعريف بهذا البرنامج على المستوى المحلي والإقليمي يتمثل في إقامة ورش عمل وطنية وإقليمية في هذا الشأن. كما شارك في عدة محافل دولية حصل منها على الكثير من الخبرات اللازمة؛ علاوةً على تقديم ملفات عمانية لإدراجها على سجل ذاكرة العالم. وها هو اليوم يقوم بجزء من مهامه وفق خطة عمل مدروسة ورؤية واضحة ومنهج ثابت كخطوة على طريق العمل الإقليمي، والذي يتطلب تضافر الجهود المختلفة لرفع رصيد دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي من الملفات المدرجة على سجل ذاكرة العالم.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك