صدور "المنادمة والنديم.. رسالة في أدب الملوك" عن دار المورد

 

 

مسقط – الرؤية

صدرت عن دار المورد للنشر والإعلام الطبعة الأولى من كتاب "المنادمة والنديم: رسالة إلى صاحب الجلالة في أدب الملوك" لمؤلفه الكاتب الشاب جمال باكير.

ويوضّح المؤلف موضوعه في مقدمة كتابه بقوله "يندرج موضوع المنادمة ضمن قائمة "السلطانيات وأدب الملوك" في التراثين العربي والفارسي أو "مرايا الأمراء" في التصنيف الأوروبي. وهذا الصنف الأدبي من المواضيع الأدبية التي راجت كثيراً في القرون الوسطى. وكانت محاوره تتركز حول بابين أساسيين: أولهما الحكمة والنصائح في طريقة إدارة شؤون الدولة والرعية وسياستها وتدبيرها، وكثيراً ما تكون عبر استعراض سير الأولين، من الأنبياء والملوك والسلاطين، والثاني حول قواعد السلوك والأخلاق وتقاليد الحياة الثقافية والاجتماعية لأصحاب الجلالة والسمو والمعالي، والتي تتمحور غالباً حول المنادمة والنديم، فحرصنا على أن يحمل كتابنا هذا في طيّاته جواهر من البابين".

ويتميّز موضوع الكتاب بأنّه من المواضيع النادرة في الأدب الحديث، وكذلك باختيار المؤلف زاوية من الموضوع قلّما تم تخصيص مؤلفاتٍ في بابها، مما يدل على جهد كبير في بحث وتجميع ودراسة مادته المتناثرة في مصادر التراث العربي والفارسي، ثم بناء أصول محددة على أساسها، ودعم استنتاجاته بأقوال وأخبار وحكايات مناسبة في كل فصلٍ بشكلٍ جادٍ وممتع، يجمع بين الأدب والتاريخ والدين والحكمة والسياسة وغيرها من المجالات، إذ يستعرض المؤلف التطور التاريخي لمفهوم المنادمة وتحولاتها من عادة اجتماعية لدى الطبقات العليا عند الشعوب القديمة إلى وظيفة رسمية في بلاط الملوك والخلفاء والسلاطين.

ويعرف المنادمة بأنّها مجالسة وملازمة الملوك والنبلاء للموهوبين من أهل الأدب والثقافة والعلوم والفنون، الذين كانوا يؤدون بدورهم وظيفة ومهام المستشار والصديق والمُؤنس. ويستفيض بشرح أهميّة المنادمة للملوك والخلفاء في تلك الأزمنة، كتحصيل العلم والثقافة من جلسائهم، والاطلاع على أحوال البلاد من خلالهم، وتلقي الاستشارات والنصائح، إضافة إلى الترفيه والمرافقة في المجالس والنزهات والرحلات.

ويتألف الكتاب من سبعة فصول، يتناول أولها لمحة تعريفية عامة عن المنادمة والنديم، ثم مهام ووظائف الندماء في البلاط وخارجه، ثم مؤهلات النديم الأخلاقية والعلمية والثقافية حسبما اشترط القدماء، مروراً بآداب وبروتوكول وتقاليد المنادمة، وحضور وهيئة النديم، بالإضافة إلى حقوق المنادمة. ثم يختم بفصل عن أهم مصادر الثقافة بالتراث العربي، مع نبذة عن تلك الكتب وطرف من حكايات مؤلفيها ودواعي تأليفهم وعلاقتهم مع أهل السلطة في عصرهم.

وجاء الكتاب بصيغة رسالة أدبية بلاغية مرصّعة بالمُحسّنات البديعية، وهو فن من فنون النثر العربي القديم الذي اندثر في عصرنا، إذ كان يتم تخصيص الخطاب على نحو رسالة من أجل تكريم المخاطب أو المُهدى إليه، وغالباً ما كانت الرسائل الأدبية تُهدى للنبلاء عند العرب والمسلمين. وقد اختار المؤلف أن يهدي كتابه إلى صاحب الجلالة السلطان قابوس، وذكر في مقدمته دواعي اهتمامه بسلطنة عُمان. وأمّا بالنسبة لشكل الكتاب، فجاء كبير المقاس في 78 صفحة، فاخر ومزين بالفن الإسلامي، بورق سميك ومُذهّب الأطراف. وقد صرّح الكاتب أن هذه الطبعة الأولى هي إصدار خاص محدود الكمية، ولن يكون الكتاب متوفراً قبل وصول النسخة الأولى منه إلى المقام السامي.

يُذكر أن جمال باكير كاتب سيناريو ومخرج ومنتج، حاصل على بكالوريوس بدرجة تفوّق في فنون الإعلام من الجامعة اللبنانية الأميركية، وصدرت له سابقاً رواية تاريخية بعنوان "أميرات منسيات" كما أنه باحث في مجال الأدب العربي القديم والتاريخ والدين والفن الإسلامي، ومهتم بالحضارات القديمة.

 

تعليق عبر الفيس بوك