اليوم انطلاق فعاليات ملتقى الأعمال العماني البيلاروسي في مينسك.. وتوقعات بصفقات تجارية مشتركة

رئيس بيلاروسيا يشيد بالعلاقات الثنائية مع السلطنة.. ويبحث مع الوفد العماني تطوير الاستثمارات

 

 

مينسك- العمانية

استقبل فخامة ألكسندر لوكاشينكو رئيس جمهورية بيلاروسيا بالقصر الرئاسي بالعاصمة مينسك أمس وفد رجال الأعمال العماني الذي يزور بيلاروسيا برئاسة سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان.

وأشاد فخامة الرئيس البيلاروسي بالعلاقات الثنائية التي تربط السلطنة وبلاده، مشيرًا إلى أنَّ الزيارة التي قام بها للسلطنة ولقاءه مع حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- في العام 2007، فتحت آفاقًا كبيرة لتعزيز مسيرة التَّعاون بين البلدين على مُختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية. وقال  فخامة الرئيس: "سلطنة عُمان شريك اقتصادي واستثماري واعد وعلينا  تنمية مجالات وفرص التَّعاون المُشترك خلال المرحلة المقبلة والاستفادة من المقومات والإمكانيات التي يزخر بها البلدان في قطاعات إستراتيجية كالسياحة والصناعة والزراعة وغيرها من القطاعات التي من شأنها أن ترفع حجم المبادلات التجارية بين البلدين مؤكدا أنّها بحاجة للدفع بها لمستويات أكبر وأشمل". وأعرب فخامة الرئيس عن أمله في أن يخرج المنتدى الاقتصادي العُماني- البيلاروسي بنتائج تخدم مسيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين وخلق شراكات اقتصادية ووكالات تجارية فيما بين رجال الأعمال بجانب تبادل الفرص والأفكار، مؤكداً أنّ الحكومة البلاروسية ستعمل على تقديم كافة التسهيلات التي ترتقي بهذا التعاون متمنيًا لرجال الأعمال التوفيق في أعمال المنتدى العماني- البيلاروسي.

وذكر فخامة الرئيس أنَّ ثمة آفاق واسعة لتطوير التعاون الاستثماري بين البلدين؛ إذ تتوافر في بيلاروسيا ظروف أكثر مواءمة لممارسة الأعمال تضمن الحماية المطلقة للملكية الخاصة والاستثمار، إلى جانب توفير حق إعادة الأرباح للوطن، دون أية معوقات لتحقيق كافة المشروعات المشتركة ذات المنفعة  المتبادلة. وتابع أن بيلاروسيا بإمكانها التعاون مع السلطنة من خلال الاستفادة من الاتحاد الأوروآسيوي باعتباره سوقاً ضخماً للسلع والخدمات، يشمل بيلاروسيا وروسيا وكازخستان وقرغزستان وأرمينيا؛ حيث يصل عدد المستهلكين لأكثر من 170 مليون شخص.

من جانبه، دعا سعادة رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان رجال الأعمال البيلاروسيين إلى زيارة السلطنة والتعرف عن قرب على الفرص المتوفرة، مبدياً استعداد الغرفة لتسهيل هذه المهمة وتقديم كافة وسائل الدعم والمساندة لتحقيق أهداف هذه الزيارة. وأوضح الكيومي أنَّ السلطنة تعمل على تطوير مناطقها الاقتصادية الحرة الممتدة على سواحلها المطلة على المحيط الهندي والتي توفر حزمة من التسهيلات والحوافز للمستثمرين الجادين، والاستفادة من موقع السلطنة الجغرافي الإستراتيجي وتمتعها بالأمن والأمان والاستقرار الاقتصادي، وكذلك الاستفادة من الاتفاقيات التجارية مع دول العالم المختلفة. وأضاف سعادة رئيس الغرفة أنّ المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تعد الأكبر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتصنف ضمن المناطق الاقتصادية الكبرى في العالم، مؤكداً أنّ السلطنة تمكنت على مدى السنوات الماضية من تحقيق مستوى متقدم من النمو والتطور في كافة قطاعات ومجالات العمل التنموي بما فيها القطاع الاقتصادي؛ حيث يعمل في السلطنة اليوم أكثر من 300 ألف شركة محلية وأجنبية مسجلة لدى غرفة تجارة وصناعة عمان. ومضى قائلاً إنَّ حجم التجارة بين السلطنة وجمهورية بيلاروسيا ليس بمستوى الطموح وبأرقام متواضعة، مقارنة بإمكانيات البلدين، إلا أنّ الغرفة مهتمة بزيادة حجم التبادل التجاري بما يتناسب والإمكانيات الحقيقية للبلدين، مقترحًا تكثيف الجهود المشتركة لتحقيق ذلك. وأشار الكيومي إلى أنَّ هذه الزيارة تأكيد لرغبة الغرفة الجادة في الارتقاء بهذه الأرقام وخلق شراكات تجارية جديدة؛ حيث يقع على عاتق  الغرفة الدور الأكبر والأهم في هذا الجانب.

فيما أكد فلاديمير كولوفيش وزير التجارة البلاروسي أهمية زيارة وفد رجال الأعمال الذي تسيره غرفة تجارة وصناعة عمان، وما تمثله من فرصة لبحث فرص ومجالات التَّعاون على كافة الأصعدة وتحديدًا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، معربًا عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من النمو والتعاون من خلال إقامة مشاريع استثمارية مشتركة بجانب تبادل المعلومات والزيارات وتكثيف مجالات التعاون في مختلف المجالات. وقال الوزير إنَّ اللقاء الذي جمع الرئيس البيلاروسي مع وفد رجال الأعمال  العمانيين من شأنه أن يفتح آفاقًا أوسع لتعزيز التَّعاون عبر استثمار كافة الفرص وبحث آليات ناجعة لتنمية هذا التعاون واستغلال قطاعات اقتصادية إستراتيجية. ولفت إلى أنّ الفترة الماضية شهدت لقاءات مُكثفة؛ حيث زار السلطنة خلال الفترة الماضية عدد من الوفود البيلاروسية في قطاعات التعليم والتجارة والمجال البرلماني، وقد حققت هذه الزيارات نتائج إيجابية، وستكون زيارة الوفد العماني الحالية دفعة أخرى لهذا التواصل.

من جانبه، وصف سعادة سيجي راتشكوف سفير بلاروسيا غير المقيم لدى السلطنة وفد غرفة تجارة وصناعة عمان بأنّه أكبر وفد تجاري يزور بيلاروسيا، كما أنَّ الزيارة تمثل أهمية اقتصادية وسيكون لها أبعاد سياسية من خلال اللقاء الذي جمع الوفد برئيس الجمهورية، تعبيرًا عن العلاقات الوطيدة والمتميزة بين البلدين. وأكد أنَّ حكومتي البلدين حريصتان على تعزيز هذه اللقاءات عبر برامج زيارات مكثفة تستهدف التعاون في مختلف المجالات، مشيرًا إلى أنّ السلطنة تمتلك فرصا كبيرة للاستثمار، فيما تتوفر لدى بيلاروسيا التكنولوجيا والخبرات البشرية والمادية.

ومن المقرر أن يعقد اليوم الثلاثاء في العاصمة البيلاروسية مينسك ملتقى الأعمال العماني- البيلاروسي؛ حيث سيتم خلال اللقاء بحث فرص الاستثمار ومجالات التعاون بالإضافة إلى اللقاءات الثنائية بين رجال الأعمال وبحث وكالات وعقود تجارية من شأنها تعزيز مجالات التعاون المشترك.

إلى ذلك، قام وفد رجال الأعمال أمس بزيارة لمصنع أمكدور المتخصص بمعدات الحفر والبناء والحافلات؛ حيث أطلع الوفد على أحدث التقنيات المستخدمة في التصنيع واستمع لشرح مفصل حول منتجاته وخطوط الإنتاج.

وتشير الإحصائيات إلى أنَّ حجم التبادل التجاري بين السلطنة وجمهورية بيلاروسيا ارتفع  0.67 بالمائة خلال عام 2014 وبلغ 1.150 مليار ريال، مقارنة بـ 1.133 مليار ريال في 2013 . كما بلغت قيمة واردات السلطنة من بيلاروسيا في عام 2014 نحو  146.3 مليون ريال منخفضة بنسبة 61.6 بالمائة، مقارنة مع 281 مليون ريال، في المقابل ارتفعت الصادرات العمانية إلى بيلاروسيا بنسبة 32 بالمائة في عام 2014 وبلغت قيمتها 994 مليون ريال، مقارنة مع نفس الفترة من عام 2013 البالغ 752 مليون ريال.

يشار إلى أنّ تسيير الوفد التجاري يأتي في إطار السياسية التي تنتهجها غرفة تجارة وصناعة عُمان ضمن خطتها لعام 2016، لتسيير واستقبال الوفود التجارية التخصصية، بما يضمن تعظيم استفادة الأعضاء المُشاركين، والعمل على جذب الاستثمارات إلى السلطنة، وإيجاد شراكات تجارية مع مختلف الدول المتقدمة اقتصاديا.

تعليق عبر الفيس بوك