مواطنون: نظرة المجتمع لعمل المرأة في تطور مستمر.. والعادات تقيد خوضها بعض المجالات

قالوا إن للمرأة الحق في إثبات كفاءتها في مختلف المهن

يحيى البلوشي: الرافضون لعمل المرأة من حيث المبدأ يدّعون تمسّكهم بالعادات والتقاليد أكثر من غيرهم

محمد الغيثي: النساء شقائق الرجال ومن حقهنّ المساهمة في بناء المجتمع بمختلف التخصصات المهنيّة

فاطمة الهاشميّة: الأزواج يرفضن عمل الزوجات في مهن بعينها تجنبًا للاختلاط والتواصل المباشر مع المراجعين

أميرة السنانية: هناك من يتشدد في تقييم عمل المرأة بدعوى أنّ خروجها من المنزل مكروه على إطلاقه

الرؤية - عهود الهنائية

قال عدد من المواطنين إنّ نظرة المجتمع تجاه عمل المرأة في كافة المهن تتطور تدريجيًا، وإنّ كانت هناك فئات لا تزال تتمسك بالنظرة السلبية لعمل المرأة من حيث المبدأ، وإن سمحت بذلك إنما تسمح في أضيق الحدود وتتحكم في اختيار المهن التي تراها مناسبة للمرأة بدعوى أنّ طبيعتها كأنثي لا يناسبها إلا عدد قليل من المهن. وأرجع البعض رفض عمل المرأة على نطاق واسع إلى الخوف من التأثيرات السلبية للاختلاط في بيئة العمل بين الجنسين، واحتمال الوقوع فيما يخالف تعاليم الدين. وأكّد المشاركون في استطلاع "الرؤية" أنّ من يبررون نظرتهم السلبية بالتمسّك بالعادلات والتقاليد يرفضون تطور المجتمعات والتعامل مع المرأة باعتبارها مواطنا وإنسانا كامل الحقوق ومن حقه أن يستفيد من شهاداته التعليمية وأن يسعى ليوفر استقرار ماديا مستقلا.

وقال يحيى بن إبراهيم البلوشي إن النظرة القاصره لدى البعض حول المهن التي تشغلها النساء ترجع إلى تأثره بالجانب غير المتطور في العادات والتقاليد التي تتميز بها الدول العربية والاسلامية والمعتقدات الخاطئة حول طبيعة العديد من الوظائف التي قد تشغلها المرأة والتي يعتقدون أنها لا تناسب المرأة، كما أنّ ثقافة العمل في الدول العربية والإسلامية لا تزال تتقيد بأنّ على المرأة أن تعمل في بيئة تناسب طبيعتها ولفترات زمنية أقل من الرجل واستبعاد المرأة تماما من الوظائف التي تفرض عليها البقاء خارج منزلها لساعات متأخرة ليلا.

وحول مدى سماح المجتمع بعمل المرأة في كافة المهن على اختلاف تخصصاتها، قال البلوشي إنّ بعض الوظائف تتطلب تواجد المرأة بعيدا عن بيتها لفترات طويلة قد تصل إلى أسبوعين أو ثلاثة، وهو ما لا يتناسب مع وضع المرأة خصوصًا المتزوجة، وفي هذه الحالة يرفض الزوج أو العائلة استمرارها في ذلك العمل.

وعن الأعمال التي يمكن أن تجد المرأة معارضة أسرية بشأنها، يرى البلوشي أنّ منها الوظائف التي قد تشغلها في الصحراء والشركات النفطية والعمل هناك بنظام المناوبة التي تستمر لأسبوعين متواصلين في مقابل أسبوعين إجازة وهو ما قد لا يتناسب ووضع المراة في الدول العربية والاسلامية إضافة إلى الأعمال الخاصة في قطاع الإنشاءات والبناء والتي تتطلب جهدًا بدنيًا عاليًا.

تغير نظرة المجتمع

ورداً على سؤال حول مدى إمكانيّة تغير نظرة المجتمع لعمل المرأة، قال البلوشي إنّ من الممكن تلك النظرة إذا جرى توفير البيئة المناسبة للمرأة كي تؤدي عملها بكل سهولة ويسر بعيدًا عن الضغوط والاختلاط الكثير حيث يفتح ذلك آفاقًا أمام المرأة للتجربة وخوض غمار هذا التحدي شريطة الالتزام بتعاليم الدين. ورفض يحيى البلوشي الاستخفاف بأهميّة مساهمة المرأة في جهود التنمية بمختلف القطاعات، مستشهدًا بالكثير من الوظائف التي تشهد على نجاح المرأة وكفاءتها متى ما أتيحت لها البيئة المناسبة، بدليل نجاحها في تولى مسؤوليات وزارات كاملة في السلطنة.

وقال محمد الغيثي إنّ النساء شقائق الرجال ولهن أدوار هامة في الحياة ويجب أن تتاح لهن الفرصة حتى يساهمن في تطوير المجتمع ويدفعن به، وفي الآونة الأخيرة أصبحت المرأة تعمل في مجالات عديدة وأثبتت جدارتها. وأشار الغيثي إلى أن وجهات نظر فئات المجتمع حول عمل المرأة تتفاوت من شخص إلى آخر فهناك من يؤيد عملها والبعض يرى أنّه يجب عليها أن تتفرغ لتربية الأبناء والقيام بالأعمال المنزلية. ولا يوجد ما يعيب عمل المرأة طالما أنه لا يتعارض مع تعاليم الدين فقد كانت النساء تعمل على أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وكن يشاركن أزواجهن أعباء المعيشة وهناك العديد من الأعمال تلعب المرأه دورًا هامًا فيها.

وأضاف الغيثي أنّ نظرة المجتمع تختلف تدريجيا عما سبق فيما يتعلق بعمل المرأة حيث تتزايد نسبة الوعي بأهمية عمل المرأة في ظل حرصها على إثبات كفاءتها المهنية في شتى المجالات واكتساب الخبرات. بل إنّ كثيرا من النساء أصبحن في أعلى المراكز القيادية جنباً إلى جنب الرجل، لكن يمكن أن تسمح بعض الأسر لبناتها بالعمل في وظائف لا تتناسب وطبيعة الأنثي وإن كانوا يسمحون لها بالعمل المناسب باعتبار ان الأسرة تحتاج إلى من يدعمها بدخل ثابت وليس لديهم من يعينهم غير الله لذا يجدون أنفسهم أمام الأمر الواقع أحيانا.

وأكد الغيثي أنّ التطور في مفاهيم المجتمع غيّر كثيراً من النظرة السلبية تجاه عمل المرأة، لكن يبقى على المرأة أن تتجنب الأعمال التي تتنافى مع تعاليم الدين والتي يكون فيها من الاختلاط وغيره من الأمور المنافية. وقالت فاطمة الهاشمية إنّ النظرة الدونية لعمل المرٲة كانت عائقاً كبيراً لأغلب نسائنا بحجة أنّ العمل سيكون مختلطا ويبعدها عن واجباتها تجاه بيتها وعائلتها وزوجها، فضلا عن تأثير العادات والتقاليد لكن هذه الأفكار بدٲت تتلاشى بعض الشيء. وأشارت الهاشمية إلى أنّ الرجل قد لا يسمح للمرٲة بالعمل في جميع المهن لما في بعضها من الاختلاط الكبير بين الجنسين، فضلا عن أنّها قد تكون مهنا متعلقة بالتواصل المباشر مع الزبائن أو المراجعين لتلك المؤسسة أو جهة العمل وهو ما لا يقبله البعض، فضلا عن المهن التي تتطلب منها العمل في ساعات متاخرة من الليل.

تلاشي الأفكار السلبية


وأضافت الهامشية أنّه مع التطور الملحوظ في مجتمعاتنا فإنّ هذه الأفكار تتلاشى تدريجيا وقد تنعدم مع زيادة الالتزامات والاحتياجات وتفهم البعض لها. كما أنّ ازدياد حصيلة المرٲة العامله دليل على صمود وطموح المرٲة للعمل.

وعمّا يمكن وصفه بأنّه بات عقيدة ترسّخت في عقول الناس منذ سنوات عديدة وتناقلتها جيلاً بعد جيل حول أن المرأة خلقت فقط لأعمال المنزل وتربية أبنائها، قالت أميرة السناني إنّ البعض لا يزال ينظر لعمل المرأه بأنّه يخالف تلك العقيدة المتوارثة فيما يرى آخرون الموضوع من ناحية دينية فقط باعتبار أنّ مجرد خروج المرأة من منزلها أمر مكروه.
وحول سماح المجتمع بعمل المرأة في كافة المهن، قالت السنانية: لا يسمح الرجل أو مختلف فئات المجتمع بعمل المرأة في مهن معينة بدعوى أنّ طبيعة المرأه الفيسولوجية لا تسمح لها بالعمل في المهن الهندسية مثلا أو تلك المهن التي تتطلب قوة وجهدا ومن جانب آخر يشترط البعض أن تعمل المرأة بمهن مثل التدريس أو الخياطة وغيرها من الأعمال التي لا يكون فيها اختلاط. وأرى أنّ المجتمع إلى الآن لا يتقبّل عمل المرأة في الإعلام ومجالات الرياضة النسائية، ومن الممكن أن يتغير فكر المجتمع إلى الأفضل تدريجيًا، بدليل تطوره حاليًا مقارنة بما سبق، حيث بات الكثيرون ينظرون للمرأه على أنّها قادرة على منافسة الرجل بل والتفوق عليه. وأضاف أنّ المرأة بكل تأكيد قادرة على إثبات حقها في العمل لأنّ المرأة كالرجل وتريد أن تحقق ذاتها والاستفادة من شهاداتها العلمية والإحساس بالاستقرار المادي.

تعليق عبر الفيس بوك