الجمعية العمانية للكتاب والأدباء تحتفي بالشاعرين جمال الملا وأشرف العاصمي

بإقامة جلسة حواريّة مفتوحة

مسقط ـ الرؤية

أقامت الجمعيّة العمانية للكتاب والأدباء أمسية أدبية نهاية الأسبوع المنصرم، تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية بمقرها بمرتفعات المطار، احتفت فيها بالشاعرين العمانيين جمال بن عبدالله الملا وأشرف العاصمي، اللذين تأهلا للمرحلة النهائية في الدورة الأولى لجائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي أقيمت مؤخرًا في العاصمة القطرية الدوحة وحصل فيها الشاعر جمال الملا على المركز الأول في المسابقة.

تكريم مبهر

وتضمنت ليلة الاحتفاء جلسة حوارية مع الشاعرين أدارها الشاعر منتظر الموسوي، الذي قدم العديد من الأسئلة حول هذه المشاركة تفاعل معها الحضور ممن جاءوا للاستماع للشعراء. وقبل الشروع في إلقاء القصائد الشعرية طرح الشاعر الموسوي عددا من الأسئلة، حيث قدم سؤاله للشاعر جمال الملا حول المؤسسات الرسمية والخاصة التي قامت بتكريمه في السلطنة عموما والجمعية العمانية للكتاب والأدباء خصوصا فقال الملا: إنني أثمن هذا التكريم الذي حظيت به من قبل إدارة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، وما هو إلا تأكيد على التواصل مع المثقف العماني داخل وخارج السلطنة، فأنا ولله الحمد ومنذ البدايات الأولى لفوزي بالمركز الأول لجائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، حظيت باهتمام كبير من قبل المؤسسات الرسمية والمجتمعية في السلطنة فقد تلقيت التهاني وأنا لا زلت في الدوحة، ثم توالت المبادرات للالتقاء والاحتفاء بهذا المنجز الذي هو بالحقيقة ليس لجمال الملا وحده وإنما لبلدي الحبيب عمان، والبداية مع الاستقبال الذي حظيت به في الدوحة في منزل سعادة السفير العماني محمد بن ناصر الوهيبي، وصادف أن التقيت هناك بسماحة الشيخ الجليل أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة، والذي أبهرني حقيقة بحضوره واحتفائه الخاص بي، ثم عدت إلى السلطنة ووجدت أمرًا فوق التصور، فهناك عملية مبهرة في الاحتفاء بهذا الحدث الثقافي وقد تلقيت دعوة كريمة من معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، وأقولها صراحة أن يتلقى شاعرًا مثلي دعوة من هذا الرجل في منصب رفيع في السلطنة لهو أمر غاية في الأهمية ويدل على أن للثقافة شأن كبير في بلادي عمان، فهذا الرجل الوطني الذي خصص من وقته الثمين شيئا لي أبهرني بتواضعه واحتفائه الخاص، ومن هنا أتوجه بشكري العميق له ولتكريمه الذي هو بحد ذاته تكريم لكل مثقفي السلطنة على وجه الخصوص، كما أتقدم بالشكر الجزيل لمعالي الشيخ عبد الله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية الذي احتفى بي هو الآخر إبّان الاحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج، فقد غمرني بحبه وتواضعه الجميل، كما تقليت رسالة مخطوطة تحمل مشاعر التهاني والتبريكات والحب والتحفيز من معالي الشيخ خالد بن عمر بن المرهون وزير الخدمة المدنية وهنأني من خلالها على فوزي بجائزة شاعر الرسول، وهي لفتة كبيرة من معاليه ومن تواضعه الذي عرفته عنه.

ضوء آخر

ثم توجه الملا بالسؤال ذاته إلى الشاعر أشرف العاصمي والذي أشار هو الآخر إلى أن تكريم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء هو ضوء آخر نظير مشاركتنا في مسابقة كتارا لشاعر الرسول التي أقيمت مؤخرا بقطر، وهي لفته طيبة وحافز لكل مبدع بأن يحلق بعلم بلاده عاليا في الآفاق، وهذا أمر ليس بغريب عليها التي تعطي دفعات للأمام لكل مبدع، وهي تحفزه على المشاركة مع الآخرين وإيصال الصوت الأدبي العماني في محافل عديدة، وتقول له إن عمان تنتظرك لأن تقف بجانبك وتحتضنك وتكرمك.

أنموذج عالي

بعد ذلك ألقى الشاعر جمال الملا قصيدته الحاصلة على المركز الأول في المسابقة "النبي". وبعد إلقاء القصيدة طرح عليه سؤالا آخر عن أهمية الجائزة وخصوصيتها وقال الملا: الجائزة تمثل مشهدا ثقافيا عاليا ودولة قطر بلد تهتم كثيرا بجوانب الثقافية وداعمة بقوة للمشهد الأدبي العربي والعالمي، بعيدا عن الجانب المادي، خاصة وأنّها تعمل على الكثير من الجوانب التي تشكل نوعا مهما في مسيرة الأدب ككل، وما هذه الجائزة إلا أنموذج عالي من الرقي خاصة وإنها تحمل اسم الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهنا نحن نتجاوز تلك الثيمة العالقة في أذهان الكثير من الناس كون إننا عرب فقط ماديون وبعيدون كل البعد عن الثقافة وأصولها، فهذه الجائزة وغيرها من الأجندة الثقافية التي تبنتها دولة قطر مشكورة لهي عامل واع لأفكارنا الثقافية والأدبية والشعرية.

إضافة عظيمة

بعد ذلك قدم الشاعر أشرف العاصمي قصدته المتأهلة لمرحلة الـ30 شاعرا والتي حملت عنوان "صلاة قلب". وبعد الانتهاء من إلقاء القصيدة توجه مقدم الأمسية الشاعر منتظر الموسوي بسؤال إلى الشاعر أشرف العاصمي وسأله وحول مشاركته في مرحلة الـ30 شاعرا، وهنا قال العاصمي: هي إضافة عظيمة لي في مجال المديح النبوي، وهذا أمر ليس هينا، ومن عدة مراحل أولها اللغة والتي يجب أن تنتهج منهجا وسطيا من خلاله يحاول الشاعر أن يختار لغة لا تعلو فوق المقام ولا تدنو دونه، إذ أنّ الخصال النبوية مساحات ضوئية هائلة يمكن للمبدع أن يأخذ منها انعكاسا ويبني عليه نصه، إضافة إلى أنّ الجانب الفنّي له دور كبير في إيجاد قصيدة تنصف الواقع النبوي. وأرجو للشعراء العمانيين الذين سيشاركون في الدورات القادمة كل التوفيق.

تعامل مع النص

وقبل ختام الأمسية توجه منتظر الموسوي بسؤال أخير إلى الشاعر جمال الملا وحول المنافسة مع الشعراء الذين واجههم في التصفيات وهنا أجاب: لا أخفي قولا أنّ لجنة التحكيم لم تتعامل مع اسم بعينه، أيا كان هذا الاسم وإنما تعاملت مع نص شعري كلاسيكي بحت، بصوره ولغته وتفاصيله، كما أنّ اللجنة وضعت ومن الأساس نسبا معينة لفوز النص، 60 في المئة على القصيدة التي ستلقى و40 في المئة على حضور الشاعر، ولهذا ولله الحمد حازت قصيدتي وأنا على إعجاب لجنة التحكيم وهذا أمر أثمنه.

ثم قام معالي الشيخ راعي المناسبة يرافقه الشاعر سعيد الصقلاوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بتكريم الشعراء جمال الملا وأشرف العاصمي ومقدم الأمسية منتظر الموسوي، كما قدمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء قصيدة "النبي" هدية تذكارية لراعي الحفل.

تعليق عبر الفيس بوك