أناشيد دينية وعروض مرئية متنوعة في احتفال السلطنة بذكرى الإسراء والمعراج

"الأوقاف" تنظم الحفل على مسرح "العلوم الشرعية" برعاية سعود البوسعيدي

مسقط - الرُّؤية

احتفلتْ السلطنة، أمس -ممثلة في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية- بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، تحت رعاية معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط.

وأقيم الحفل على مسرح كلية العلوم الشرعية بالخوير بعد صلاة المغرب، وشهد إلقاء قصائد وأناشيد وعروض مرئية وفقرات متنوعة تعبر عن مدى الاهتمام بإحياء مثل هذه المناسبات الدينية؛ وذلك ضمن الفعاليات التي تشارك بها الوزارة العالم الإسلامي الاحتفال بهذه المناسبة لما لها من أثر عميق في قلوب المسلمين من حيث الدروس والعظات التي تستوجب من كل مسلم الوقوف والتأمل والاعتبار بها وأخذ الزاد الروحي والمعنوي وترسيخ معنى المناسبة في قلوب المسلمين والناشئة.

وألقى الشيخ ناصر بن يوسف العزري مدير عام الوعظ والإرشاد، كلمة الوزارة، التي قال فيها: نحمدك ربنا يا من فتحْت قلوب العارفين بنور علمك، وسريْت بهم إلى منازل قربك، فعرجوا بها عرفانًا بذلهم وعزتك، أحمده سبحانه بما هو له أهل من الحمد وأثني عليه، وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه، وأصلي وأسلم على من أسرى به مولاه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وتوج بتاج الفخار فنال الفضيلة والمزية العظمى، صلى الله وسلم تسليمًا عليه، وعلى آله وصحبه وعلى كل من سار على دربه واتبع هديه إلى يوم الدين. إن النبوة والرسالة هما أجل مراتب الحياة وأعظم منازل المقربين عند الله، والله تعالى لا يختار لها إلا المصطفين الأخيار الكملة الأطهار، فلا يصدر عنهم ما يجعل الاقتداء بهم شرخاً في بناء الاستقامة، فسبحان من تفرد بالكمال المطلق خص من بينهم سيد الأولين والآخرين وخاتم النبيين والمرسلين محمداً صلى الله عليه وسلم بكمال الرسالة الخالدة فحاشا أن يكون لاختلاف الزمن في جلال نبوته وصدق رسالته وعظمة دعوته ما يبعث الشك والتلبيس ويكون آخر الرسالة غير أولها، لأن النبوة قبس من ومض الاصطفاء الإلهي، يبدو في مشرقه خفيا، ثم ينتهي في إشراقه نورا بهيا وهو صلى الله عليه وسلم الحقيقة الكبرى للإنسانية المستخلفة في الأرض تستمد الأجيال في أعصرها المختلفة من هديه نورا يضيء لها آفاق الحياة، ويشرح لها بقدر ما يطيق كل جيل من تحمل أمانة الله في إدارك الحقائق الكونية "وقل الْحمْد لله سيريكمْ آياته فتعْرفونها".

وأضاف في كلمته: كانت حادثة الإسراء والمعراج فتحًا عظيمًا للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعد أنْ وجد ما وجد من عنت قومه ولأوائهم وضيْق أفقهم؛ فهيأ الله تعالى له رحلةً امتدتْ لتشمل الأرض والسماء، وتضم الأجزاء والجوزاء، وتحمل في تضاعيفها أفقًا رحبًا من الأمل لحياة أمة ناشئة في مهدها. ولا ريب أن حادثة الإسراء والمعراج وهي تكتب بمداد نورها في سطر الحفاوة الربانية نفحات الفرج وزوال الشدة والبلاء، وتنسج للأمة المسلمة وهي تعيش عالم اليوم بكل ما فيه منْ تقلبات وتجاذبات أملا باسمًا يغمره التفاؤل، وكأن صداها يتردد بين الخافقيْن، "رغم النكبات والمحن، والنـزغات والإحن، يمتد روح الأمل والخير، إذْ إن اشتداد الأزمات مؤذن بالفرج القريب، وطول ظلام الليل معقوب بإشراقة نور الفجر". إن الوفاء الأبدي وصدْق المبدإ الذي تربى عليه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم السابقون؛ جعلهم يقابلون هذه الحادثة بالتصديق الخالص، بل ضاعف علائق حبهم به صلى الله عليه وسلم، وجعلهم يشدون معه الخطى في وضع لبنات البناء الأولى لكيان الأمة الإسلامية، ولا غرابة؛ فقدْ قال الله تعالى عنه واصفًا وآمرًا: {فبما رحْمة من الله لنْت لهمْ ولوْ كنْت فظا غليظ الْقلْب لانْفضوا منْ حوْلك فاعْف عنْهمْ واسْتغْفرْ لهمْ وشاورْهمْ في الْأمْر فإذا عزمْت فتوكلْ على الله إن الله يحب الْمتوكلين}، وفي ذلك عبر جلى لنا جميعًا تتجلى في صدق الاتباع والمحبة، وتصديق ذلك في واقع الحياة، ليتحقق وجود الأمة في عالم الشهود.

وقال العزري إن احتفاء وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بهذه المناسبة يأتي متزامنًا مع أحداث جسام تمر بها الأمة المسلمة، وهي التفاتة ظاهرة وتوجه حصيف لبث معالم الفأل الحسن في كيانها، والله نسأله أنْ يكتب لها أمر خير ورشد وسلام، تأتلف بها القلوب ويجتمع بها الشتيت، وتكتسي بها حلل الخير والبهاء، وهي ترتدي تاج الشموخ في هذا الزمن الصعب. وأسمى عبارات الشكر والعرفان بهذه المناسبة العطرة نرفعها لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، حفظه المولى تعالى وهو يرفل في ثوب الصحة والعافية، وأن يعيد عليه المولى جلت قدرته وتعالت عظمته هذه المناسبة بكل اليمن والخير والبركة وعلى الشعب العماني المسلم والأمة الإسلامية وهي في مقام العزة والرفعة والتمكين.شكرًا لكم راعي حفلنا على رعايتكم الكريمة لهذا الاحتفاء البهيج، شكرًا لكمْ حضورنا المبارك، والشكر أجزله أبعثه لكل منْ أسهم في إخراج هذا الحفل بهذه الحلل البراقة.

تعليق عبر الفيس بوك