صندوق الرفد والخطة المقبلة

راشد البلوشي
بعد النتائج الإيجابية التي حققها صندوق الرفد خلال السنوات الثلاث منذ إنشائه، والذي انطلق من خلالها نشاطه الفعلي في الأول من يناير 2014 بحزمة من البرامج التمويليّة الواسعة تبلورت في إنجازات مقدرة، مقارنة بمسيرة عمله القصيرة، عبّرت عنها الأرقام والبيانات بكل شفافية ومصداقية، التي يعلن عنها عبر وسائل الإعلام المحلية، فقد موّل عدد كبير من المشاريع المتنوعة والمختلفة، وأدت هذه المشاريع إلى توفير حوالي أكثر من (3000) فرصة عمل للشباب العماني في مختلف القطاعات الاقتصادية في كافة المحافظات، بلغت عندها نسبة سداد قروض الصندوق أكثر من(92.2%) حسب البيانات الرسمية .
إن أهم إنجازات صندوق الرفد خلال مسيرته، إقراره لنظام إدارة المشاريع (PMO) وهو (نظام إلكتروني يتم من خلاله متابعة المشاريع والبرامج والآليات الداخلية للصندوق، بما يُمَكِّنُ من تقدير نسبة إنجاز مختلف المشاريع، بالإضافة إلى الاطلاع على مراحل إنجاز مهام كل مشروع على حدة(.
نستطيع القول إنّ المرحلة السابقة أكدت على (دعمه وتطوير المؤسسات لما لها من دور في تنويع الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى دعوة الجهات الحكومية الأخرى لمنح خدمات إلكترونية لمراكز سند للخدمات) وساندت أصحاب المشاريع .
ومن خلال متابعتنا للدور الذي يقوم به الصندوق، نجد أنه أعطى جل اهتمامه وأولويات في متابعة هؤلاء الشباب من خلال الدعم الفنّي والمتابعة والتواصل معهم، ناهيك عن الدعم الإعلامي من خلال إبراز مشاريعهم عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية. والإشراف على المشاريع الممولة من قبله وتقييم أدائها وتعزيز أدوارها وتوجيه النصح وتقديم الآراء والملاحظات التصحيحية لأصحابها وتوظيف الخبرات والكفاءات العاملة في الصندوق لخدمة ونجاح هذه المشاريع ليتكامل الدعم المالي مع المشورة والتوجيه.
 
كما ظهر جليًا تجاوب الصندوق مع مطالبات وظروف أصحاب المشاريع الممولة من قبله بتأجيل عدد بسيط من الأقساط الشهرية، نظرا للتحديات التي تواجه المستفيد عند بدء مشروعه، ولا تعد هذه المشاريع ضمن حزمة المشاريع والقروض المتعثرة، بل من باب معالجة بعض الظروف والإشكالات والتراجعات في المبيعات أحيانًا، وفقا لتحديات السوق والتي يتم التعامل معها من خلال تعاون أصحاب المشاريع مع الصندوق.

إنّ الخدمات التي قدّمها صندوق الرفد والإنجازات التي حققها والجهود التي يبذلها لتحقيق أهدافه والعمل بكل دقة على تنفيذ توجيهات المقام السامي بدعم الشباب، تعد فرصة ذهبية لا ينبغي تفويتها، وعلى شباب هذا الوطن اقتناصها والعمل بجد وإخلاص للنهوض بمشاريعهم والتصميم على تحقيق النجاح ومنافسة الأجنبي في سوق ما زالت السيطرة فيه على هذا الأخير.
إنّ المرحلة المقبلة من خطة صندوق الرفد ستكون متميزة وقد يكون فيها نوع من الامتيازات للشباب، خاصة وأنّ في إدارة الصندوق كفاءات شابة، تفكر بعمق وبهدوء، وتعمل على نار هادئة، من أجل تحقيق الأهداف التي وضعت في الخطة القادمة وبشكل ناجح ومتميز.
ومن هنا ندعو إدارة الصندوق إلى بذل مزيد من الجهد والنظر للمشاريع القائمة بخصوصية أكثر؛ حيث إنّ بعض المشاريع ناجحة، وتحتاج إلى الدعم حتى تحقق نجاحًا أكبر، وأن يولوا هذه المشاريع ودعم الشباب كل أهميّة، والسعي المتواصل إلى تبسيط الإجراءات وتسهيل النظم وتطويرها والتيسير على أصحاب المشاريع وتوجيه كل الإمكانات والأدوات والوسائل الكفيلة بإنجاح مشاريعهم، وأن يكونوا جميعًا على قدر ثقة واهتمام قائد البلاد المفدى - حفظه الله ورعاه -.

[email protected]