المستشفى السلطاني ينجح في استئصال ورم سرطاني منتشر في أعضاء متفرقة بالحوض وتشكيل مثانة بديلة

مسقط - الرؤية

استطاع المستشفى السلطاني، ممثلا بوحدتي جراحة القولون والمسالك البوليّة من تحقيق إنجاز طبي نوعي في مجال علاج الأورام هو الأول من نوعه في السلطنة. حيث تمكن طاقم طبي جراحي بالمستشفى السلطاني من استخدام تقنية علاجية نوعية تتمثل في استئصال ورم سرطاني من الدرجة الرابعة منتشر في أعضاء متفرقة بالحوض إلى جانب تشكيل مثانة بديلة للبول بواسطة الأمعاء الدقيقة.

وأجرى هذا التدخل الجراحي فريق من المستشفى السلطاني مكون من الدكتور مرتضى القبطان والدكتور راشد بن محمد العلوي والدكتور سالم البوسعيدي والدكتور عامد بن خميس العريمي والدكتور سامح إبراهيم والدكتور محمود شعبان وبالتعاون مع أطباء التخدير والكادر التمريضي.

وتمثلت العملية الجراحية في استئصال الورم المنتشر في أعضاء المستقيم والمثانة والبروستاتا وأجزاء أخرى بمنطقة الحوض وفتحة الشرج، بعدها قام الأطباء بتشكيل مثانة إصطناعية من أجزاء الأمعاء الدقيقة ثم ربطها بالحالبين، بعد ذلك قام الكادر الطبي بترميم جداري الحوض السفلي والبطن، وفي المرحلة الأخيرة من التدخل الجراحي، تم وضع علاج كيماوي مُسخن في بطن المريض لمدة ساعة كاملة، واستغرقت العملية الجراحية حوالي 8 ساعات.

وقال الدكتور راشد العلوي استشاري جراحة القولون "غالباً ما يجرى هذا النوع من التدخلات الجراحية في الدول المتقدمة في المجال الطبي، والمراكز المتخصصة، نظراً للحاجة الماسة إلى توافر طاقم جراحي متكامل من تخصصات طبية عديدة يمتلكون المهارة والدقة اللازمة لإجراء مثل هذه العملية الجراحية الدقيقة".

وأضاف " تتجلى صعوبات هذا النوع من التدخلات الجراحية حيث إنّ نسبة نجاح العملية الجراحية ضيئلة ولا تعدو عن 50%، نظراً لانتشار الورم في أماكن متفرقة من الجسم، والحاجة إلى تشكيل مثانة بديلة بواسطة الأمعاء الدقيقة، إضافة للحاجة إلى تواجد كادر طبي متخصص لمتابعة الوضع الصحي للمريض ما بعد العملية".

وتابع "هناك العديد من المميزات لهذا التدخل الجراحي يتمثل في استئصال الأورام المنتشرة في الجسم والتخلص منها، وتحسن الحالة الصحية للمريض إلى جانب قدرته على مزاولة الأنشطة الحياتية بشكل اعتيادي، وذلك بعد خضوع المريض إلى برنامج تأهيلي متكامل بما ذلك التأهيل الجسدي وبرنامج التغذية إلى جانب مراقبة موضع العملية والتحقق من سلامة المؤشرات الحيوية للمريض. من جانبه قال المريض شنون السيابي"في البداية قدمت إلى المستشفى السلطاني بهدف العلاج نظراً لما أعانيه من مشاكل صحية وآلام مبرحة، عليه تم إجراء عدد من الفحوصات الطبية، والأشعات المقطعية، فتبين بأنني أعاني من أورام منتشرة في أنحاء متفرقة بالجسم، لذلك قررت السفر إلى الخارج من أجل العلاج، ولكن كانت نتيجة التشخيص والإجراءات العلاجية المقترحة في تلك البلاد مماثلة لتلك التي وصفت لي بالمستشفى السلطاني، لذا قررت العودة إلى الوطن من أجل إجراء العملية الجراحية في السلطنة، وذلك لما يزخر به وطننا المعطاء من مؤهلات وكفاءات طبية تضاهي الدول المتقدمة طبياً، فتم إجراء العملية الجراحية - ولله الحمد والمنة - فقد تكللت العملية الجراحية بالنجاح بفضل الله، والطاقم الجراحي المُكون من 12 طبياً، والكادر التمريضي، ورغم أن نسبة نجاح مثل هذا التدخل العلاجي لا تزيد عن 50%، إلا أن ثقتي بالفريق الطبي المتميز كانت الدافع الأكبر لإجراء هذه العملية الجراحية بالمستشفى السلطاني، وأتوجه بالشكر والعرفان إلى هذا الطاقم الطبي والتمريضي الذين سهروا على العناية بي طيلة فترة إقامتي بالمستشفى، وأنا حالياً ولله الحمد أرفل بالصحة والعافية حيث أصبح بإمكاني مزاولة أنشطة حياتي بصورة طبيعية".

يذكر أنّ المريض قد أكمل شهره الخامس منذ إجراء العملية الجراحية حيث يتمتع بالصحة، وجميع الفحوصات السريرية والأشعات المقطعية تؤكد على خلو جسم المريض من الأورام السرطانية.

تعليق عبر الفيس بوك