الكُرة الذهبية.. "التجارية"

 

حسين الغافري

 

مع أن الوقت يبدو مُبكراً نوعاً ما في الحديث عن الكرة الذهبية إلا أنّ الإعلان الرسمي لقائمة الثلاثين لاعباً كانت مُبكرة أيضاً ويجعل الحديث عن هكذا حدثٍ هام يسيل الكثير من الحِبر قبل ما يزيد عن الشهرين لموعده المُنتظر، ونحن على عِلم بأنّ القائمة ستتقلص شيئاً فشيئاً لتستقر على ثلاثة أسماء نهاية ديسمبر وبداية العام المُقبل إلى حين حلول الحفل الرسمي وإعلان حائز الجائزة مُنتصف شهر يناير. الكرة الذهبية ومع الكلام المُتجدد والتشكيك في نزاهة الخيارات سنوياً والمعايير التي يُمنح من خلالها حائزها خصوصاً بعد شراكة جائزة أحسن لاعب الممنوحة من مجلة فرانس فوتبول وأحسن لاعب بالعالم الممنوحة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". الأقلام لازالت تتحدث بعلامة تعجب وضبابية حاضرة عن تجاهل أسماء جمعت بين الإجادة في الجانب الفردي والجماعي ولم يحالفها التتويج وإلا كيف سقط اسم الهولندي شنايدر والإسباني انييستا على سبيل المثال عام 2010 وهما من قدما موسم استثنائي على صعيد النادي والمُنتخب وآلت الجائزة إلى الأرجنتيني ميسي! شنايدر كان "سوبر ستار" فريقه إنتر الإيطالي وحقق ثلاثية تاريخية ووصل إلى نهائي كأس العالم بجنوب أفريقيا ليخّسر في الوقت الإضافي. أنييستا هو الآخر حقق لقب الليغا والكأس محلياً وقاد إسبانيا إلى التتويج بكأس العالم لأول مرة بالعام ذاته وكان صاحب هدف الفوز بالمباراة النهائية!. الحديث عن خيارات الكرات الذهبية مُتشعب وذو قائمة طويلة و"ظلم واضح" -إن صح التعبير- لأسماء كبيرة؛ والأسباب مُترابطة ولعل رُكن "التسويق" أيضاً جوهري ومفصلي في قرار الاختيار وقد أشار إليه كثيرون أمثال الإيطالي توتي عندما صرح عن الكرة الذهبية بأن: الفيفا يبحث عن البقرة التي تدرّ له الأموال. والأورغوياني سواريز قبل أقل من شهر عندما تُوّج بجائز أفضل هداف بالدوريات الأوروبية الكبرى عند سؤاله عن اهتمامه بالفوز بالكرة الذهبية مُجيباً بأن الكُرة الذهبية لا تُثير اهتماماته؛ كونها تُركز على "التسويق" وهو أمر لا يجيده مثل غيره.. في إشارة لميسي ورونالدو ولو بطريقة غير مُباشرة!.

.. بِعضّ النظر عن تاريخ الكُرة الذهبية ومسائل التتويج والاختيارات الضبابية التي تمرّ بها إلا أن هذا العام لن يختلف عن الأعوام القليلة الماضية من حيث تركيبة الأسماء المُرشحة. بالأخير الاحتمالات كبيرة في رؤية الخماسي الأورغوياني سواريز والويلزي بيل والأرجنتيني ميسي والبرتغالي ونالدو بالإضافة إلى الفرنسي جريزمان وبدرجة أقل البرازيلي نيمار. وإذا ما استبعدنا سواريز ونيمار وبيل؛ لضعف فرص فوزهم وغياب عنصر الحسم بشكل كبير في الموسم المنصرم فإن قائمة الثلاثي المُرّتقب تحّتصر في جريزمان ورونالدو وميسي. وهُنا من وجهة نظري الخاصة بأنّ القائمة النهائية ستشهد تنافس كبير مع أن الموسم الماضي كان كعب رونالدو فيه شامخاً.. البرتغالي قدّم موسم كبير وحقق أهم بطولتين في الموسم (دوري الأبطال الأوروبي ويورو فرنسا 2016) دون تجاهل لأرقام كبيرة من ناحية التسجيل وصناعة فرص التسجيل وهو بكل اختصار وبحسب رأي المتواضع الأجدر والأحق في التتويج. الأرجنتيني ميسي وبِنظرة سريعة على موسمه الكروي فالحديث عن لقبي الدوري والكأس المحليين والتتويج الأخير بكأس السوبر يبدو الحلقة الأبرز رغماً من أنه قدّم موسم متوسط نسبياً وخسر نهائي الكوبا المئوية مجدداً مقارنة بما يُـقدّمه منذ عقد من الزمن تقريباً إلا أنه بدأ هذا الموسم في أعلى مستوياته وأُصيب وعاد من الإصابة بقوته المعهودة على عكس رونالدو البعيد عن مستوياته منذ انطلاق الموسم في إسبانيا. الماكينة الإعلامية خصوصاً في الإقليم الكتلوني تستغل الفرصة وتدعم ميسي ليلاً نهاراً وتبرزه بشكل واسع وتحاول التأثير في المعنيين ممن يحق لهم التصويت. أما جريزمان فأقل حظاً من منافسيه رونالدو وميسي وهو مشروع نجم مستقبلي قادم بقوة ولعل خسارته لقب اليورو والأبطال الحدث الذي سيمنعه من التتويج على الأقل في هذا العام.