ساهم في إعدادها 157 باحثا وعالما وتضم أكثر من 400 ألف صورة

مسؤولون وعلماء يشيدون بموسوعة المانجو "الأنبا" ويثمنون الاهتمام السامي بنشر المعرفة

 

مسقط - العمانية

أجمع عدد من المسؤولين والعلماء على الأهميّة العلميّة والمعرفيّة لموسوعة أشجار المانجو "الأنبا" التي جاء إعدادها وإصدارها بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه ودورها المؤمل في مجال البحث والابتكار في السلطنة وعلى المستوى العالمي. وثمّنوا الاهتمام السامي لجلالته أبقاه الله بالعلم والمعرفة وضرورة متابعة مستجداتهما بكافة السبل المتاحة وتحفيز الهمم وتأكيد جلالته المستمر على العلم النافع إدراكا منه أعزّه الله بأنّه هو المنطلق الصحيح لكسب المعارف ونيل الخبرات والمهارات بما يمكن هذا الجيل والأجيال القادمة من الإسهام إسهامًا فاعلًا في خدمة وطنها ومجتمعها.

وقال معالي الدكتور عبدالله بن ناصر بن خليفة الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إنّ تدشين موسوعة أشجار المانجو يعد حدثا معرفيا وطنيا كبيرًا فهو يعبر عن الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم أعزّه الله بالمعرفة الجادة تأصيلا ونشرًا خصوصا المعرفة المرتبطة بمكونات الحياة العمانية الثرية بإنسانها وطبيعتها.

وأضاف معاليه أنّ التدشين يأتي ليعمق من الخبرة العمانيّة الحديثة في انتاج الأعمال الموسوعيّة كموسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية وموسوعة أرض عمان والموسوعة العمانية"، موضحا "أنّه لفرادة موضوعه" موسوعة أشجار المانجو "الأنبا" فستكون بلا ريب المرجع الأهم عالميا حول هذه الشجرة. وأكد أن صدور الموسوعة في السلطنة وبأربع لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية يعد تعبيرًا جديدًا عن القيم الإنسانيّة المعرفيّة التي تؤمن بها السلطنة وتسعى جاهدة من خلال مثل هذه الموسوعة لنشرها على مستوى العالم أجمع معززة صورة السلطنة كمنارة معرفة وسلم كما كانت دائمًا طوال التاريخ".

ومن جانبه، قال محمود بن بدر العبري رئيس لجنة الإدارة والإشراف على الموسوعة أنّ "شؤون البلاط السلطاني تلقى الأمر السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ بإعداد موسوعة شاملة عن شجرة المانجو في سبتمبر 2005 وفي يونيو 2006 بدأنا العمل الفعلي في الإعداد والتأليف وجمع البيانات والمعلومات، وتمّ تشكيل الفرق الفنية الميدانية والفرق المختصة بالتواصل مع الجهات العلميّة والمراكز البحثيّة المُختصة بشجرة المانجو والتي لها الريادة في هذا المجال في دول من بينها الهند التي يشكل إنتاجها 40% من الإنتاج العالمي للمانجو، وما لدى تلك الدول التي بلغ عددها 65 دولة في مختلف القارات من معلومات حول شجرة المانجو".

وأضاف أنّ شؤون البلاط السلطاني بدأ الإعداد لإنشاء بنك لأصناف المانجو في السلطنة حيث سيتم اختيار الأصناف التي تمّت دراستها دراسة متأنية وتم إجراء تحاليل وتوصيف واختبارات لها ووجد أنّها ملائمة لمناخ السلطنة وطبيعتها، وسيكون هذا المشروع ذا استمرارية وسيشرف عليه مختصون من شؤون البلاط السلطاني وسيكون مصدرًا لإحلال أشجار المانجو حيث يمكن أن تشمل خارطة الأصناف في السلطنة تغييرًا في المستقبل.

وأشاد الدكتور يحيى بن خليفة الهنائي مدير إدارة التخطيط والبحوث الزراعيّة بشؤون البلاط السلطاني رئيس الفريق الفني للمشروع بالتعاون الذي تم مع الدول المنتجة للمانجو في مرحلة الإعداد للموسوعة، وقال إنّ مكانة السلطنة على المستوى الدولي وعلاقاتها الواسعة مع جميع دول العالم جعل التواصل مع تلك الدول سهلا ومثمرا.

وأضاف الهنائي أنّ "السلطنة التي يوجد بها حاليا 423 ألفاً و549 شجرة أنبا تضم الكثير من سلالات هذه الفاكهة، حيث تم حصر 150 سلالة، كما تم خلال إعداد الموسوعة جمع حوالي 450 عينة للمانجو من مختلف محافظات السلطنة، وتحديد البصمة الوراثية للأصناف المتشابهة وتم تسمية الأصناف المختلفة جينيا عن بعضها البعض وتوحيد أسمائها وقمنا بإدراج ما يقارب 69 صنفا عمانيا من الأصناف المتميزة وراثيا وجينيا عن بعضها البعض في الموسوعة، وتمت تسميتها بناء على صفاتها والحمض النووي في البصمة الوراثية، وتمّ اعتماد اسماء تلك الأصناف من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه".

وتابع الهنائي أنّه "ساهم في إعداد الموسوعة 157 عالما وباحثا من مختلف دول العالم وتم تجميع ما لا يقل عن 400 ألف صورة من السلطنة ومن مختلف دول العالم وتوثيقها وتمّ الحفاظ على الملكية الفكرية لكل صورة من الصور"، وتم تسجيل الموسوعة في مكتبة الكونجرس في واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية وسجلت برقم معياري باسم السلطنة، وتم إعداد النسخة الإلكترونية بأربع لغات شأنها شأن المجلدات.

وقال الدكتور فيكتور جالان رئيس الجمعية الدولية للبستنة لقسم الفاكهة الاستوائية وشبه الاستوائية عضو اللجنة الاستشارية للموسوعة: "إن هذه الموسوعة كما لو كانت حلماً قد تحقق، وهي فريدة في نوعها وبمثابة مرجع متخصص حول هذا المحصول"، مضيفا "لكي تتقدم الإنسانية كان لا بد أن يكون هناك أحلام عظيمة يتم العمل على تحقيقها، وأن تطور الإنسانية واكتساب المعارف في كافة المجالات يؤدي إلى الرفاه البشري بشكل مستمر".

 

 

 وأعربت الدكتورة ناتالي ديلون كبيرة الإخصائيين في التقنية الحيوية بوزارة الزراعة والثروة السمكية في حكومة كوينزلاند بأستراليا عن تقديرها للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه بإعداد "هذا المشروع الضخم الذي كنا بحاجة إلى مثله ويفيد البشرية خاصة وأنّ المانجو من الثمار التي يحبها الجميع حول العالم".

وقالت الدكتورة عفاف الجزولي مدير عام بوزارة الزراعة والغابات بجمهورية السودان إنّ "موسوعة أشجار المانجو تعد إنجازًا علميًا عالميًا كبيرًا وفريدًا وعملا عظيما مهمًا للعلم والعالم أجمع وإضافة مرجعيّة جديدة وموسوعة شاملة اشتملت على جهد كبير ومتواصل يضم بين أجزائه كل ما يتعلق بهذه الشجرة الهامة في كافة أنحاء العالم اجتماعيا واقتصاديا، كما أنّها تعد بداية لأعمال علمية واقتصادية في المستقبل".

وثمن الدكتور جورج يوسف ساسين ممثل وزارة الإعلام العمانية في فرنسا التوجيهات السامية لجلالة السلطان المعظم ابقاه الله بإصدار الموسوعة، وقال إنّ رؤية جلالته الثاقبة وفهمه -حفظه الله -لعلاقة الإنسان بالطبيعة والنبات واهتمامه بالعلم والمعرفة ومستجداتهما أوجدا هذا الإنجاز العلمي الكبير. وقال إنّه من المؤكد أنّ هذه الموسوعة سيكون لها فوائدها الاقتصادية والفكرية والعلميّة والبحثيّة الكبيرة.

تعليق عبر الفيس بوك