السيابية تتفقد سير العمل بمركز تدريب وإنتاج الغزول في منح.. وتقف على جودة وكفاءة الحرفيات

 

منح- الرؤية

نفذت معالي الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميّل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية زيارة ميدانية لمركز تدريب وإنتاج الغزول بولاية منح في محافظة الداخلية، وذلك بهدف تقييم العمل والأداء الحرفي في المركز والوقوف على حسن سير البرنامج التدريبي المنفذ في المركز لضمان إكساب الأيدي الوطنية الشابة الملتحقة بالبرنامج المهارات الابتكارية والإبداعية.

وسعت السيابية خلال الزيارة إلى الوقوف على كفاءة المنتجات الحرفية المطورة ومدى ملاءمتها للأسواق المحليّة، وذلك في إطار الزيّارات الميدانية لمعاليها والتي تهدف إلى المتابعة المستمرة لكافة الإمكانيات المتحققة للقطاع الحرفي حيث تحرص الهيئة على تنفيذ برامج تدريبية متكاملة لحماية الصناعات الحرفية وضمان استمراريّتها. وأطلعت معالي الشيخة عائشة السيابية على عدد من المنتجات القطنية العمانية المنفذة في المركز وعلى الأدوات والمعدات المستخدمة وأبدت إعجابها بالإتقان والجودة التي تميزت بها هذه المنتجات كما وجهت بضرورة بذل المزيد من الجهد لتطوير العمل الحرفي لتحقيق الكفاءة اللازمة.

وأكدت معاليها أهميّة تجاوز كافة التحديات والمعوقات إن وجدت من خلال تسهيل كافة الإمكانيات المتاحة مع الالتزام بروح التحدي والإصرار والمثابرة مما يهيئ للمتدربين فرصا مستقبلية للنهوض بصناعاتهم الحرفية وتحقيق عوائد استثمارية مجدية. وأوضحت السيابية ضرورة الاهتمام بالهوية الوطنية لخطوط إنتاج الصناعات الحرفية المحلية مع العناية بثقافة ريادة المشاريع الحرفية وتبني المبادرات المعززة للتسويق والترويج الحرفي.

وتضمّنت الزيارة، تفقد الورشة التدريبية والإنتاجية المخصصة لصناعة الغزول والقطن العماني والتي تحتوي على العديد من الأجهزة والتقنيات المتطورة المستخدمة في المجال مثل آلة غزل الخيط الكهربائية وآلة التسريح اليدوية وجهاز لف الخيط وأمشاط تسريح يدوية، إضافة إلى جهاز قياس عدد برمات الخيوط وقياس طول شلة الخيط ومغازل يدوية من الخشب، كما استمعت معالي الشيخة إلى آراء وانطباعات منتسبات البرنامج التدريبي فيما يختص بطبيعة البرامج المنفذة وتم تقديم شرح تفصيلي لما يتم إنتاجه من غزول بأيد محلية ومستفادة من الخامات البيئية.

وتأتي زيارة معاليها في إطار جدول معتمد للزيارات الميدانية والتفقدية للمراكز الحرفية ودوائر الصناعات الحرفية بمختلف ولايات السلطنة للوقوف على الاحتياجات الحرفية والاستماع للحرفيين بشكل مباشر.

وأنشئت الهيئة مركز تدريب وإنتاج الغزول في ولاية منح في عام 2014 بهدف توفير المادة الخام المحلية لمراكز الغزل والنسيج التابعة للهيئة العامة للصناعات الحرفية وخلق شراكة بين مزارعي القطن والحرفيين حيث يتم شراء محصول القطن من المزارعين والحرفين للاستفادة من شعيرات القطن العماني (قطن الخضرنج العماني) ليتم من خلالها إنتاج خيوط محلية بأيدي عمانية يمكن الاستفادة منها بالتنسيق مع مصانع النسيج لعمل أقمشة قطنية محلية الصنع تعتبر قيمة مضافة للناتج المحلي، كما يقوم المركز على تدريب الحرفيين على الآلات والمعدات المتطورة في مجال صناعة الغزل القطني والتدريب على أحدث أجهزة فحص واختبارات الجودة للخيوط القطنية، إلى جانب نقل الحرفة للأجيال الشابة لإيجاد مشاريع صغيرة ومتوسطة في حرفة الغزل القطني والمحافظة عليها؛ حيث يقوم البرنامج التدريبي لإنتاج الغزول على التدريب على مراحل تطوير غزل القطن وترقيم الخيوط والتعرّف على كيفية إجراء الاختبارات والفحوصات على أجهزة الجودة لإنتاج غزول مصنوعة من القطن العماني 100 في المئة باستخدام الأصباغ الطبيعية المستخلصة من الكركم والبصل والشاي والكركديّة والنيلة إلى جانب توظيف الغزول في صناعة أقمشة وملابس تمتاز بالمتانة العالية واللمعان الجيد وتتحمل درجات الحرارة المختلفة والملوحة الموجودة في المياه.

ويهدف المركز إلى الحفاظ على استزراع القطن العماني (الخضرنجي) ذي المواصفات العالية، وإحياء زراعته دعما للهدف الساعي إلى توفير الخامات المحلية للصناعات القطنية دون الاعتماد على استيرادها أو لتقليل كلفة المادة الخام وضمان سرعة توفيرها وجودتها، والارتقاء بحرفة صناعة الغزل والنسيج كحرفة زراعية تقليدية.

وتمر صناعة الغزول في المركز بعدة مراحل بدءًا بمرحلة جني القطن ثم حلج القطن أي فصل الشعيرات عن البذور وتفتيحه يدويا بواسطة المنفكة بعدها يتم تسريح القطن بواسطة الأمشاط اليدوية أو آلة التسريح اليدوية لإزالة القشور والأتربة عنه ثم صبغ القطن باستخدام الأصباغ الطبيعية، وبرم الغزول بتحويل الشعيرات إلى مبروم وزوي الغزول لتعطيها الكثافة والمتانة المطلوبة. ومن ثمّ تأتي مرحلة تغليف الغزول بالشمع أو الطحين لتعطيها اللمعان والكثافة العالية بعدها يتم اختبار جودة الخيوط باستخدام أجهزة الجودة وهي جهاز لقياس عدد البرمات في الغزول وجهاز لقياس طول شلة الغزل.

من جهته، قال طلال بن محمد التوبي المشرف على مركز تدريب وإنتاج الغزول بولاية منح إن المركز ينتج غزول قطنية 100 في المئة مصنعة محلية وبأيادي عمانية وتمّ توظيفيها في إنتاج أقمشة قطنية يمكن أن تستخدم في صناعات كثيرة مثل المصر العماني والكمة العمانية والدشداشة العمانية والسجاد والسيوح والبشوت، وذلك بالتنسيق مع مصانع النسيج. وأكد التوبي التعاون والتنسيق بين الهيئة العامة للصناعات الحرفية ووزارة الزراعة في مجال القطن (الخضرنجي)، وتمّ أخد بعض البذور من المزارع السلطانية وهي كمية 5 كيلوجرامات وتم زراعتها في ولاية منح وأيضا في بهلا ونزوى حيث إن هذه التجربة أثبتت نجاحها (إعادة زراعة القطن العماني) وتم شراء محصول القطن من المزارعين والحرفين ليتم الاستفادة من الخامات الطبيعية الموجودة بالبيئة العمانية.

تعليق عبر الفيس بوك