الهاشمي.. كفيف ينحت على الخشب ويتطلع إلى دعم المؤسسات الحرفية

 

تحدى الإعاقة وحصل على المركز الأول في مسابقة السلطان قابوس للإجادة
 

روادنا- عُمر الكلباني
حَصَل وليد بن صالح الهاشمي على المركز الأول في مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية على مستوى محافظة مسقط في مجال النحت على الخشب، وهو كفيف البصر لكنه قوي العزيمة، وتمكن من تحدَّى الإعاقة بعد أن شمَّر عن ساعديه ليبرهن للناس على أنَّ الإعاقة ليست مُبرِّراً لعدم السعي والاجتهاد؛ فتوجه إلى احتراف النحت على الخشب وتشكيل الأقلام والقواعد الشمعية، وبعد جَهْد وممارسة المهنة استطاع أن يتوج جهوده بحصوله على المركز الأول في مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية على مستوى محافظة مسقط في صناعة الأقلام الخشبية.
وقال وليد عن بداياته مع النحت: مارستُ موهبة النحت على الخشب منذ 5 سنوات كأول كفيف في السلطنة ينحت باستخدام الآلة الخاصة بذلك، وامتلكت الآلة عن طريق إحدى الشركات الموردة لها في السلطنة، وتلقيت التدريب على يد مندوب المبيعات بالشركة ياباني الجنسية وكان متخصصا في كيفية التعامل مع الآلة، ومارست المهنة بتشجيع عائلتي وزملائي وحتى اليوم، وما زلت أخطو بخطى متقدمة في سبيل تطوير حرفتي.
وعن حصول وليد على المركز الأول في جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية على مستوى محافظة مسقط، قال إنَّ المسابقة أضافت لي الكثير حيث حصدت المركز الأول على مستوى محافظة مسقط بعد مشوار من العطاء والممارسة في النحت، وتكلل في حصولي على المركز الأول من بين 17 متنافسا، وأعتبره مؤشرا على نجاح وإبراز موهبتي والحمد لله، لكن في الجانب الآخر يحثني على بذل المزيد من الجهد وألا أقف عند هذا الحد؛ فالمشوار لا يزال في بدايته، وبمشيئة الله سأكون قادراً على تطوير حرفتي في قادم الوقت.
واستعرض وليد الإنجازات والمشاركات في مجال النحت؛ فقال: شاركت في عدة معارض خارجية وداخلية منها مشاركتي في المهرجان الخليجي الرابع بدولة قطر، ومعرض في شركةPDO ، ومعرض في سيتي سنتر، وآخر في مشروع الموج، إضافة إلى معرض بدار الأوبرا السلطانية، ومعرض الصناعات الحرفية لذوي الإعاقة بولاية صحار، وحصلت مؤخراً على المركز الرابع في مسابقة وهج لمواهب ذوي الاحتياجات الخاصة بجامعة السلطان قابوس، وهذه المشاركات أعدها بمثابة تسويق لمهنتي ومنصة ليتعرف المجتمع الداخلي والخارجي على موهبة الكفيف وليد، كما يسعدني أن أتوجه بالشكر الجزيل لفريق "أداتي حياتي" والذي يتيح لنا الفرص للمشاركة في مختلف الفعاليات والمسابقات.
وحول مستقبله في النحت على الأقلام، قال وليد: أطمح إلى تبنى إحدى المؤسسات أو الشركات حرفتي لأتمكن من تطويرها وابتكار أعمال أخرى، إضافة إلى توفير فرص تدريبية. ومن الصعوبات التي تواجهني التكلفة العالية للمواد المستخدمة في النحت، مما ينعكس بالتالي على السلعة التي أبيعها، وقد يراها الزبائن مرتفعة التكاليف لكن في الواقع فإن المواد المستخدمة في إنتاجها تكاليفها باهضة، لكن أملي في الله كبير ولدي الرغبة والإصرار لتطوير حرفتي بالتدريب المستمر. ووجَّه وليد نصيحته إلى كل الموهوبين، بقوله: يجب على كل فرد أن يمتلك الموهبة وألا ينتظر الفرص طويلا، وإنما عليه أن يصنعها ويسعى للحصول عليها، وعلى من لديه الموهبة أن يتسلح بالإرادة والصبر والعزيمة ليتمكن من مواجهة الصعاب التي تعترضه.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة