من يحمِ حقوق المسافرين؟!

سمير الهنائي

غالباً كمسافرين عبر الجو نحرص دائمًا على أن نلتزم بمواعيد السفر المقررة والمبنية على عقد مُبرم بين الناقل الجوي والمسافر والمتمثل في وثيقة تذكرة السفر، وفي حالة إخلال الطرف الأول(المسافر) بما نصت عليه تلك الوثيقة وتأخره عن موعد الرحلة يتم تغريمه رسوم إضافية مباشرة.

ولكن السؤال هنا بماذا سيتم تعويض المسافر في حالة إخلال الطرف الثاني في الوثيقة (المُشغل) في تأخر الرحلة؟!

في بداية الأمر دعوني اعترف حقيقة بأنني قاطعت الطيران العُماني لسنوات طويلة، نظرًا لاستيائي السابق من عدم التزامهم بمواعيد رحلاتهم الجوية والتي كنت استقلها ما بين القاهرة وصلالة ودبي، والتي تكررت معي لمرات عديدة.

وفي بداية هذا العام عدت مرة أخرى لكي أسافر عبر الطيران العماني عبر رحلة من مسقط إلى القاهرة ذهابًا وإيابًا إلا أنني لم أجد أي تغيير في مسألة الانضباط تلك رغم مرور أكثر من خمسة أعوام من مقاطعتي له، وشاءت الأقدار أن أكون مسافرا الأسبوع الماضي في رحلة رقم WY3913 والمتجهة إلى صلالة والتي كان موعد إقلاعها الساعة 9:00 مساء يوم الإثنين، إلا أنّ الطائرة تحركت من مبنى المسافرين الساعة 9:48 دقيقة تقريبًا، وبإتجاهها للمدرج توقفت ما يُقارب النصف ساعة من خلالها اعتذر كابتن الطائرة بأنّه نسي أوراق الطائرة وأنه سيعود ثانية للمبنى، كان الضجر بدأ يدب في داخل الطائرة والجباه بدأت تتصبب عرقاً نتيجة إغلاق أجهزة التكييف قبل الإقلاع، ولمدة ما يُقارب ساعة ونصف الساعة منذ بداية ركوبنا للطائرة وحتى وقوفها في نهاية المدرج، ورغم أنّه بحسب علمي ومعلوماتي الفنية في الطيران، أن الطائرات قادرة على لإقلاع في ظل تشغيل أجهزة التكييف داخلها. على كلٍ عادت الطائرة ثانية لمبنى المسافرين وتوقفت، بدأ استياء الركاب من ذلك الإجراء، فتح باب الطائرة وحصل بعض الشد والجذب بين المسافرين والطاقم الأرضي الذي جاء إلى مدخل الطائرة عند توقفها، تحاورنا معهم في بداية الأمر لمعرفة الأسباب وتوضيحها لنا فأخذوا يعدوننا بأنّ الطائرة "ستقلع مرة ثانية بعد دقائق".

وفي تلك اللحظات شاهدنا عربة التزود بالوقود أسفل الطائرة، ولم نجد جوابًا حول ذلك الأمر فهل الطائرة كانت ستقلع من مطار مسقط من دون وقود؟ وهل هنالك خطأ من المسؤول الفني أو الطيَّار حيال ذلك؟.

على كل حال أصررنا أن يحضر المُدير المناوب للطيران العماني ومضت الدقائق وحضر بعض المسؤولين من أمن المطار والطيران العماني، ولكننا لم نجد منهم سوى وعود كل مرة "انتظروا فسوف تقلع"، دون أن يقدموا لنا الأسباب المقنعة والمبررة لما حصل، طبعاً أثناء ذلك حدثت حالة إغماء لامرأة مسنة نظراً لضعف التنفس الذي حصل داخل الطائرة وتم استدعاء سيارة الإسعاف لنقلها، كذلك حالة ثانية لامرأة وافدة ولكنها بقيت في الطائرة بعد محاولة الطاقم توصيل أنبوبة الأكسجين لها، ومضت ثلاث ساعات متواصلة ونحن داخل الطائرة دون تكييف أو تقديم أي مرطبات باردة، إلى أن أقلعت أخيرا الساعة 12:19 صباح الثلاثاء.

وتعقيباً على سؤالي الذي جاء في بداية المقال من سيُعوض المسافر عن حقه في حالة تأخر الطرف الثاني عن موعد الرحلة؟ ولا أعلم إلى متى سيستمر الطيران العماني يخل بالانضباط والالتزام بمواعيد رحلاته، وأين حق المسافر من المعاهدات والاتفاقيات الدولية لشؤون الطيران المدني؟.

في الحقيقة كمستهلك أرى أن يكون هنالك إدارة خاصة متمثلة في الهيئة العامة لحماية المستهلك يكون عملها هو (حماية المسافرين) ولدي تساؤل أخير من باب العتب لماذا قامت الهيئة العامة للطيران المدني بنشر قانون المسافرين في موقعها باللغة الإنجليزية، ومازلت انتظر الرد منهم حول هذه الواقعة في البلاغ الذي قدمته عبر موقعها الإلكتروني كونها الجهة المسؤولة عن استقبال الشكاوي المتعلقة بالمسافرين، وفي إطار هذا الأمر يتحمل الطيران العماني مسؤولية التأخير التي لم تكن مبرراتها مقنعة لنا كمسافرين، ومن حقنا أن نعرف ما حصل في هذه الرحلة.

فهل يطبق ناقلنا الوطني النظام الدولي والقوانين الدولية على نفسه؟!، خاصة وأنّ الطيران العماني عضو في أغلب منظمات الطيران الدولية.

[email protected]