النادي الثقافي يستضيف أعمال مؤتمر الفنون البصرية المعاصرة.. 28 الجاري

مسقط - العُمانيَّة

تُعقد في رحاب النادي الثقافي في الثامن والعشرين من مارس الجاري، فعاليات المؤتمر الدولي السنوي الثاني للمجموعة البحثية للفنون البصرية العمانية، تحت عنوان "الفنون البصرية المعاصرة وعلاقتها بالثقافة"، برعاية سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس.

ويناقش المؤتمر -على مدى أربعة أيام- 7 محاور تتناول تحديد وضعية الفن ووضعية الفنان ضمن مختلف التحولات الاجتماعية والمؤسساتية على المستوى المحلي في السلطنة وفي الوطن العربي الفنان الأصيل ومدى ذوبانه في بوتقة الصناعات الثقافية المعاصرة وأنماط الاعتراف به وعلاقة الثقافات المعاصرة بالفنون التشكيلية والتصميم ومعايير تقييم الإنتاج الفني "حدود خصوصياته الثقافية" والحركات الفنية المعاصرة الخاضعة لمقتضيات السوق وكيفية التسويق لها إعلاميا على المستوى العالمي، وجدلية العمل الإبداعي الأصيل والمجدد ومدى ارتباطه الثقافي، واضمحلال بعض الأجناس الفنية في علاقتها بالوسائط المتعددة.

وقالت الدكتورة فخرية بنت خلفان اليحيائية أستاذ مشارك ورئيس قسم التربية الفنية في جامعة السلطان قابوس: إنَّ المؤتمر يُعالج جميع القضايا الخاصة بالفنون البصرية والثقافية وعمليات تقييم الإنتاج الفني وعمليات الحركات الفنية المعاصرة، وكيف يمكن للفنان تسويق نفسه حيث جاء اختيار عنوان المؤتمر انطلاقا من اهتمام الجمعية بكافة الفنون البصرية وليس الفنون التشكيلية فقط، وضرورة المواءمة بين الفنان وثقافته، وأيضا المجتمع وثقافته فيما يخص الفنون البصرية. وأضافت بأن ما يميِّز المؤتمر أنَّ جميع المشاركين من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في مجال الفنون من 15 دولة -من بينها: السلطنة، وأمريكا، وفرنسا، وبروناي، والنمسا، والبحرين، والسعودية، والعراق، ومصر، والسودان وتونس- سيقدمون 75 ورقة بحثية علمية متخصصة في مجال الفنون البصرية.

وأشارت الدكتورة فخرية اليحيائية إلى معاناة السلطنة من شح حقيقي فيما يخص الجانب التوثيقي العلمي والنقدي للحركة الفنية او التشكيلية رغم الحراك في الفعاليات المتواصلة في هذا المجال. مؤكدة أنَّ إشهار المجموعة البحثية للفنون البصرية العمانية ليكون من أولوياتها التطلع لخدمة جميع القضايا المرتبطة بالفنون -خاصة الفنون المتعلقة بالفنون البصرية؛ ومن أهمها: الجانب التوثيقي بحيث أن الفنان لا يكتفي بالممارسة بقدر ما يحتاج إلى جرعة تنظيرية تثقيفية ويحتاجها دارس الفنون والطلاب والفنانون- وسيكون المؤتمر فرصة للجميع من اكاديميين وباحثين ودارسين للاستفادة مما يطرح خلاله من مواضيع علمية مهمة ومفيدة.

وأضافت بأنَّ المجموعة تستعد خلال الفترة المقبلة لإصدار كتاب يوثق للبحوث العلمية التي تم طرحها في المؤتمر الدولي الأول الذي عقد العام الماضي تحت عنوان "ملتقى الطرق المعاصرة للفنون البصرية-الممارسات العمانية المعاصرة"، إلى جانب إصدار كتاب آخر يوثق للبحوث التي ستطرح في هذا المؤتمر يخدم الباحثين والدارسين والفنانين والفنون بشكل عام.

ودعت الدكتورة فخرية اليحيائية الفنانين التشكيليين في السلطنة إلى الاستفادة من خبرات وتواجد المشاركين في فعاليات المؤتمر والبحوث التي يقدمونها.. وقالت إنَّ هناك ورشا فنية متخصصة مصاحبة للمؤتمر سيقدمها عدد من الفنانين والاكاديميين في مجالات فنية متعددة.

وأشهرت المجموعة البحثية للفنون البصرية العمانية في 2014 بقسم التربية الفنية بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، وتهدف الى إعداد ودراسة وتوثيق البحوث المتعلقة بالفنون البصرية في السلطنة والقضايا البحثية العلمية.

ويُشار إلى أنَّ قراءة تاريخ الفن ودراسة الأعمال الفنية وتحليل ونقد الفنون البصرية وعلاقتها بالفنان التشكيلي أو بالمصمم، قد تكشف في كل مرة من منظور ارتباطها بمؤسسة مجتمعه وثقافته بين سكون العمل الفني أو حتى التجربة الفنية كصورة مادية كائنة في الحاضر وتمثيله المادي الآني لفكرة أو أطروحة أصيلة من جهة، وديناميكيته الإبداعية في تمثله في الحاضر وتواصله في المستقبل من جهة أخرى.

وبعد ظهور الفن "المفاهيمي" أو "الذهني" كتيار فني امتدادا للتجريد الأمريكي القائم على الفكرة بدلا من العمل الفني نفسه برزت الكثير من الأعمال والقطع الفنية في أشكال متعددة كالتنصيبات والتجهيزات، وقد عمد أصحابها إلى الاشتغال على عناصر وأشياء هامشية؛ ومنها: أعمال جوزيف كوزيت من ذلك عمله الموسوم بـ"كرسي واحد وثلاثة كراس، 1965". وتطالعنا الممارسة التشكيلية المعاصرة بإسهامات الفن المعاصر الثرية في تأسيس مقومات لغة تشكيلية تختلف عن الذاتية الجمالية التقليدية في اللغة والمفهوم، وكل ذلك إنما يتم بإيلاء مرتبة مهمة للذات الإنسانية من حيث كونها ذاتا فاعلة اكتسحت مجالات إبداعية مختلفة وفق مقومات تقنية وأسلوبية وتأويلية، فكان نتاج ذلك دافعا لإفراز قيم تعبيرية مختلفة تهدف إلى مراجعة العديد من المقاييس الجمالية.

تعليق عبر الفيس بوك