تجارتك أم عائلتك؟



في مشوار حياة المرء، يمر الإنسان قسرًا بأمواج من الأحداث والمشاعر والرغبات على المستوى الشخصي أو المهني أو الأسري، وغالباً ما يسير بنا مركب الحياة، بطيئاً أو مسرعاً في خضم بحر الحياة وننشغل عن التلفت خلفنا وربما استبصار الطريق من أمامنا.

لكننا قد نجد أنفسنا في لحظة، وكأننا في وسط بحر ساكن بلا أمواج ولا تيارات هوائية تقذف بمركبنا يمنة أو يسرى فيكون مركبنا هادئاً ساكناً.

وبمثل هذه اللحظات، قد تأتي على المرء لحظة للتأمل والتعمق والتفكير في الذات وربما فرصة لمراجعة ما مضى والتحضير لما هو آت.

ففي عالم التجارة اليوم نجد الكثير ممن ينخرط في هذا المجال بأنه يعطي عالم التجارة أقصى اهتماماته وعائلته تبقى شطرا ثانويا ويكبر مع عالمه هذا حتى يحقق الشهرة والنتائج التي تكسبه رضا الناس والمجتمع من حوله حتى حين يأتي المنافس من بعده ويبدأ سريان الذبول أحياناً في إيجاد مخرج من هذه النقطة.

لذلك نجد أنّ من علامات نجاح تجارتك الخاصة هي علاقتك الجيدة والمتينة بعائلتك والتواصل فيما بينكم كونه ليس كافياً لإدارة التجارة وضمان استمراريتها، لأنّ التجارة التي تنشأ من داخل العائلة لا تضمن تمام الثقة بأنّها ستسير مثلما تريد وذلك بسبب اختلاف آراء وتصورات كل فرد داخل العائلة أو المشروع التجاري العائلي مما ينتج عنه خلط بين إدارة التجارة والمشاكل التي تطرأ داخل العائلة ككل.

لذا فالترابط العائلي يختلف كلياً عن الترابط التجاري وكل طرف يرغب بجعل المشروع خاضعاً لرغباته وحاجاته الشخصية بعيداً عن النظر لرغبات وحاجات الأفراد داخل العائلة المنتمية للمشروع، وخوف الجيل المعاصر من مواجهة التغيير وعدم إعطاء المسؤولية إلى الجيل القادم هذا كله يؤثر بشكل وبآخر على إدارة التجارة وتصرفات العائلة بمرور الزمن ويجعلها تواجه بعض التحديات لتحديد القرار المصيري لمواجهتها واستمرارها للأجيال القادمة حفاظاً عليها من الانهيار والخسارة مستقبلا.

ختامًا فكر مع نفسك واتخذ قرارك: تجارتك أم عائلتك؟

وتذكر المقولة التي تقول:" إن المرء لا تتاح له فرصة ثانية لكي يكون أباً لأبنائه وهم يكبرون".



إسحاق هلال محمد الشرياني

معد دراسات جدوى اقتصادية

رئيس مركز الطموح الشامخ


Nizwa12655@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك