"أغلق المودم وشغله بعد ربع ساعة"

 

 

طالب المقبالي

أسطوانة مشروخة أصمت آذان مستخدمي الإنترنت المنزلي ADSL  في سلطنة عمان كلما اتِّصل المشترك بخدمات المشتركين للشكوى من بطء الإنترنت أو انقطاعها، ويكون الرد عندهم أنّ السرعة الظاهرة عندنا والواصلة إلى منزلك هي 4 م.ب، وفي تلك اللحظة يأتيك إحساس برمي الهاتف على الأرض وقطع الخدمة من أساسها، لكن في المقابل ما هو البديل؟.

ويختتم المتحدث المكالمة بعبارة "شكرا لاختيارك عمانتل، وأنت في تلك اللحظة في قمة الغضب من سوء الخدمة التي تقدمها الشركة، وهو يعلم أننا مجبرون على قبول الخدمة رغم سوئها، فشيء أفضل من لا شيء.

نحن هنا في عُمان بين سندان هيئة تنظيم الاتصالات، ومطرقة عمانتل وأوريدو، فلا عمانتل قادرة على أن تمنحنا البديل من خلال الإمكانيات المتاحة لديها في خدمة الإنترنت المتنقل والذي يمكن أن يكون بديلاً للإنترنت المنزلي والأسرع كونه لا يعتمد على الكيبلات الأرضية التي تتعرض دوماً للقطع والتلف جراء الحفريات المستمرة للصرف الصحي وللمياه وللشوارع والطرق، فهذا التقطيع المستمر يؤدي إلى رداءة هذه الخطوط وضعفها، وبالتالي نحن من يتحمل تبعات ذلك، فالمستهلك يدفع شهرياً اشتراكاً يتراوح ما بين 20 إلى 25 ريالاً دون أن يحصل مقابل هذه المبالغ التي ينفقها، فالشركة تحاسب المستهلك على خدمة مفقودة، فإذا ما امتنع المشترك عن الدفع تراكمت عليه المبالغ ومن ثم قطعت الخدمة التي هي في الأصل تساوى جودها مع عدمه.

وشركة أوريدو تقدم خدمات راقية وذات جودة عالية وبأسعار ممتازة جدًا في الخارج كدولة الكويت ودولة قطر، لكنها في عُمان محكومة بضوابط هيئة تنظيم الاتصالات التي تغل يدها عن تقديم خدماتها في عُمان أسوة بما تقدمه في الخارج.

فشركة أوريدو لديها من الإمكانيات التي يمكن أن تسعد بها المواطن العماني والمقيم، وهي شركة ليست عمانية بخلاف الشركة التي تنتمي إلى هذا الوطن، ومنِّا وفينا.

ومثال بسيط للمقارنة بين أرويدو وعمانتل وهذا غيض من فيض، فقد قدمت أوريدو خدمة إنترنت مجانية للمعاقين في السلطنة بواقع 1 جيجا بايت في الشهر دون مُقابل وتخفيضاً في تسعيرة الاتصالات مع جميع المشغلين في السلطنة بواقع 19 بيسة للدقيقة الواحدة، في المقابل قدمت عمانتل خدمة إنترنت للمعاقين في السلطنة بواقع 1 جيجا بايت في الشهر مقابل 4 ريالات، أي بتخفيض ريال واحد عن قيمة الاشتراك للمستخدم العادي.

أليس الأجدر بعمانتل كونها عمانية 100% أن تكون هي صاحبة المبادرة الأولى بإعفاء هذه الشريحة من المجتمع من الرسوم نهائياً؟ ..

عمانتل تطالعنا بين الفينة والأخرى بالإعلان عن أرباحها الكبيرة، وكان الأجدر بها أن تُقدم خدمات راقية ومريحة للمواطن .

حتى لا يفوتني فإنني أتحدّث عن سوء الخدمة في الإنترنت المنزلي في ولاية الرستاق، وربما بعض الولايات الأخرى باستثناء العاصمة مسقط، فسكان عمان ليسوا في مسقط وحدها، ومن حق المواطن في أيّ بقعة من أرض عُمان أن يستمتع بما يستمتع به أقرانه في مسقط وفي غيرها من المحافظات التي تمّ تمييزها عن غيرها، فالمواطن هو المواطن أينما وجد.

كذلك فإنّ إتاحة الحرية للمشغلين من قبل هيئة تنظيم الاتصالات للتنافس في تقديم خدماتهم حتى ينعم المستخدم بخدمات وفيرة وذات جودة دون أن يدفع مبالغ طائلة أمر مطلوب .

 

muqbali@hotmail.com