التعريف ببرنامج الآثار المغمورة بالمياه في محاضرة بشمال الباطنة

مسقط - الرؤية

استضافت دائرة التراث والثقافة بمحافظة شمال الباطنة؛ ممثلة بقسم التراث، مؤخرا، أيوب البوسعيدي المشرف على برنامج الآثار المغمورة بالمياه، والذي ألقى محاضرة عن (برنامج الآثار المغمورة بالمياه) مشيرًا إلى أنّ وزارة التراث والثقافة تواصل جهودها في المحافظة على الآثار وتعدت اليابسة بما تحتويه من معالم وآثار وشواهد تاريخية لتشمل أيضاً أعماق البحار وما بها من آثار مغمورة بالمياه تعود لمئات السنين، حيث فعلت وزارة التراث والثقافة برنامج الآثار المغمورة بالمياه للمحافظة على هذه الآثار والبحث عنها في أعماق البحار.

وقدَّم البوسعيدي نبذة تعريفية حول البرنامج وأهميته وبداية العمل الفعلي به منذ 2012م في مواقع متعددة منها مسندم، رأس مدركة، مرباط، جزر الحلانيات. وذكر أنّ هنالك مسمى آخر لهذه الآثار وهو (الكنوز المغمورة)، واسترسل في ذكر الصعوبات التي واجهت الفريق أثناء عمليات البحث، ومنها على سبيل المثال عمليات البحث التي جرت في مسندم؛ حيث كانت المياه عميقة جدا وكان من الصعب الوصول إلى الآثار. وأضاف أن البرنامج يعتمد على جمع البيانات من صور ووثائق تدل على تاريخ هذه الآثار، وأن من كل عملية بحث يخرج بأهداف وحقائق ونتائج تساعدهم في عمليات البحث الجديدة.

وتحدث علي الذهلي إخصائي آثار، عن نموذج لعمليات البحث لهذا البرنامج وهو اكتشاف حطام سفن الأسطول البحري للبحار البرتغالي فاسكو دي جاما المعروف وخصوصا السفينة "الزمردة" الغارقة عام1503م والتي تم العثور عليها قبالة جزر الحلانيات؛ حيث كان التعاون بين وزارة التراث والثقافة والبحرية السلطانية العمانية ومؤسسة بلووتر البريطانية في عمليات البحث عن آثار السفينة، وقد تمت على مرحلتين: المرحلة الأولى عام1998م: وكانت نتائج البحث متلخصة في وجود 17 قذيفة مدفعية لسفينة سودري البرتغالي. والمرحلة الثانية2013م: تعد هذه المرحلة مكملة للمرحلة الأولى والتي كانت نتائجها مبهرة جدًا وغنية بالآثار؛ فقد تم اكتشاف العديد من الآثار منها: جرس السفينة وهو يُعتبر أقدم قطعة في العالم وعملات ذهبية وفضية(1911 قطعة) ومواد بيئية(بذور) و12 عملة ذهبية عليها اسم الملك البرتغالي مانويل الأول مخصصة للتجارة مع الهند(1495م -1524م) وقرص الاسطرلاب وملاعق نحاسية عليها بعض النقوش الجميلة وخاتم ومجموعة من الخرز و19 مدفعاً ومجموعة من البنادق وعدداً من القذائف مختلفة الأحجام وبعض منها منحوت عليها حرفي VS.

وعرض فيلم وثائقي عن برنامج الآثار المغمورة بالمياه لسفينة الزمردة، فقد استخدم الفريق أجهزة دقيقة جدا وذات جودة عالية في عمليات مسح الأراضي تحت الماء وكيفية نقل الصخور من مكانها لتسهل عمليات البحث وبعد الانتهاء من المحاضرة تم فتح المجال للأسئلة من قبل الموظفين وكانت المشاركة فعالة جدًا وتدل على مدى اهتمامهم بهذا النوع من الآثار.

تعليق عبر الفيس بوك