حكاية أندلسية وموسيقى الطرب الأصيل في ريسايتل الفنان مدثر أبو الوفا

 

 

نظمت الجمعية العمانية لهواة العود مساء الاثنين الماضي بالتعاون مع النادي الثقافي الحفل الموسيقي (الريسايتل الفردي) للفنان مدثر أبو الوفا، الذي صاحبه في العزف مجموعة من الأعضاء العازفين وهم رضية العبيدانية على آلة الكمان ورامي المنصوري على آلة القانون وأسعد اليحمدي على آلة الجيتار وعيسى البوسعيدي على آلة الأورج وادريس البلوشي وتركي الهادي على آلات الإيقاع.

قدم الفنان مدثر أبو الوفا توليفه فنية تنوعت ما بين الفن الأصيل لكبار المطربين والفن الحديث مضيفة نكهته الفنية وخبراته فهو أستاذ العود يعمل في الجمعية العمانية لهواة العود منذ 2013م، حاصل على درجة الدكتوراه من المعهد العالي للموسيقى العربية ويعتبر من المؤلفين البارزين في الموسيقى العربية.

بدأ الدكتور مدثر أبو الوفا حفله بعزف ( سماعي) من مقام حجاز كاركرد وهي احدى القوالب الموسيقية من تأليفه التي بدأها بتقاسيم على أوتار عوده بعدها تناغمت معه بقية الآلات المصاحبة ، وكانت لمعزوفة طارق بن زياد حكاية نسجت فيها تاريخ الأندلس وهي محاكاة بين آلة العود وآلة الجيتار فقدم الفنان مؤلفته بتناغم وانسجام تام مع الجيتار والآلات الوترية والايقاعية.

وكانت هناك مساحة لاسترجاع الفن الشرقي الأصيل لكبار المطربين والمطربات المصريين والعازفين الذي تأثر بفنهم وبمدارسهم الموسيقية فأمتع الجمهور بالطرب الأصيل في عزف (كامل الأوصاف) من الأغاني المشهورة للراحل عبد الحليم حافظ وألحان الفنان محمد الموجي، وتمايل الجمهور طربا في عزف أغنية (أنساك) لكوكب الشرق أم كلثوم وملحنها المبدع بليغ حمدي.

وفي إضافة حديثة ومقننه وعلى ايقاع سريع قدم الفنان مؤلفته (شباب على طول) على نغم ملئ بالحيوية التي ترجمت عنوان مقطوعته التي تضج بالشباب والنشاط مع تناغم بقية الآلات الموسيقية الوترية والأورج والايقاعات مع آلة العود.

وختم الفنان حفلة بايقاع السامبا كنوع من المزج الغربي في مؤلفته (سامبا تولا) الذي كان العود حاضرا فيها وبمعية الآلات الوترية والايقاعية الغربية فكان ختاما موفقا لحفل تنوع فيه اللحن والنغم والجملة الموسيقية وقدم الجمهور الحاضر المتذوق والمحب للموسيقى اعجابه بفقرات الحفل.

وفي ختام حفل الريسايتل قام الدكتور سعيد السيابي بتقديم شهادات التكريم للفنان مدثر أبو الوفا والعازفين المشاركين والفنيين، كما قدم فتحي البلوشي مدير الجمعية شهادة شكر للنادي الثقافي لتعاونه الدائم والمتواصل.

تجربة مثمرة

أكد الدكتور مدثر أبو الوفا على أهمية حفلة الريسايتل بالنسبة له حيث أوضحت له الكثير من الجوانب التي يجب على الفنان القيام بها وهي التنويع في اختيار المقطوعات والقوالب الموسيقية التي تُقدم للجمهور، وكما يقول أن للأعمال الطربية حيز وجانب مهم لتقديمها والتي يحبها الجمهور ولها وقع خاص في أذن المحب والمتذوق وما زال يسمعها الجمهور مع تعاقب الأجيال جيل بعد جيل الا انها ما زالت حاضرة ومرغوبه، كما يعتبر الفنان مدثر هذه الحفلة تجربة مثمرة تضاف لتجاربه ورصيده الفني وهي أول حفل يقدمها والتي لها خصوصية ووقع خاص كونها من تنظيم الجمعية العمانية لهواة العود، مشيرا الى أن انطباع الجمهور كان مفاجئ لما لمسه وشاهده من اعجاب واستحسان بما قدمه من أعمال في برنامج الحفل حيث حرصت على التنوع الا أنني أرى أنه كان ينقصه إضافة أخرى وهي اختيار لأعمال عمانية أو خليجية، مؤكدا أنه حاليا يقوم باختيار عدة أعمال عمانية لصياغتها فنيا وتقديمها في الحفلات القادمة.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك