نيابة سناو بالمضيبي تضم سلسلة من المدافن الأثرية تعود لفترات زمنية مختلفة

المضيبي - الرُّؤية

تضمُّ نيابة سناو بولاية المضيبي الكثيرَ من حقول المدافن الأثرية التي تمتد لمسافات كبيرة في عمق الصحراء، وتعود إلى فترات زمنية مختلفة، امتدتَّ إلى ما بين نهاية الألفية الرابعة إلى الألفية الأولى قبل الميلاد. ويرجع سبب الاستيطان فيها إلى توافر المياه نتيجة مرور عدد من الأودية القادمة من جبال الحجر المتوجهة إلى عُمق الصحراء، إضافة إلى وقوعها على مفترق ما بين المناطق الزراعية في جبال الحجر والمناطق الصحراوية.

وتمَّ إجراء مسوحات وتنقيبات أثرية في عدد من هذه المقابر الاثرية؛ من أهمها: مقابر تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد وتحديدا إلى الحقبة الانتقالية ما بين فترة حفيت وفترة أم النار، ومقابر تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد وضمَّت العديد من اللقى الأثرية كالفخاريات وأواني الحجر الصابوني.

ومن أبرز الاكتشافات الأثرية التي عُثر عليها: قبرٌ يعود إلى نهاية العصر الحديدي (300 قبل الميلاد) ضمَّ رفات رجل توفِّي في عمر الخمسين دُفن مع أسلحته الشخصية ودُفن بالقرب من قبره جملان (ذكر وأنثى) تمَّت التضحية بهما بعد وفاة صاحبهما وتم دفنهما في حفرتين بطنت جدرانهما بالحجارة. وقد دفن الرجل على جانبه الأيمن ومعه سيف طوله 88 سم، إضافة إلى خنجرين ورداء وقبعة من الصوف. ووضع السيف أمام الميت ومقبضه باتجاه الوجه مباشرة والمقبض مغطَّى جزئيًّا بمادة العاج وصنع على شكل منقار نسر. كما وضع الخنجران على خصر الميت من الجانب الأيمن والأيسر.

وصُنع السيف والخنجران من مادة الحديد وبطنا بالفولاذ، ويعتقد أن مصدر أسلوب هذه الصناعة يرجع للحضارة الهندية التي ربما صنعت أول السيوف الفولاذية في العالم وانتشرت منها إلى الحضارات المجاورة ومنها عُمان. ويبدو أن الميت الذي دُفن في القبر كان من عِلْية القوم، ويُحتمل أنَّه كان زعيم القبيلة وهذا ما دل عليه السيف الذي دُفن مع الميت والرداء الذي يلبسه والجملان. ومن خلال دراسة بقايا المواد العضوية، يُلاحظ أنَّ الميت دفن ورأسه موضوع على وسادة ويرتدي حذاء من الجلد وبالقرب منه وضعت قبعته المخروطية المصنوعة من الصوف، إضافة إلى إناء من البرونز وضع عند جانبه الأيسر.

تعليق عبر الفيس بوك