السلامة المرورية.. أسبوع واحد لا يكفي!

علي بن بدر البوسعيدي

تحملُ المناسبات الوطنية دوما أهدافاً تهمُّ المجتمع بكليته، فمنها ما يحتفي بمنجزات وموروثات، ومنها ما يؤصِّل لخُطَّة ترتقي بمستوى الوعي الجمعي، كمساهمة في رحلة النمو والتطوير، التي نرفل في أثوابها هذه الأيام.. وما "أسبوع المرور الخليجي" الذي تحتفل به دول مجلس التعاون كل عام، إلا احتفال توعوي إرشادي تثقيفي؛ كون الجهات المعنية في تلك الدول تدرك جيدا حجم المشكلات المرورية وخطورتها على المجتمع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، وما تتكبده البلاد من خسائر بشرية وتبِعاتٍ نفسية ومادية ومعنوية فادحة لا تُحمد عقاباها.

"قرارك يحدد مصيرك".. تحت هذا الشعار انطلقت فعاليات أسبوع المرور الخليجي لهذا العام 2016، بهدف تبادل الخبرات في مجال السلامة المرورية كمحاولة للحد من ظاهرة حوادث الطرق؛ استنادًا لما يرمي إليه مفهوم "السلامة المرورية" من تبني كافة الخطط والبرامج واللوائح المرورية والإجراءت الوقائية للحد من -أو منع- وقوع الحوادث المرورية ضمانًا لسلامة الإنسان وممتلكاته وحفاظًا على أمن البلاد ومقوماته البشرية والاقتصادية.

ويُشارك في فعالية "أسبوع المرور الخليجي" كل عام أغلب الهيئات والأجهزة الحكومية، والمؤسسات الحكومية والخاصة، إضافة للكشافة، وطلاب المدارس، والكليات بمختلف فروعها، والمرشدات، حيث تقام الندوات والمحاضرات، ويوزع على المشاركين وجميع المواطنين والمقيمين الأجانب، الكتيبات المتعلقة بأسبوع المرور، والمطبوعات الإرشادية.

وقبل أيام، طالعت استطلاعًا أُجري عن أسباب حوادث السير، تبيَّن من خلاله أنَّ معظم حوادث المرور التي تحصل في دول مجلس التعاون الخليجي، تكون بسبب عدم الانضباط بقواعد السير، كعدم وضع حزام الأمان، وكطقع الإشارات، والتهور في السرعة خاصة عند الشباب عديمي المسؤولية، قليلي الثقافة المرورية، ليقتل نفسه وغيره في لحظة طيشٍ، أو يمضي حياته في كرسي متحركٍ.

إن عناصر السلامة المرورية تتحور في نقاط ثلاث؛ هي: المركبة، والطريق، والعنصر البشري.. وفي رأيي أن أهمها على الإطلاق هو "السائق"، لذا فلابد من تكثيف الجهود التوعوية لرفع وعي المواطنين، وكذلك إدراج مناهج تعليمية خاصة بالسلامة المرورية، والصحة العامة في جميع المراحل التعليمية، وتشجيع الآباء على المشاركة في التوعية المرورية لطلاب المدارس بقواعد السير والمرور، كجزء أساسي في تقويم أبنائهم، فضلا عن تطوير إجراءات تدقيق السلامة المرورية على شبكة الطرق باعتبارها إحدى الدعائم الرئيسية لتحسين مستويات السلامة المرورية.. حفظ الله عُمان قيادة وشعبا.

تعليق عبر الفيس بوك