"المرأة الألفا"

معاوية الرواحي

"Don't scare a young man by your intelligence"

هي جملة سمعتها من كثير من الشابات بصيغ مختلفة.. لا تخوّفيه بقوة شخصيتك.. كوني مطيعة.. لا تناقشيه كثير.. لا تهزميه في الشطرنج.. لا تتفوقي عليه في هواية يحبها... إلخ. وللأسف ما تزال هناك أسر تربّي بناتها بهذه العقليّة، ولسوء حظ مجتمعاتنا هناك من يتأخر زواجهن أو لا يتزوجن بسبب قوة شخصياتهنّ أو تفوّقهن.

أخي الرجل، اظفُر بما تُسمى "الألفا فيميل"* تسعد في حياتك، فهي ستكون معك لأشياء كثيرة ليس منها أنّك "ظلّ راجل"، ستكون معك لأنها تريدك وليس لأنك الوسيلة الوحيدة كي تعيش ما حُرِمت منه في بيت أهلها.

وحدهم المتزوّجون من الألفا فيميلات يعرفون عمّاذا أتحدث.

احترامي لكم..

وحبي له

smile emoticon

*alpha female

زوان السبتي / 4 أبريل 2016

&&&

وقع عقلي ذات يوم على هذا المنشور للأستاذة زوان الستبي. يقع المنشور في نطاق الخصوصية (العام) الذي يمكن أي إنسان لديه قدرة على دخول الفيس بوك من رؤيته، ومع ذلك احتياطيا قمت باستئذان كاتبته لوضع نسخة منه في مقالي وقامت مشكورة بمنحي الإذن بعد تذكيري بلطف أن المنشور: علني أصلا !! فرددت عليها: أعلم ولكن ليت قومي يعلمون.

تطرح زوان موضوعا مهما للغاية، يبدو لها من حيث التعريف الذي وسمت به نفسها في النهاية (alpha female) فما هي الألفا فيميل؟

الألفا تأتي من الحرف الأول في الألفباء الإغريقية، وهي تعني في حالات مختلفة (الأول أو الأعظم) والمقابل لكلمة (Alpha female) هي كلمة )Alpha male) ومثلا في قطيع الذئاب يحمل (ذكر) القطيع صفة (Alpha male) بعد حروب وتحديات مدروسة مع باقي القطيع.

شتّان بين ذكر القطيع والألفا فيميل. المجاز اللغوي يحمل معناه المبسط للغاية. إنها المرأة (القوية) ولا نتحدث عن المرأة العنيدة فالعناد من صفات المرأة الضعيفة غالبا لا نتحدث عن قوة العناد، ولكن عن القوة العنيدة التي تحافظ على قوتها مهما كانت التضحيات والأسباب.

لماذا الألفا فيميل؟

تسرد زوان القليل للغاية مما كنت أتمنى أن يكون محوراً لمقالات تفصيلية. المرأة القوية ليست هي المرأة العنيدة التي تفرض قوتها بالسلاح المعتاد (الضعف ولي الذراع)، وهنا في رأيي يأتي الخلاف المعتاد سواء في المجتمع العماني أو العربي، أو العالمي.

سلاح الضعف (سلاحٌ قوي) للضعفاء. مثل العناد، تقوم به المرأة الضعيفة لأنها تفتقر إلى أدنى شعور بالأمان الداخلي مع الشريك، وفي المقال الذي أتمنى من الأستاذة زوان كتابته، ذكرت شيئا مهما عن (تربية المجتمع للنساء) وهنا سندخل في مجال يمس القارئ، في تربية البنات وفي العلاقة مع الأخوات أو القريبات. هل تريد لقريبتك أن تكون امرأة (غالجة) تمارس السلاح القوي (العناد) والدموع، أو الأسلحة الكلاسيكية التي تخدع الرجل بإعطائه شعورا أنه مالك كل شيء في المنزل ويتم لاحقا استخدام القوة الداخلية للضغط عليه؟ بالحيلة والمكر وكيدهن العظيم؟

عائلات انهارت تحت وطأة ذلك، سواء بسبب ردة الفعل الشرسة من قبل الرجل الذي فقد (الهناءة) في المنزل، أو من قبل المرأة التي بالغت في استخدام الأسلحة القوية التي تملكها كل امرأة (ضعيفة)، العناد القوي يختلف عن القوة العنيدة.

تمتاز المرأة الألفا بقوة عنيدة، فهي لا تمارس قوتها ضد الشريك وإنما معه، فهي إما تمده بالقوة ليكون أقوى، وإما تحافظ عليه قويا لتحافظ على مصدر قوتها، تتمحور قوة المرأة الألفا بشكل كبير في الاستقلال العقلي لا السلوكي، فالسلوك خاضع كليا لاتفاقات ثنائية أكثر مما هو خاضع لمنظومة المجتمع، ومهما أعطينا المجتمع قوة افتراضية أو معنوية فإنه لن يتجاوز ذلك في حالات الزواج الحديث، الزواج المتصالح مع المجتمع من بعيد.

تؤكد زوان: "اظفُر بما تُسمى "الألفا فيميل" تسعد في حياتك، فهي ستكون معك لأشياء كثيرة ليس منها أنّك "ظلّ راجل"، ستكون معك لأنها تريدك وليس لأنك الوسيلة الوحيدة كي تعيش ما حُرِمت منه في بيت أهلها"

وتستخدم فعل الأمر (اظفر) وهذا يستحق الانتباه. هل تستحق المرأة الألفا العناء؟ ومن الذي سيجد راحةً في الحياة مع المرأة الألفا؟؟

يختلف البشر، يختلفون في ما يظهرون وما يخفون. هناك من الرجال الذين يفضلون اتخاذ القرارات الحياتية الكبرى في الحياة الزوجية وهذا ليس سيئا، فهناك نساء أيضا تربين على هذا الشكل، أو ربين أنفسهن على هذا الخيار، منهن من وجد الشريك المناسب ومنهن من يمارسن كل أنواع العناد لتغيير الشريك الذي يعاملها (كشريك) لتكون هي بكل اقتدار (شريكا خاملا)، فهي كما يشتكي شباب هذا الجيل من النساء: تريد كل شيء يحمل اسم (حقوق) وحرية واستقلالية، ولكن عندما يأتي الكلام عن (الحدود) أو عن )الواجبات) تقول لك: إنني أنثى ألا تفهم؟

لن تجد هذا من المرأة الألفا لسبب، لأن أول الأشياء التي تفعلها المرأة الألفا، إلغاء هذا الغباء من قاموس حياتها مع الشريك، فهي تجعل القوة (مشتركة) وتلزمه بشكل (عادل ومنصف)على إبقاء المساحة المشتركة قوية، لذلك لن تجد من المرأة الألفا (الزعل) الغالجَ المعتاد الذي أدى ببعض الأسر إلى الطلاق، وإنما تجد امرأة تستثمر في عقلها، وفي حياتها وفي أطفالها، وتتعلم أي شيء ينفي عنها صفة الاعتمادية، مما يصنع لنا شريكا فاعلا، سواء كان ذلك في العمل الذهني أو في أي نوع من أنواع الحياة.

الاستثمار في حياةٍ مشتركة يحتاج قرارات حكيمة. عندما تجد امرأة توصف (بقوة الشخصية) علينا أن نفرق بين المرأة التي تحمل رغبة قوية في الفلات من الماضي الضيق، أو المرأة التي لديها تصور فكري واضح لحياتها ومستقبل أطفالها وشريكها، المرأة الألفا هي التي تضمن لك الطمأنينة لو ساءت ظروف الحياة، وعندما كنت في السجن عرفت جيداً قيمتها لدى بعض السجناء الآخرين الذين كانوا ينامون مطمئنين بسبب نساء قويّات (ظفروا) بهن. لا أحد يأمن الحياة، ولذلك اظفر بالمرأة الألفا تربت يداك.

تعليق عبر الفيس بوك