شكراً.. شرطة عُمان السلطانيَّة

خالد الخوالدي

أجدُها فرصة سانحة وشرطة عُمان السلطنة تحتفل مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي بأسبوع المرور أن أعبِّر عن سعادتي بالتطور الكبير الذي تشهد شرطة عمان السلطانية على كافة المستويات، والشكر لدورهم الكبير والمشهود، وإن كانت هناك هفوات بسيطة فهي طبيعية؛ فالكمال لله وحده، إلا أنَّهم -والصدق يُقال- خطوا خطوات جبارة نحو تعزيز العمل الشرطي.

وأتذكَّر أنني كتبت مقالا قبل فترة طالبت فيه بإعادة هيبة الشرطي الذي عرفنا في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي؛ حيث كانت للشرطي هيبة وتقدير واحترام من قبل الجميع، وخلال الألفية الجديدة شعرنا ببعض الاهتزاز بالنسبة لهيبة الشرطي، وها هي شرطة عمان السلطانية تعمل على إعداد جيل جديد من الشباب يعيد السمعة الطيبة والمكانة الرفيعة لرجال الشرطة، وظهر ذلك جليًّا خلال البطولات والتضحيات التي قُدِّمت خلال الأنواء المناخية التي تعرَّضتْ لها السلطنة، والأخدود الأخير خير شاهد على ذلك، ويكفي كل منتمٍ لشرطة عمان السلطانية المقولة الشهيرة لمولانا حضرة صاحب الجلالة: "إنَّ مهمة الشرطي وإن كانت صعبـة فهي مفخرة، فإنَّ العمل يتطلب منه الإخـلاص والأمانة أولا، ثم مواصلة الجهـد بلسـان حلـو ووجـه بشــوش"، ونحن جميعا فخورون بكم، ونشد على أيديكم لضمان تطور هذا الجهاز المهم في حفظ الأمن والسلام وبث الاطمئنان لكافة الشعب العماني المسالم بطبعه وسجيته.

والحقُّ يُقال إنَّ جهاز الشرطة تطور خلال السنوات الماضية تطورا كبيرا سواء في مجال الخدمات التي يقدمها أو من خلال النظام المرور والسعي نحو التقليل من الحوادث المرورية وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات؛ ففي مجال الخدمات نرى التطور التكنولوجي والإلكتروني حاضرًا وبقوة في تخليص معاملات المستفيدين بسهولة ويسر، فلم يعد لدى الجهاز تلك المعاملات التي تأخذ الوقت الطويل، وبالأمس تابعنا جديدَ هذا التطور من خلال تفعيل الخدمات المرتبطة بالبطاقة الشخصية وبطاقة المقيم من خلال البوابات الإلكترونية، كما لا يفوتنا ذكر الدور الكبير والملموس في التسهيل على المواطن من خلال إنشاء مجمعات للشرطة في معظم الولايات؛ حيث انتهت المشاريع في بعض الولايات، ويتواصل العمل في ولايات أخرى وولايات أخرى سيتحقَّق لها ذلك خلال خطة عمل جهاز شرطة عمان السلطانية، واستطاعت هذه المجمعات أن توفِّر الخدمة في مجال نظام الأحوال المدنية وفحص المركبات...وغيرها للمستفيد في ولايته، بدلًا من اضطراره للذهاب إلى المدن الرئيسية مثلما كان سابقا.

والشكر لجهود العاملين في جهاز الشرطة لا يكفي للتعبير عن عميق تقديرنا لهم؛ حيث نراهم ينظمون حركة السير في الطرق والشوارع وعند الدوارات تحت لهيب درجات الحرارة المرتفعة، وفي الأوقات شديدة البرودة، مع ابتسامتهم المشرقة بالأمل، وهم العين الساهرة عندما تقر أعيننا في سُبات عميق، وهم من يحرسون سواحلنا البحرية الطويلة ويتكبدون في ذلك المعاناة الشديدة والخطورة، وهم من يعملون جاهدين لحفظ أبناء عُمان من شر المخدرات، وفي حالات الحرائق يتصدون ببسالة لإخمادها، ولو أردنا ان نذكر ما يقدمونه من تضحيات وخدمات لعُمان وأهلها سنحتاج إلى مجلدات وكتب فهم مفخرة لعمان ولا نستطيع ان نوفيهم حقهم وكلمات الشكر والثناء هي تعبير بسيط عمَّا يُكنه الشعب العماني لهم، وتكفي الدراسة التي نُشرت أمس وأوضحت أن نسبة الرضا من الجمهور على خدمات الشرطة بلغت 94% وهي نسبة كبيرة جدًّا تدل على الخدمات المتطورة والسريعة لجهاز الشرطة.. فشكرا لهم مرة أخرى، ودمتم ودامت عمان بخير.

Khalid1330@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك