"الصحة" تحتفل باليوم العالمي للتوعية بالتوحد تحت شعار "مختلفون.. لكن مميزون"

التأكيد على ضرورة تكاتف الجهود لتحجيم المرض

كتب - تركي الحوسني

تصوير/ خميس السعيدي

شاركت السلطنة -مُمثلة بوزارة الصحة- دول العالم، الاحتفالَ باليوم العالمي للتوعية بالتوحد؛ وذلك تحت رعاية صاحبة السمو الدكتورة تغريد بنت تركي بن محمود آل سعيد، وبحضور عدد من المكرمين وأصحاب السعادة أعضاء مجلسي الدولة والشورى، والدكتور أحمد البوسعيدي مدير دائرة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة، وعدد من المسؤولين والمختصين والمهتمين بمجال طيف التوحد والعديد من الجمعيات الأهلية، في الساحة المفتوحة بمجمع جراند مول بالخوير.

واستهدف الحفل المصابين بالتوحد وأسرهم، وكذلك العاملين في القطاع الصحي والمنظمات والجمعيات الأهلية وصُنّاع القرار في القطاع الصحي وكافة فئات المجتمع.

بدأ الحفل بكلمة ألقاها الدكتور أحمد البوسعيدي مدير دائرة الأمراض غير المعدية؛ أوضح من خلالها أهمية الاحتفال بهذا اليوم، وضرورة تكاتف جهود أفراد المجتمع والمؤسسات الأهلية والحكومية في سبيل الاهتمام بمرضى طيف التوحد باعتبارهم احد مكونات المجتمع لهم حقوق اساسية مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية. كما تطرق في كلمته إلى اهم الخدمات التي تقدمها قطاعات وزارة الصحة المختلفة للأطفال المصابين بالتوحد.

بعدها، ألقت الدكتورة أميرة بنت عبد المحسن الرعيدان رئيسة قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية، كلمة تعريفية بالمناسبة والمعرض المصاحب لها.. قالت فيها: "يحتفل العالم بالثاني من أبريل من كل عام باليوم العالمي للتوعية بالتوحد، وشعار التوحد هذا العام "مختلفون.. لكن مميزون". وبهذا الصدد، فإن وزارة الصحة تسعى لتفعيل هذا الاحتفال السنوي من خلال تنفيذ سلسلة من الحلقات التدريبية الخاصة بأولياء أمور الأطفال المصابين بطيف التوحد والعاملين في المجال الصحي، فضلا عن الأنشطة المجتمعية المتنوعة؛ حيث يجب أن ينعم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد بحيـاة كريمـة علـى أكمـل وجـه، في ظل ظروف تكفل لهم كرامتهم وتعزّز اعتمادهم على النفس وتسهّل مـشاركتهم الفعليـة في المجتمـع، وتمـتعهم الكامـل بجميـع حقـوق الإنـسان والحريـات الأساسـية علـى قـدم المـساواة مـع الأطفال الآخرين.

فيما أوضحت الدكتورة أميرة رئيسة قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية، أنَّ الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بالتوحد يهدف لتعريف المجتمع بهذا المرض وزيادة الوعي المجتمعي، ودمج أطفال التوحد في المجتمع وتعزيز الثقة بأنفسهم وقدراتهم من خلال استعراض مهاراتهم الفنية، وكذلك تقديم الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي للمصابين بالتوحد وأسرهم من خلال تقديم الاستشارات الطبية والتعريف بالخدمات المتوفرة، إلى جانب تشجيع الشراكة مع الجمعيات الأهلية الفرق التطوعية في المجتمع المدني من أجل نشر التوعية عن البرامج التربوية والتأهيلية. كما اشتمل برنامج الحفل على تقديم عرض مرئي عن اعراض إضطراب طيف التوحد وطرق التعامل مع المرضى المصابين به وطرق الكشف المبكر عنه.

بعد ذلك، قامت صاحبة السمو الدكتورة تغريد بنت تركي آل سعيد -راعية الحفل- مع الحضور بجولة في المعرض التوعوي المصاحب للفعالية والذي اشتمل على أكثر من 15 ركناً توعوياً لوزارة الصحة، الجمعيات الأهلية ذات الصلة مثل عيادة الصحة النفسية، ودائرة صحة المرأة والطفل، وقسم التغذية، والتطعيمات، والصحة المدرسية، والمستشفى السلطاني ممثلا بالمركز الوطني للصحة الوراثية، ومستشفى المسرة، مستشفى النهضة، ومستشفى جامعة السلطان قابوس، إضافة إلى الجمعية العمانية للتدخل المبكر، والجمعية العمانية للتوحد، وجمعية رعاية الأطفال، وعيادة الطفل السعيد، ومركز مسقط للتوحد، ومجموعة رعاية الأطفال المميزين المصابين بالتوحد.

وقالت صاحبة السمو: "انه ليثلج الصدر بأن نرى الاهتمام بجميع شرائح المجتمع المختلفة وتوعية الناس سواء أولياء الأمور أو المعنيين والمجتمع كاملا بمفهوم طيف التوحد، وضرورة تثقيفهم بأن الأطفال المصابين بهذا المرض هم أطفال عاديون جدا لهم حق العيش في المجتمع بكل كرامة وتقدير حالهم كحال بقية الأطفال الآخرين".. وأضافت صاحبة السمو: "أنا من ضمن المؤيدين لفكرة دمج أطفال التوحد في المدارس وإعداد المدرسين والمساعدين الإعداد الجيد وتثقيف أولياء الأمور؛ الأمر الذي نعتقد من خلاله أن يحصل هؤلاء الأطفال على فرص أفضل في كل نواحي المجتمع".

واشتمل المعرض التوعوي على ركن "استشارة طبيب" للأسر المتجولة في المعرض وركن لتوزيع "دليل مهارات التعامل مع الطفل المصاب بإضطراب طيف التوحد"، مشغولات يدوية إنتاج أطفال التوحد، وقسم الفنون التشكيلية لرسومات إنتاج أطفال التوحد، علاوة على ركن لفحص الأذن، وركن ترفيهي للأطفال.

ويذكر أن اضطراب طيف التوحد ليس مرضًا ولا إعاقة، وإنما هو اضطراب النمائي العصبي يصاب به الطفل قبل السنة الثالثة من عمره، ومن بين أعراضه ضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي نحو الأسرة والآخرين. وبحسب ما أبرزته الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فإن الاشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد هم أشخاص متساوون مع الجميع، حيث ينبغي أن يتمتعوا بحقوقهم كالآخرين.

تعليق عبر الفيس بوك