"مؤتمر سلامة الغذاء": 14 ورقة عمل تناقش محوري "تتبع المنتجات" و"تشريعات الأغذية التقليدية"

الرزوق: إنتاج السمن النباتي عبر مزج شحم الخنزير بالزيوت النباتية يستدعي الحذر والتقييم

راشيم: تتبع سلسلة التوريد والمعالجة والتصنيع يسهم في سلامة المنتج الغذائي

القمشوعي: اللحوم والأسماك أكثر المنتجات عرضةً للغش.. و"المصادقة الجينية" تكفل التصدّي للتلاعب

دراسة: استخدام اللبان العماني لتحديد مصدر الدهون

مسقط - الرؤية

تواصلت أمس ولليوم الثاني على التوالي فعاليات مؤتمر سلامة الغذاء والأغذية التقليدية 2016م، والذي تنظمه بفندق قصر البستان وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والجهات المعنية الأخرى خلال الفترة من (12-14) أبريل الجاري.

ويهدفالأسبوع الذي يقام للسنة الثالثة على التوالي إلى تعزيز الوعي بأهميّة سلامة وجودة الغذاء لدى كافة شرائح المجتمع وصولاً إلى تحقيق معايير الصحة والسلامة لدى المستهلك، وتسعى الوزارة من إقامة المؤتمر إلى تسليط الضوء على المستجدات والقضايا الحديثة في المجالات ذات العلاقة بسلامة الأغذية والعمل على تبادل المعارف والأفكار والإنجازات البحثية الحديثة في مجال سلامة الأغذية والأغذية التقليدية، إلى جانب رفع مستوى الوعي بأهمية كفاءة الإنتاج وتمكين الصناعات الغذائية وتوسيع نطاق المنتجات الغذائية التقليدية والأساليب الحديثة لتسويقها في الأسواق المحلية والدولية مع الحفاظ على هويّتها العمانية.

تتبع المنتجات الغذائية

واستعرضت الجلسة الأولى من اليوم الثاني للمؤتمر (سلامة الغذاء وتتبع المنتجات الغذائية) وترأس الجلسة سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للزراعة، واشتملت على مجموعة من أوراق العمل، بدأت بورقة المهندسة موزة بنت عبدالله البوسعيدية - وزارة الزراعة والثروة السمكية- حول "التحديات والفوائد لأنظمة الرقابة الغذائية الفعّالة: تعزيز السلامة في مجال صناعة الأغذية البحرية في سلطنة عمان" وناقشت من خلالها منتجات المأكولات البحرية كونها تعد جزءاً لا يتجزأ من معظم المجتمعات وتقدم إسهامات هامة في التنمية والنمو الاقتصادي في كثير من البلدان، فهي مصدر أساسي للمواد المغذية ونظام غذائي متوازن، كما أنّ التقدم في أنظمة الإمدادات الغذائية والعمليات التقنية وسياسات تحرير التجارة ساهم في تعزيز الزيادة الإجماليّة في تجارة الأسماك العالمية، وقد أصبح الآن مصدرًا هامًا من مصادر النقد الأجنبي، وفرص العمل للعديد من البلدان على الرغم من الفوائد الإيجابية لعولمة وتحرير تجارة الأسماك في العالم، إلا أنّها خلقت العديد من التحديات للبلدان النامية، لا سيّما فيما يتعلّق بسلامة الأغذية وجودتها. الاشتراطات التي وضعتها المنظمات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) للأغذية وهيئة الدستور الغذائي (CAC)، ومنظمات التجارة العالمية من خلال اتفاقية الحواجز التقنية أمام التجارة (TBT) واتفاقية الصحة والصحة النباتية (SPS)، تمّ تبنيها من قبل الدول المتقدمة مع دول نامية أخفقت في تلبية هذه المتطلبات الصارمة.

ومن ثم قدم الدكتور أديب حيان الرزوق - جامعة ماليزيا- ورقة بعنوان "التقنية الحديثة للمصادقة على مصادر الدهون الحلال وغير الحلال باستخدام اللبان العماني" حيث أشار في ورقته بأنّ الغموض على وضع الحلال للمنتجات الغذائية المصنعة الجديدة في السوق يشكل مصدر قلق وإزعاج بين المستهلكين المسلمين. وعلى الرغم من هذا، يعد غش المنتجات الغذائية النهائية هو أيضًا مسألة مثيرة للقلق، على سبيل المثال، يمكن أن يتم مزج شحم الخنزير مع الزيوت النباتية لإنتاج السمن النباتي، وسمن الطبخ وغيرها من المنتجات الغذائية المتخصصة. لذلك يعتبر التقييم والتصديق على المنتجات الغذائية أمرًا مهما لأسباب أخلاقيّة، وقانونية، وغذائية دينية. حيث إن الغش ظاهرة شائعة يتم فيها استبدال المواد الغذائية الأصلية ببدائل أرخص وذات مستوى أقل، لذلك فإنّ تطبيق تقنيات جديدة لتحديد الغش في الزيوت والدهون هو أمر بالغ الأهمية في الكيمياء التحليلية والصناعات الغذائية. ويضيف المتحدث الدكتور أديب حيان الرزوق من خلال ورقة العمل بأنّ سلطنة عمان تشتهر بإنتاج صمغ اللبان وهو من المواد الصالحة للأكل، وقد استخدم في العديد من التطبيقات مثل المواد الغذائية ومستحضرات التجميل والطب التقليدي والأنشطة الفلكلورية. وكذلك فإنّ هذه المادة قد استخدمت منذ فترة طويلة على نطاق واسع كبخور وعطور بسبب المكونات العطرية في بنيتها الكيميائية. وتم في هذه الدراسة إدخال طريقة جديدة لتحديد مصدر الدهون باستخدام اللبان الموجود في سلطنة عمان تستند هذه الطريقة على ذوبان اللبان في الدهون الحيوانية المختلفة مثل شحم الخنزير والبقر وأنواع مختلفة من الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون وزيت النخيل وزيت فول الصويا وزيت عباد الشمس، وأظهرت النتائج أن ذوبان اللبان يتفاوت استناداً إلى مصدر الدهون والزيوت وهذا يعود إلى التركيبة الدهنية المختلفة للزيوت النباتية والدهون الحيوانية، كما ظهرت مجموعات وظائف كيميائية جديدة بعد ذوبان اللبان في عينات مختلفة، وتعد هذه الدراسة هي الأولى التي تطرح اللبان كمواد للتحقق من مصدر للدهون، وتعتبر هذه الطريقة جديدة وخضراء وسريعة للكشف عن غش الزيوت النباتية وللمصادقة على الدهون الحلال وغير الحلال.

بعد ذلك قدم شهول راشيم - مستشفى جامعة السلطان قابوس- ورقة عمل بعنوان "التتبع واسترداد المنتجات في أنظمة إدارة الخدمات الغذائية" ذكر فيها بأنّ سلامة الأغذية تعتمد بشكل كبير على الرؤية في جميع أنحاء سلسلة التوريد بدءا من الموردين إلى الإنتاج الأولي للمواد الغذائية ومعالجتها وتصنيعها ونقلها وتوزيعها وبيعها بالتجزئة والخدمات الغذائية. وزيادة وضوح المنتج في سلسلة التوريد الغذائية يعني وجود معلومات أكثر تفصيلا ودقة حول المنتج، ويحسن حركة البضائع في الوقت الحقيقي.

كما قدم الدكتور فريجال تانسي - كلية دبلن الجامعية- ورقة عمل حول "التحقق من صحة المعاملات الحرارية للمنتجات السمكية -متطلبات الامتثال" ناقش من خلالها ضرورة التزام جميع شركات الغذاء باللوائح الوطنية والدولية لسلامة الأغذية. حيث تشكل عملية التحقق من صحة المعاملات الحرارية للمنتجات السمكية - التي تضمن الطبخ والتبريد الكافي لهذه المنتجات لأجل السيطرة على البكتيريا المسببة للأمراض والفيروسات والجراثيم - جزءا من إجراءات الامتثال تلك وتوفر الضمانات للشركة وعملائها والسلطات التنظيمية بأن الشركة تنتج باستمرار أغذية سليمة ميكروبيولوجيا. والهدف من هذا الحديث هو إعطاء لمحة عامة عن مختلف معايير السلامة الغذائية اللازمة لإنتاج منتجات سمكية آمنة ميكروبيولوجيا ومبسترة ومعقمة لكل من الأسواق المحلية وأسواق التصدير، وإعطاء فكرة عن الدور الذي يلعبه المتخصص في التحقق من صحة المعاملات الحرارية في ضمان إنتاج مستمر من المنتجات السمكية الآمنة ميكروبيولوجيا مع خصائص الجودة الحسية المطلوبة.

وجاءت ورقة الدكتور بدر بن علي القمشوعي - جامعة الشرقية - بعنوان نحو أمن وسلامة الأغذية: تطوير بروتوكولات المصادفة الجينية لمنتجات اللحوم والأسماك في سلطنة عمان ذكر فيها بأن اللحوم والأسماك تعتبر من أكثر المنتجات الغذائية استهلاكا وتنوعًا في الأسواق، ونظرًا لعدد من العوامل فإن هاتين السلعتين تعتبر عرضة للغش والاستبدال حيث يتم استبدال المنتجات المحلية الغالية السعر على سبيل المثال بأخرى مستوردة أرخص كلفة ولذا فانه من الضروري القيام بفحوصات المصادقة الجينية في هذه العينات باتباع الباركود الجيني الذي يتم التعرف من خلاله على مصدر الحيوان أو الإسماك لهذه اللحوم أو المنتجات. وعليه فإنّ الهدف من التجربة التعرف على سلسلة الجينوم الجزيئية والمكونة للباركود الجيني لكل نوع من الحيوانات المنتجة للحوم وحفظ هذه السلاسل الجزيئية لتكون مرجع يتم الاستدلال عليه في الفحوصات المختبرية مستقبلا. كما تشكل فحوصات الجينوم فرصة لاستنباط سلاسل باركود جزئيه لأصناف غير مسجله مسبقا وهو ما يهدف إليه مشروع الدراس

وتطرقت ورقة الدكتور علاء داؤود سلمان -وزارة الزراعة والثروة السمكية- لموضوع "تأثير علف الحيوان على المنتجات الحيوانية وصحة الإنسان" أشار فيها بأنّ العلف الآمن هو عنصر أساسي لتقليل ومنع مخاطر سلامة الأغذية التي تدخل في السلسلة الغذائية. وفي الآونة الأخيرة كان هناك دليل واضح على المخاطر الجديدة أو الناشئة في توريد المواد الغذائية التي تتعلق بأعلاف الحيوانات، مرض جنون البقر، ومعترف بها حديثا كمواد غير المرغوب فيها مثل الميلامين والديوكسينات، ووجود الكائنات الحية المعدلة وراثيا والمحاصيل والانزيمات في الأعلاف.

الأغذية التقليدية.. التصنيع والتشريعات

وترأس سعادة محسن بن خميس البلوشي المستشار بوزارة التجارة والصناعة- عضو مجلس إدارة الطيران العمانيالجلسة الثانية من مؤتمر سلامة الغذاء في يومه الثاني، وناقشت الجلسة محور "الأغذية التقليدية.. التصنيع، التسويق، والتشريعات" حيث قدم الدكتور إبراهيم المدفع - بجامعة فيينا - النمسا ورقة بعنوان "جوانب السلامة في إضافة المواد المغذية (دعم الأغذية) مع التركيز على دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" موضحا بأنّه إضافة المواد المغذية إلى الغذاء قد يشكل وسيلة فعالة لتحسين الحالة الغذائية عندما تكون أساليب أخرى مثل تنويع النظام الغذائي والتثقيف الغذائي ليست ناجحة أو معمول بها بما فيه الكفاية ويعتبر الإغناء الإلزامي برقابة حكومية للمواد الغذائية الأساسية مثل دقيق القمح أو الأرز هو خيار السكان ذوي نظام غذائي موحد وقليل التنوع إلى حد ما يوفر المعرفة والبنية التحتية اللازمة لعمليات الطحن والتوزيع. في المقابل يوفر الإغناء التطوعي قدرًا أكبر من المرونة ولكن يتطلب أيضا مزيدًا من الاستقلالية للمستهلكين والمنتجين وأساسا قانونيا لضمان سلامة المستهلك.

وقدمت الدكتورة ايدين كيفيت - كلية دبلن الجامعية ورقة عمل بعنوان "الأغذية التقليدية - من منظور أوروبي" ذكرت بأنّ كلمة "تقليد" في بعض الدول الأوروبية تعني أنه يجب أن يكون الطعام أو الشراب المتخصص قد أنتج في المنطقة لمدة لا تقل عن 50 عاما، وتحدد برامج الجودة الخاصة بالاتحاد الأوروبي المنتجات والمواد الغذائية المزروعة والمنتجة التي تتبع مواصفات صارمة في ظل السياسة الأوروبية حول جودة المنتجات الزراعية.

وتناولت ورقة الدكتورةديبرا إنزينباتشر- جامعة السلطان قابوس- ورقة حول "الأطعمة التقليدية والسياحة في سلطنة عمان: المسارات السياحية كوسيلة للتنمية الاقتصادية المستدامة" وتحلل هذه الورقة اتجاهات السياحة في عمان وتشير إلى أن الجهود المبذولة لتطوير السياحة الغذائية التقليدية في عمان قد تساعد على توفير مسارات جديدة للتنمية الاقتصادية المستدامة.

واستعرض الدكتور لويس اسوري - مركز تقنيات الأغذية - أسبانيا ورقة "هل يمكن الابتكار في المنتجات الغذائية التقليدية بنجاح؟" في هذه الدراسة تمّ البحث في قبول مختلف الابتكارات في المنتجات الغذائية التقليدية، والتركيز على تعريف مفهوم "تقليدي" و "ابتكار" من وجهة نظر المستهلكين وتم الجمع بين الأساليب النوعية والكمية لفهم أفضل وتوقع احتمالات النجاح عند تطبيق ابتكارات عامة مختلفة ومحددة في المنتجات الغذائية التقليدية.

وبشكل عام توجد إمكانيات كبيرة لإدخال الابتكارات في المنتجات الغذائية التقليدية، دون التقليل من صورتها التقليدية، خصوصًا بالنسبة لتلك الابتكارات المتعلقة بأصالة المنتج.

قد تدعم المعلومات الواردة في هذه الدراسة المشاريع الصغيرة والمتوسطة عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالاتصالات، ومواقع المنتجات والتطورات الجديدة في سوق المواد الغذائية التقليدية وعند تطبيق الابتكارات الغذائية في المنتجات الغذائية التقليدية.

وقدم محمد بن حمد الرزيقي- كلية دبلن الجامعية- ورقة بعنوان "تحسين القيم المضافة لمنتجات المأكولات البحرية التقليدية في سلطنة عمان" وتهدف الدراسة إلى تحليل فوائد نظام سلسلة منتجات المأكولات البحرية التقليدية في شركة الأسماك العمانية. علاوة على، تحليل فوائد التكاليف المتوقعة CABلتطوير سلسلة قيمة جديدة لمنتجات المأكولات البحرية التقليدية للمنتج العماني ويعتبر البحث مفيد لكل من المنتجين والأكاديميين فيما يخص الفوائد المرجوة من سلاسل الإمدادات السمكية التقليدية وتخلص هذه الدراسة إلى الفائدة النسبية في سلسلة توريد المأكولات البحرية بين مختلف الدول وكيفية حساب القيمة الإضافية لتسمية المنشأ المحمية في سلسلة الإنتاج الحقيقية إلى إجمالي الفائدة المضاعفة للناتج المحلي الإجمالي.

كما ناقشت ورقة العمل "تأثير ظروف التعبئة والتغليف على أكسدة الدهون والخواص الحسية والميكروبيولوجية للحم الإبل" التي قدمها الدكتور ساجد مقصود - جامعة الإمارات العربية المتحدة- تجميد الحليب الطبيعي المجفف والكازين ومصل اللبن من أربع سلالات مختلفة للإبل وسلالة واحدة من البقر وكشفت النتائج أن جميع مجموعات البروتين من البقر وحليب الإبل أظهرت فصلا ملحوظا، بروتينات الكازين في سلالة البقر هاجرت بشكل أسرع واستبقيت بأوزان جزيئية أقل من كازيين سلالات الإبل، وقد كانت مجموعة الاكتوغلوبولين في حليب البقر كثيفة، في حين أنّه كان غائبًا في جميع سلالات الإبل.

واشتملت ورقة الدكتور/ ميان محمد رياض- جامعة تكساس التي جاءت بعنوان "الأخطار المحتملة في الأغذية: ضمان مبدأ "حلال طيب" في الأغذية"صناعة الأغذية الحلال تحتاج للنظر في بعض الأخطار الإضافية لجعلها طيبة، أي، صحية ونظيفة، ويمكن تعريفها كمخاطر الأغذية الدينية، وواحدة من المخاطر الأكثر جدية هو انتقال التلوث مع المكونات الغذائية غير الحلال. والثانية هي صعق الحيوان قبل أو مباشرة بعد الذبح، والثالث هو الأخطر هي البيئة السامة التي توجد بين هيئات التصديق الحلال، وبالتالي يتعين على المجتمع المسلم معالجة كل هذه القضايا لتضمن من امداداتها الغذائية ليست فقط حلال وإنما طيبة أيضا.

واستعرضت الدكتورة سارة جاين بورك- جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية ورقة حول " أطلس الصور الفوتوغرافية للوجبات الغذائية لإمارة أبو ظبي"هو أول أطلس غذائي تم تطويره لاستخدامه في دولة الإمارات العربية المتحدة. وعلاوة على ذلك، فإنّه يحتوي على أكبر مجموعة من الحصص الغذائية لمثل هذا النشر في الشرق الأوسط، وسوف يكون بمثابة أداة قيمة في البلدان أخرى لتقوم بالتقييم الدقيق للأطعمة المتناولة في الشرق الأوسط والإمارات العربية المتحدة.

واشتملت الجلسات على نقاش المشاركين وطرح عدد من الأسئلة والاستفسارات لتوضيح بعض النقاط والمواضيع طبقًا للأوراق العلمية التي تم استعراضها خلال الجلستين وشهدت تجاوبا كبيرا من قبل الحاضرين.

تعليق عبر الفيس بوك