مدرستي رسالة إيجابية

 

زينب بنت محمد الغريبية

 

تستعد المدارس لفتح أبوابها، ويستعد التلاميذ والطلبة بملابسهم الجديدة وأغراضهم المدرسية الجديدة للعام الجديد، وانتهت بذلك الإجازة الصيفية الطويلة التي امتدت شهورًا من السهر والمرح واللعب بالدراجات الهوائية، والزيارات العائلية والرحلات الداخلية والخارجية، فمن المفترض أن تنتهي الإجازة ويعود الجميع بهمة ونشاط وحيوية متجددة، يبدؤون عامهم الدراسي بهمة ونشاط وعطاء من أجل بناء يضاف إلى البناء لصناعة أجيال المستقبل.

 

ولكن مع انتهاء الإجازة واقتراب أيام الدراسة، تبدأ الرسائل السلبية في الانتشار، فيديوهات ورسائل نصية، تبث حزن الطالب جراء انتهاء الإجازة، ورغبته في امتداد الإجازة، أو أن شيئاً ما غير مرغوب فيه على الأبواب، هذه الرسائل السلبية مهما روّجنا لها على أنها نُكَت، وأنها ليست مقصودة والغرض منها نشر الابتسامة، إلا أن لها تأثير بالغ كمنهج خفي يؤثر من خلال السياق العام المُباشر وغير المباشر.

 

ذهب الصيفو،

بدأ الكرفو؛ والطالب صوصو

شاف العطله، قالها طولي

قالت له: No No

لا تلحنوا الموضوع حزين ..

 

هل موضوع انتهاء الإجازة وبدء الدراسة موضوع حزين.. هذه مثال على الرسائل السلبية، المتداولة، والموضوع خطير بالفعل على بناء نزعة أبنائنا نحو المدرسة والتعلم، بناء جيل واعٍ يقدر أهمية العلم من أجل بناء الذات لبناء الأوطان، علم قُدِّم لنا بالمجان - وإن كانت به نواقص- علينا الحفاظ عليه كنعمة، فالنواقص إن وجدت هناك من هو قائم على محاولة سدها- وكلنا أمل للوصول إلى سدها ولكن هذا الآن ليس هو قضية مقامنا هنا.

 

عندما نتحدث عن الوضع التعليمي وضعف قابلية التعليم لدى الطلبة، تحدثنا عن عيوب المناهج والمدرسة والمُعلمين، متجاهلين دورنا نحن كمجتمع في خفض هذه الدافعية أو رفعها، وهذه المواقف تتكرر في نهاية كل عام دراسي بشكل آخر، حين نشجع أبناءنا على عدم الذهاب للمدرسة بحجة انتهاء تدريس المناهج، وأنّ الطلبة سيبدؤون بالغياب، فلم نساهم جميعنا في اكتمال الظاهرة؟ وما الرسالة التي نوصلها لأبنائنا بذلك؟

 

النظام قيمة المجتمعات المتحضرة، التي لو تمسك بها كل فرد كمسؤولية مفروضة لنهض المجتمع وتقدم، وانتهاء الإجازات في وقتها وبدء العمل إنما هو نظام الحياة، الذي يُجدد حيويتنا ويساهم في زيادة الإنتاجية والعطاء، فمرحباً بالعمل والدراسة، وقضاء الوقت في مكان مُفيد يلهمنا، ويعلمنا معنى الحياة وأسرارها، مرحباً بالعطاء والبناء، هذه هي الرسائل التي من المفترض بثها في أجيالنا من أجل النهوض الحقيقي.

 

مدرستي طالما اشتقت إليك، وإلى مُعلماتي وصاحباتي، اشتقت لنداء عطاء مُعلماتي، ونداء عطائي عندما أصبحت معلمة فيك، ولن أخبر أبنائي إلا عن دفء حضنك، وطيب ما أعطيتني إياه، لن أخبرهم إلا عن مدى فائدتي التي كانت طريقي نحو المستقبل، عن بداية مشواري الذي انطلقت به نحو الحياة، فأنت الغراس الذي يُعطي ولا يأخذ، يعطي من أجل البناء، من أجل الحياة، حياة شعب ووطن.