الخنجر الذهبى لــ"البئر" و"انعكاسات" و"ذاكرة كالحجر" في ختام مهرجان مسقط السينمائي الدولي

أفضل فيلم أجنبي لعايدة بنهندة.. وجرادة والوضاحية يفوزان بجائزة "البيان"

مسقط - الرُّؤية

اختُتمتْ، أمس، فعاليات مهرجان مسقط السينمائي الدولي التاسع، الذي نظَّمته الجمعية العمانية للسينما، وانطلقت فعالياته في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، تحت رعاية المكرمة الدكتورة سعاد بنت محمد اللواتية نائبة رئيس مجلس الدولة.

وبدأ حفل الختام بمنح دروع التكريم إلى الفنانين المصريين كريم عبدالعزيز والمخرج محمد عبدالعزيز، وتسلمها عنهما المخرج عمر عبدالعزيز، والفنانة بوسى، إلى جانب تكريم الإعلاميين المشاركين فى تغطية فعاليات المهرجان، وسلم التكريم رئيس المهرجان الدكتور خالد الزدجالى. وألقت الطفلة عزة الحارثية أبياتا من الشعر الشعبى العمانى.

ووزعت راعية المناسبة الجوائز على الفائزين بالمسابقات المختلفة الروائية الطويلة والتسجيلية الطويلة والقصيرة ، حيث أعلنت إدارة مهرجان مسقط السينمائى الدولى فى دورته التاسعة، عن جوائز المهرجان، وذهبت جائزة الخنجر الذهبى لأفضل فيلم قصير لميثم الموسوى عن فيلم "انعكاسات"، وجائزة الخنجر الذهبى لأفضل فيلم تسجيلى حصل عليها حميد العامرى عن فيلم "ذاكرة كالحجر". وفاز بجائزة الخنجر الذهبى لأفضل فيلم روائى قصير بلال بالى عن فيلم "ارجع لسطر" وجائزة الخنجر الذهبى لأفضل فيلم تسجيلى قصير فاز بها المخرج مهند دياب عن فيلم "حياة طاهرة"، وحصد الجائزة الكبرى "الخنجر الذهبى" لأفضل فيلم روائى طويل لطفى بشوشى عن فيلم "البئر"، والخنجر الذهبى لأفضل فيلم أجنبى ذهبت للمخرجة عايدة بنهندة. أما جائزة كلية البيان للدراسات الإعلامية للأفلام الوثائقية والقصيرة فحصل عليها المخرج فائق جرادة عن فيلم "مؤبد مفتوح"، وجائزة كلية البيان للدراسات الإعلامية للأفلام الوثائقية والقصيرة حصدتها رقية الوضاحية عن فيلم "تاجر الزمن".

وألقى الدكتور خالد بن عبدالرحيم الزدجالي رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للسينما رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، كلمة؛ تحدث فيها عن نجاح المهرجان فى دورته التاسعة، والتي تعد إحدى أهم الدورات التي شكلت نقلة نوعية بما تضمنته من ندوات ومؤتمرات وحلقات عمل، إلى جانب زيارات ميدانية لمؤسسات خيرية واستديوهات مفتوحة. وقال الزدجالي: في تلك اللحظة التي يمارس فيها سياسيون وعسكريون وأصحاب الأيديولوجيات الدموية جرائمهم ضد الإنسان نحتشد في السلطنة بلد الحب والتسامح والسلام انتصارا للإنسان، وتأكيدا على أن صناع الفن السابع لن يتراجعوا أبدا عن أداء رسالة نشر قيم الحب والخير والتسامح والسلام. ومن أين يطفح العنف؟ ثمة رأي شائع، أنه كلما كان الإنسان بدائيا تتوحش نزعته إلى العنف لكنه رأي يجافي الحقيقة تماما، في الخطو الأول للبشرية وعبر 50 ألف عام كان الإنسان يعيش على الصيد وكان يطارد الفرائس ليس استمتاعا بالقنص بل ليحصل على طعامه ليبقى حيا ويحافظ على النوع وكانت حصيلته من الطعام يوزعها على الآخرين في رضا وحب. إذا فمتى ظهرالعنف؟ يعتقد أنه ظهر حينما وقف رجل ما في مكان ما أمام كهف أو شجرة. وصاح: هذا ملكي، ولكي يشبع نزعته إلى التملك، لجأ إلى العنف ليخضع الآخرين إلى إرادته والضحية التي تعرضت للقهر دائما ما تلجأ إلى المقاومة لاسترداد حريتها وحقها في الحياة الحرة الكريمة وتلك الخلفيات التاريخية لميلاد ظاهرة العنف جسدها المخرج الكبير صلاح أبوسيف وباقتدار في فيلمه "البداية" وأظن ان الكثير منا شاهد الفيلم مرارا. وتوقف أمام العنوان الذي يشي بالمحتوى الفكري للفيلم؛ حيث إنَّ طائرة تسقط في واحة مهجورة غنية بالموارد الزراعية والمعدنية ليعيش الركاب حياة البدء وكل شيء مشاع إلى أن ظهر أحدهم وطمع في ملكية الواحة ومن عليها ليبدأ الصراع مع أهل الواحة. وإني أراه أحد أهم الأفلام التي نظرت بلغة سينمائية راقية لظاهرة العنف الإنساني ونموذجا لما يمكن للسينما أن تفعله في فضح أعداء السلام وأعداء للإنسانية.

وأضاف الزدجالي -في كلمته- أنَّ جميع أباطرة القتل يستترون خلف مبررات دينية أو وطنية أو عرقية ومن خلالها يقومون بتجييش الملايين من البسطاء في حروب يزعمون أنها مقدسة وهي في الحقيقة حروبهم هم. ليست من أجل دين أو وطن او عرق. ولا سبيل لمقاومة هؤلاء إلا بثقافة الحب والتسامح والسلام. وفي ثقافة مثل هذه يكمن خير للبشرية جمعاء؛ لذا دعوني أقول، وليكن هذا شعارنا جميعا "تحصين العقل والوجدان قبل تحصين الشارع والميدان"، فالكتاب والراديو والتلفاز وريشة الفنان التشكيلي ومواقع الإنترنت خير معين على ذلك.

وأردف الزدجالي: كما عودتنا لأكثر من قرن؛ فالسينما هي سلاحنا الأكثر فاعلية وتأثيرا في حربنا المقدسة في مواجهة صناع العنف. ولكي يقوم السينمائيون بدورهم النبيل فهم في حاجة إلى دعم قوي من الدولة خاصة بعد أن تحول الفن السابع إلى صناعة ضخمة في حاجة إلى أن تخصب بالدعم المالي الكافي. ومنذ بضعة أيام تحديدا مساء الإثنين الحادي والعشرين من مارس الحالي. كنا نحتفل بتدشين هذا العرس الفني الكبير. ومنذ عدة أيام. تحديدا في شهر يناير عام 2001 تلاقينا هنا مع عدد من الفنانين والإعلاميين العرب والأجانب توحدنا فرحة انطلاق الدورة الأولى لمهرجان مسقط السينمائي الدولي. وهذا شعورنا مع كل حدث سينمائي كبير. ننتشي بنشوة انتصار السينما لقيم الحب والخير والتسامح والسلام لتنقضي اللقاءات الدافئة سريعا وهذا حال كل ماهو جميل.

وأضاف رئيس الجمعية العمانية للسينما في كلمته: لن يكون مهرجاننا هذا استثناء.ها هو أيضا ينطوي سريعا ليتحول عبر السنوات إلى ذكرى جميلة. وما أعظم أن نتوج هذا الحدث بمبادرة قد تكون الأولى في تاريخ مهرجانات السينما العربية والعالمية. مبادرة قد تجعله أكثر جدوى في مسيرة السينما كسلاح نواجه به ثقافة العنف والتدمير. لنطلق من هذا المكان باسمكم -فنانين وإعلاميين- صرخة رفض نتوحد فيها جميعا.لا قوية للعنف الذي يقتات منه القتلة والمجرمون في هذا العالم أكسجين الحياة. تلك الصرخة تتجسد في وثيقة صوتية منك تحت شعار "لا للعنف".

وألقى محمد القبلاوي رئيس مهرجان مالمو للفيلم العربى بالسويد، كلمة؛ أكد فيها على الشراكة بين مهرجان مالمو ومهرجان مسقط في إطار تبادل الخبرات وتنميتها واستضافة عدد من العاملين فى مهرجان مسقط لزيادة خبراتهم ومحاولة لفتح أفق للتصوير السينمائي داخل السلطنة. وتم عرض فقرات متنوعة لفيديو يحمل لقطات محاكاة لأفلام عالمية مشهورة ولقطات من حفل الافتتاح وفعاليات المهرجان المختلفة على مدار فترة انعقاده.

تعليق عبر الفيس بوك