تغطية 70 ألف مسكن ومنشأة في محافظة مسقط بالألياف البصرية بنهاية يونيو

"النقل": الإستراتيجية الوطنية للنطاق العريض تدعم متطلبات السوق والاستثمارات وتواكب التطورات العالمية

...
...

 

 

الوزارة تراجع الإطار التنظيمي للاتصالات وتعمل على تطوير البنية الأساسية للنطاق العريض

"النطاق العريض" تنجز 50 كم من النواقل اللازمة لدعم 19 برجا للاتصالات

تطلعات لتقديم الخدمات السحابية لتنمية وتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

"أواصر" و"عمانتل" و"أوريدو" تعمل على تقديم خدمات إنترنت الألياف البصرية الفائقة السرعة

 

مسقط - الرؤية

 

دخلت السلطنة مع إقرار مجلس الوزراء للإستراتيجية الوطنية للنطاق العريض، مرحلة جديدة لتمكين عُمان من مواكبة التطورات العالمية في مجال تزويد واستخدام النطاق العريض من ناحية، ودعم متطلبات السوق والاستثمارات من قبل المشغلين في مجال النطاق العريض وتطبيقاتها من ناحية أخرى، بحسب ما أفاد تقرير صادر عن وزارة النقل والاتصالات.

وكلف مجلس الوزراء في جلسته رقم 23/2013 وزارة النقل والاتصالات بالإشراف على تنفيذ هذه الإستراتيجية وتقديم تقارير دورية إلى المجلس عن سير التنفيذ وإقرار التوصيات المقترحة بشأنها، وذلك لما لتلك الإستراتيجية من تطلعات لتوفير البنية الأساسية اللازمة للإنترنت بالسرعة والتطبيقات المرتبطة. وتأتي هذه الخطوة المهمة بعد ازدياد الطلب عالميًا خلال السنوات الماضية على خدمات الإنترنت ذات النطاق العريض، وبسرعة فائقة في معظم دول العالم، وأصبحت التطبيقات والخدمات التي تعتمد على شبكة الإنترنت ذات النطاق العريض جزءاً أساسياً في الحياة الاقتصادية لتحسين مستوى المعيشة للمستفيدين.

 

 

ووضعت السلطنة إستراتيجية وطنية للنطاق العريض تنسجم مع الإستراتيجيات الوطنية الأخرى لغرض تعزيز انتشار النطاق العريض وتعظيم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية، حيث تتطلع الحكومة من خلال هذه الإستراتيجية إلى التغلب على عدد من التحديات لعل من أهمها انخفاض الاشتراك في خدمة النطاق العريض الثابت وتباطؤ النمو فيها وارتفاع تكلفة النطاق العريض قياساً بالناتج المحلي الإجمالي للفرد مقارنة بدول المنطقة والعالم. وتسعى الإستراتيجية إلى تجاوز التحديات لتوسيع نطاق التغطية المُتنقلة لخدمة النطاق العريض وتشمل قيود الطيف الترددي، وتوفير سبل الربط وإنشاء أبراج جديدة، إلى جانب محدودية المنافسة بين مُشغلي خدمات النطاق العريض والتكلفة العالية لتوصيل الخدمة إلى المناطق الريفية التي تمثل 23 في المئة من مجموع السكان.

النطاق العريض

وتعمل حكومة السلطنة على توفير خدمة النطاق العريض لجميع الأفراد والمؤسسات بغرض تحقيق فوائد وطنية واجتماعية واقتصادية، بتنفيذها إستراتيجية تمكن المواطنين والمُقيمين من الوصول إلى خدمة النطاق العريض عالية السرعة وبأسعار مناسبة، وأيضًا تُساعد جميع المؤسسات في إيصال خدماتها على المستوى العالمي لجعلها أكثر قدرة على المنافسة دولياً، مع التركيز على توفير الخدمة في المجتمعات الريفية والبعيدة وذلك لتقليل الفجوة الرقمية. وتعمل وزارة النقل والاتصالات على تنفيذ ذلك من خلال ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في مراجعة الإطار التنظيمي للاتصالات وتحفيز الطلب على خدمة النطاق العريض وأيضًا تطوير البنية الأساسية للنطاق العريض. وتوضح خطط تطوير وتوسيع البنية الأساسية للنطاق العريض في محافظات السلطنة، أنَّ الوضع الحالي في النطاق العريض بالمناطق الريفية يحتاج إلى ترقية وتوسعة من خلال توسيع شبكات الهاتف المحمول، إلى جانب توفير خدمة النطاق العريض باستخدام التقنيات المناسبة ومد الألياف البصرية إلى المنازل حسب الجدوى. أما في المناطق الحضرية فيشير الوضع إلى أهمية مد الألياف البصرية إلى المواقع الحكومية ومباني الشركات الكبرى ومد الألياف البصرية إلى المنازل حسب الإمكانية وتوفير الفرص، في حين يعمل في محافظة مسقط إلى تفعيل شبكة الألياف البصرية للشركة العمانية للنطاق العريض وتزويد جميع المنازل بخطوط ألياف بصرية، وهذا المخطط يمتد تنفيذه بين الفترة من عام 2014 إلى عام 2030.

وتقوم السلطنة من خلال الشركة العمانية للنطاق العريض بتنفيذ إستراتيجيتها الوطنية، فالشركة التي أقرها مجلس الوزراء عام 2013 تعمل على توفير البنية الأساسية للنطاق العريض ذات السعات العالية لتغطية المناطق الحضرية بنسبة تصل إلى 50 في المئة بحلول عام 2020 مع رؤية مستقبلية للوصول إلى نسبة 95 في المئة بحلول عام 2030، والعمل على سد الفجوة الرقمية بالمناطق الريفية من خلال توفير شبكات النطاق العريض ذات السعات الأساسية بحلول عام 2020 وذلك تماشيًا مع رؤية الحكومة لبناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة.

وتقوم الشركة ببناء وتشغيل البنية الأساسية لشبكات النطاق العريض بمواصفات معتمدة عالية الجودة وصديقة للبيئة ونشرها بصورة واسعة لتكون متاحة للمستفيدين، وتعكف على إيجاد طرق مبتكرة للاستفادة من أوجه التعاون والتوافق مع مزودي البنى الأساسية الأخرى لتوحيد الجهود والتقليل من تكاليف الإنشاء من أجل توفيرها بأسعار معقولة لجميع مزودي الخدمة.

تطوير البنية الأساسية

وتعمل الشركة العُمانية للنطاق العريض على تطوير البنية الأساسية للنطاق العريض بهدف ترقية وتوسيع شبكات البنية الأساسية للاتصالات وتطوير التقنية المستخدمة مع تعزيز التكامل فيما بينها، وتأجيرها إلى مزودي الخدمة الحاليين بأسعار تنافسية وجودة عالية.

كما تتطلع الشركة إلى تنفيذ المبادرات المنوطة إليها بالتعاون مع الجهات المعنية، حيث قامت بترجمة المبادرات إلى خطط تنفيذية آخذة في الاعتبار حجم العمل المتوقع لتحقيق أهدافها الطموحة والمنصوص عليها في الإستراتيجية الوطنية للنطاق العريض، وكذلك بعض الحقائق والإحصائيات التي توضح الوضع الحالي للسلطنة مقارنة بالوضع الإقليمي والعالمي من حيث الجاهزية الرقمية وانتشار خدمات النطاق العريض، ومدى تطور السلطنة في توفير خدمات النطاق العريض الثابت والمتوسط وفقاً لعدد المشتركين في النطاق العريض الثابت لكل 100 نسمة بالمقارنة مع المتوسط العالمي والإقليمي.

ولقد وضعت الشركة العمانية للنطاق العريض خططًا تنفيذية لإيجاد البنية الأساسية اللازمة والتي تستهدف جميع المحافظات في آن واحد، وذلك لتمكين المشغلين ومزودي خدمات الاتصالات من توفير الخدمات المصاحبة للمواطنين، إضافة إلى الأعمال التجارية والحكومية على حد سواء، وذلك تلبية لاحتياجات ومتطلبات السوق وتماشياً مع تطور قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في القرن الحالي بحيث تكون هذه الخدمات متاحة لينعم بها المواطنون في جميع محافظات ومناطق السلطنة.

وتأمل الشركة تنفيذ مشاريعها في مختلف محافظات السلطنة وفق أولوليات التوزيع السكاني والطبيعة الجغرافية وغيرها، حيث تشكل الكثافة السكانية في محافظة مسقط حوالي 28 في المئة من سكان السلطنة، وتعمل الشركة على توفير آلياف بصرية للمنازل والمناطق التجارية والصناعية والخدمية، وتوفير مساحات للتأجير لمزودي الخدمة في مقاسم ومواقع الشركة وأيضًا توفير آلياف بصرية للأنظمة العامة في الطرقات والأماكن العامة.

أما ما نسبته 49 في المئة من الكثافة السكانية، فتعيش في المناطق الحضرية التي يزيد عدد سكانها عن 2000 نسمة؛ حيث سيتم توفير آلياف بصرية للمنازل والمناطق التجارية والصناعية والخدمية ذات الكثافة السكانية. وفيما يتعلق بالآلياف البصرية للمنازل، فسيتم توفيرها بالتزامن مع مشاريع البنى الأساسية الأخرى، إضافة إلى تدعيم شبكات مشغلي الاتصالات بالألياف البصرية لتمكينهم من تزويد خدمات نطاق عريض عالي السرعة عبر شبكات الهاتف المتنقل.

في حين تعمل الشركة العمانية للنطاق العريض على توفير خدمات النطاق العريض للمناطق الريفية وهي المناطق السكنية التي يقل عدد سكانها من 2000 نسمة والتي تشكل الكثافة السكانية بها حوالي 23 في المئة، من خلال آلياف بصرية للمؤسسات الحكومية إذا توفرت من خلال مزودي البنية الأساسية كالكهرباء والغاز وغيرها، بالإضافة إلى الأقمار الاصطناعية وشبكات الاتصال اللاسلكي إلى جانب تدعيم شبكات مشغلي الاتصالات المتنقلة بالألياف البصرية إذا ما توفرت من خلال مزودي البنية الأساسية.

إنجازات متقدمة

وتظهر النتائج المحققة حسب تقرير الشركة العمانية للنطاق العريض لستة أشهر ماضية من العام الجاري (2016) أن سير العمل في تفعيل المحور الثالث من الإستراتيجية الوطنية للنطاق العريض يوضح أنَّه تمّ في محافظة مسقط تغطية حوالي 70 ألف مسكن ومنشأة بشبكة الألياف البصرية إلى نهاية يونيو الماضي؛ حيث تمَّ تفعيل ما يقارب 6 آلاف مسكن ومنشأة من قبل المشغلين، بالإضافة إلى تأجير المساحات المتوفرة في مقاسم الشركة للمشغلين.

كما تمّ الشروع في تنفيذ مشروع البنية الأساسية للشبكة الحكومية الموحدة التي تربط جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية في محافظة مسقط بمركز البيانات الموحد ومركز البيانات الاحتياطي، وتدرس الشركة حالياً موضوع توفير الألياف البصرية والتقنيات الأخرى لربط أنظمة الطرق كالإشارة الضوئية والردارات والأنظمة العامة بهدف توفير بنية أساسية جاهزة لخدمة تطبيقات المدن الذكية.

وتقوم الشركة بتكملة ما تمّ إنجازه من قبل شركة حيا للمياه من ألياف بصرية في محافظة مسقط، مع بحث الفرص لتسريع تنفيذ هذه الخطط من خلال العمل مع الشركات الأخرى المزودة للبنية الأساسية كالكهرباء والماء والغاز، جنبًا إلى جنب العمل مع المشغلين ومزودي خدمات الاتصالات للوصول إلى اتفاق حول رفع نسبة الأشغال من الشبكة المنجزة بالمحافظة. ومن جانب آخر يجري العمل لاستخراج التراخيص اللازمة والانتهاء من مؤشرات متطلبات كفاءة الخدمة.

أما فيما يتعلق بالخطة التنفيذية للشركة العمانية للنطاق العريض في جميع المناطق السكنية خارج محافظة مسقط والتي يزيد عدد سكانها عن 2000 نسمة، فإنّ النتائج تشير تم أنّه تم الانتهاء من المخطط الرئيسي والهيكلي لبناء الشبكة، والبدء في تنفيذ المشاريع في بعض محافظات السلطنة. وفي الوقت نفسه تعمل الشركة جاهدة وفق الإمكانيات المتاحة على مد شبكات الألياف البصرية للمنازل والمنشآت التجارية والصناعية والخدمية في المدن الرئيسية ذات الكثافة السكانية خارج محافظة مسقط تزامناً مع مشاريع البنى الأساسية الأخرى أو باستخدام قنوات وشبكات الألياف البصرية المتوفرة مع الوحدات والمؤسسات والشركات الحكومية الأخرى.

المناطق الريفية

وتحظى المناطق الريفية والبعيدة بأهمية كبيرة وأولوية من قبل الحكومة وذلك تماشياً مع خطط وتوصيات الإستراتيجية الوطنية للنطاق العريض بهدف سد الفجوة المعرفية من خلال ربط هذه القرى بشبكات النطاق العريض وذلك باستخدام التقنية المناسبة كالأقمار الاصطناعية أو أية حلول أخرى، حيث تقوم الشركة العمانية للنطاق العريض وبالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات وبعض الشركات المزودة بإجراء تشغيل تجريبي في بعض المناطق الريفية لتوفير النطاق العريض عبر الأقمار الاصطناعية.

وتولي الشركة العمانية للنطاق العريض اهتمامًا كبيرًا بتدعيم شبكات مشغلي الاتصالات المتنقلة بالألياف البصرية لتمكينهم من تزويد خدمات نطاق عريض عالية السرعة عبر شبكات الهاتف المتنقل، حيث أنجزت الشركة ما يُقرب من 50 كم من النواقل اللازمة لدعم ما يقارب من 19 برج اتصالات لأحد مشغلي الهاتف النقال في حين يجري العمل على توفير المزيد بالتنسيق مع المُشغلين.

وفي موضوع متصل ومن أجل تعظيم الاستفادة، فقد تم التعاون مع بعض الشركات الحكومية العاملة في قطاع الكهرباء وبالتنسيق مع المشغلين، وذلك لإجراء تجارب ميدانية في كيفية الاستفادة من الألياف البصرية المتوافرة عبر خطوط نقل الكهرباء لاستخدامها كنواقل لتدعيم شبكات مشغلي الاتصالات المتنلقة وتمكينهم من تزويد خدمات نطاق عريض عالية السرعة عبر شبكات الهاتف المتنقل.

وتتطلع وزارة النقل والاتصالات إلى أن تقوم الشركات المشغلة لخدمات النطاق العريض بالسلطنة وغيرها من الشركات التي يمكن إنشاؤها كمزودي خدمة متخصصين، بتقديم خدمات جديدة كألعاب الفيديو والتلفاز والخدمات السحابية الأخرى، التي تساهم في تنمية وتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمرتبط برسالتها في تمكين المجتمع من إطلاق العنان لقوة الإنترنت للعيش بطريقة أفضل.

ومع دخول أواصر كشركة متخصصة للنطاق العريض، أصبح في السلطنة 3 مشغلين للنطاق العريض؛ وهم شركات: أواصر عُمان للاتصالات، والشركة العمانية للاتصالات "عمانتل"، والشركة العمانية القطرية للاتصالات "أوريدو")، وتعمل جميعها على تقديم خدمات إنترنت الألياف البصرية الفائقة السرعة، من خلال تنفيذ خطط إستراتيجية طويلة المدى لتوصيل خدماتها لكافة محافظات السلطنة لرفد الاقتصاد الوطني.

ونجحت الشركات المشغلة في توفير باقات متنوعة لخدمة الإنترنت بسرعات فائقة تبدأ من 20 ميجابايت، و50 ميجابايت ، و150 ميجابايت و1 جيجابايت، والتي بلا شك تترجم توجهها نحو تقديم خدمات للمستفيدين بدقة عالية وسرعة فائقة وبأسعار تنافسية تناسب جميع شرائح المجتمع.

تعليق عبر الفيس بوك