رئيس "جوهرة الخليج": الفشل "محطة وقوف إجباري" في رحلة النجاح .. وريادة الأعمال مليئة بـ"المطبات"

روادنا - خاص

اعتبر عبد العزيز بن خميس بن ذياب الشكري رئيس مجلس إدارة شركة جوهرة الخليج لصناعة العطور ومستحضرات التجميل أن الفشل عامل محفز على النجاح، كما أنّ ريادة الأعمال مليئة بـ"المطبات".

وقال الشكري إنّ ريادة الأعمال تمثل تحديًا كبيرًا للكثير من المبادرين، إذ يخشون من الفشل باعتباره من "المُحرمات" لكنه في واقع الأمر ينبغي أن يكون حافزًا على الإبداع والتميز. وأضاف أنّ معظم الشباب يعزف عن المبادرة لخلق أعمال جديدة ويفضلون العمل تحت إدارة مؤسسة ويتركون ريادة الأعمال مع أول وظيفة يحصلون عليها، وكذلك بعض من بادر وسلك طريق رواد الأعمال ومع أول عقبة يتعرضون لها، فسرعان ما يتركون الطريق، ويتجهون إلى أول وظيفة تعرض عليهم. وتابع أن هذا فهم خاطئ لريادة الأعمال، إذ إنّ ريادة الأعمال ليست نقطة النهاية، حين يعلن المبادر عن بيع شركته التي بدأها من الصفر ويحقق من ذلك ربحًا مؤقتاً.

وأوضح أنّ عالم ريادة الأعمال محفوف بالمخاطر، لأنّه ليس نزهة صيفية ولا مسارًا محددًا بنقطة بداية ونقطة نهاية، مشيرًا إلى أنّ ريادة الأعمال رحلة طويلة لا تعتبر نقطة الوصول فيها هي الأهم، بل المسار الذي تسلكه الرحلة. وأضاف أنّ ريادة الأعمال هي سلسلة متواصلة من التجارب، من النجاحات الصغيرة والإخفاقات التي تدفع نحو نجاحات أخرى تتشكل في النهاية على شكل نجاح واحد كبير ما كان يمكن الوصول إليه لولا التجارب التي سبقته وهنا يتبين لنا الفارق بين خبرة السنوات وبين سنوات الخبرة.

وأبرز أن ما يجب أن يدركه كل رائد أعمال هو أنّ الفشل ليس نهاية المطاف، بل هو محطة لا مفر منها في رحلة النجاح، ولا خوف منها، وريادة الأعمال هي مسار طويل من التجارب المتنوعة التي قد تقود في النهاية إلى نقطة وصول لم تكن متوقعة أبدًا في البداية .

وعن بدايته في ريادة الأعمال، قال الشكري: "كانت البداية هواية من بداية الطفولة وعشق تملكني للعطور وأشكالها من أول وهلة استنشق فيها رائحة العطور التي تجذبني في أعماق مكنونها الواسع والممزوجة بالورود ودهن العود والمسك الخالص والزعفران؛ حيث كنت أمارس هذه الهواية في البيت الذي تربيت فيه في كنف أسرة محبة للعطور والروائح المُميزة، وخصوصا في المناطق الزراعية التي تتمتع بها أراضي السلطنة الواسعة، والتي تمر عليها مواسم بعض الحمضيات والرياحين والياسمين والورد البلدي ذي الرائحة النفاذة التي سرعان ما تأسر القلوب".

وتابع: "انطلقت نحو المستقبل باحثاً عن كيفية تحقيق هذا الحلم والهواية التي أسرتني؛ حيث توظفت في بعض شركات العطور المعروفة محلياً وعالمياً وتنقلت من شركة إلى أخرى، مستفيدا من تجارب هذه الشركات المتنافسة في مجال العطور حتى استطعت بعد سنوات من الكفاح تأسيس شركة تعتني في المقام الأول بسد النقص وتلبية احتياج الإنسان العصري من العطور بمختلف أنواعها ومشتقاتها".

وأوضح أنّ انطلاقته بدأت من خلال توفير المستلزمات العطرية لأكبر شريحة يمكن الوصول إليها؛ حيث انطلقنا في تزويد أغلب المراكز التجارية بالمنتجات من المواد العطرية والمنتجات المعطرة من اللوشنات والكريمات المرطبة للبشرة والشامبوهات ومعاجين الأسنان ومعطرات الجسم ومعطرات المفارش وغيرها من المنتجات، وهكذا بدأ المشوار. وزاد قائلاً إنّه مع انطلاقة صندوق الرفد حصل على الدعم اللازم من الصندوق، وكان هذا الدعم نقطة تحول من مؤسسة موزعة للمنتجات العطرية إلى مؤسسة منتجة لهذه المنتجات، ونطمح للريادة في هذه الصناعة محليًا وإقليميًا وعالميا، معرباً عن أمله في دعم الزبائن والمؤسسات.

ويؤكد الشكري أن طموحاته لا تقف عند حد معين، فالإنسان بطبيعته يريد المزيد، مشيرًا إلى أنّه يطمح خلال السنوات المقبلة الاكتفاء بالمواد الخام المحلية وتحويلها إلى منتجات عالمية، إذ إنّ عمان تزخر بالمواد التي من الممكن تحويلها إلى منتجات بجودة عالمية. وتابع أنّ الطبيعة العمانية غنية بالمواد مثل اللبان العماني والورد والياسمين والريحان والحمضيات وبعض الزهور، والتي هي أساس صناعة العطور وخصوصا العطور الطبيعية. وقال إنّه في ظل تفشي المنتجات العطرية المغشوشة في الأسواق لما تحتويه على مواد صناعية خطيرة على صحة الإنسان، فإننا نسعى في مؤسسة جوهرة الخليج للعطور ومستحضرات التجميل من بداية الانطلاقة إلى محاربة المنتجات ذات التركيبة المضرة بصحة الإنسان.

وزاد قائلاً: "نصيحة أُذكر بها نفسي وجميع رواد الأعمال لا تحسبوا المجد سهل الوصول إليه بل أصعب ما يكون فلن تبلغ المجد حتى تتذوق مرارة الحياة وتتعلم من التجارب والممارسة فنحن في مجتمعنا قد لا نحتاج لرأس المال كثيراً بل نحتاج لرأس إنسان مفكر ومبدع لا يقف على حدود المستحيلات والصعوبات بل يجعلها جسرًا للعبور نحو المستقبل".

وعن الخدمات التي تقدمها الشركة، قال: "نسعى لتحقيق الشراكة الحقيقية مع رواد الأعمال وللذين يبحثون عن التصنيع الخاص لمنتجاتهم العطرية والمستحضرات، فنحن نمتلك القدرة على تصنيع كافة المنتجات وبمواصفات خليجية وعالمية، كما نسعى إلى تقديم الاستشارات والتدريب في مجال تخصصنا للراغبين في شق طريق هذه المهنة بمختلف أنواعها وحسب ما يتوافر لدينا من إمكانيات في خدمة مجتمعنا على أرض عُمان".

واختتم قائلاً: "كما قيل في الأثر تعلموا المهنة فإنه يوشك أن يحتاج أحدكم إلى مهنته وهذه دعوة صادقة نطلقها نحن من إدارة مؤسسة جوهرة الخليج للعطور ومستحضرات التجميل للجمهور لزيارتنا في موقعنا بولاية السيب بمنطقة المعبيلة الجنوبية للتعلم والتعرف عن قرب على أسرار مهنة صناعة العطور والمستحضرات الصحية".

تعليق عبر الفيس بوك