دورينا: بين تغريدات "تويتر" ونقاشات "واتس آب"

حسين الغافري

أصبح الإعلام الاجتماعي منصة عملاقة ليس في نقل الخبر وإنما محطة لصناعة الخبر لحظة بلحظة، وتوجيه الرأي العام، ووسيلة كبيرة تتهافت من خلالها كبرى الشركات للترويج والدعاية، وبحسب الإحصائيات التي نُشاهدها في استطلاعات الرأي المختلفة حول مواقع التواصل تظهر غالبيتها أنّها تحتل صدارة مواقع الحصول على الأخبار والمعلومة ومتابعة المستجدات. ومن بين مواقع الإعلام الاجتماعي الشهيرة تبرز مواقع تويتر وفيسبوك وواتس آب ويوتيوب قمة مواقع التواصل. وقد ساهم حضور الإعلام الاجتماعي في وقتنا الراهن في غياب ظاهرة المنتديات الحوارية، والتي تميّزت عنها مواقع التواصل الاجتماعي على أنّها بيئة مفتوحة وغير مقيدة كما كانت تتسم بها المُنتديات، رغما من أنّها قد شكلت ملاذا كبيرا في الحوار وتبادل الآراء قبل ما يزيد عن نصف عقد وأكثر، وقد ساهمت هذه المنتديات في وقت سابق في التعاطي مع مختلف المصالح والمشاكل التي تمس شرائح المجتمع عامة.

ما يُهمنا نحن المتابعين للرياضة عامة في بلادنا هو تعزيز دور الإعلام الاجتماعي في رفع أعداد المتابعين للبطولات الرياضية المحلية ونقل الأحداث الرياضة أولاً بأول، ولعلنا نفخر اليوم بالحضور الجماهيري المتزايد لمتابعة بطولة دوري المحترفين العماني، والذي ساهمت فيه مواقع التواصل بشكل أو بآخر في تشجيع الجمهور على حضور مباريات الدوري وبث روح التنافس الشريف بين بقية الروابط التشجيعية للأندية في وقت ساهم فيه الإعلام المرئي والمسموع والمقروء على أخذ زمام الاهتمام بالرياضة من خلال التطور الواضح والكبير بالنقلة النوعية في قناة عمان الرياضية وتخصيصها برامج متعددة وساعات تغطية طويلة للبطولات المحلية وما يسبقها ويعقبها من برامج تحليلية وبرامج فنية وأخرى تُعنى بإيصال أصوات الجماهير عبر الشاشة.. وغيرها من برامج الإذاعات المختلفة والصحف المحلية والتي لها دور كبير لا يمكن تجاهله إطلاقاً.

شخصياً، أصبحت أحرص على متابعة جديد البطولات الرياضية المحلية والعالمية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وهناك جهود شبابية تطوعية تستحق الثناء والتقدير ومن بينها: الحسابات الرسمية لاتحاد كرة القدم، والحسابات الرسمية لبطولات الدوري، وحساب وزارة الشؤون الرياضية، وحساب الرياضة العمانية، وجروبات دوري المحترفين، وحساب الرؤية الرياضية، وبقية الجرائد المحلية، ومختلف الحسابات الرسمية للأندية، والروابط الخاصة بالجماهير. ولعل حسابات الذكرى للكرة العمانية وحسابات الحدث الرياضي في مختلف مواقع التواصل كتويتر وفيسبوك وإنستقرام وواتس آب تحتل صدارة الحسابات التي تُغطي وتساهم في نقل كل أخبار الدوري المحلي والبطولات الرياضية المختلفة. ومنها ما ذهب بعيداً في دعم الرياضيين وتحفيزهم وتخصيص الجوائز للمتميزين منهم لمختلف جولات الدوري المحلي والإعلاميين والرياضيين الذي لهم إسهامات ونتائج طيبة، والانتقال من نقل الأحداث على مواقع التواصل إلى الولوج داخلها، والمبادرة بدعم الجهود الرياضية بشتى أصنافها كحسابات الذكرى التي لها أدوار كبيرة في هذا المجال.

ختاماً، أمني النفس أن يكون لاتحاد الكرة دور في تعزيز هذه الجهود التطوعية وتكريم المساهمين في تنشيط الدوري المحلي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي نهاية الموسم في الحفل الذي يقيمه اتحاد الكرة سنوياً، وتخصيص جوائز تشجيعية تُعنى بهذه الفئة حالها كحال مختلف وسائل نقل الدوري؛ كما شاهدنا سابقاً فوز حساب الرياضة العمانية في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب في نسختها الأخيرة نظير جهود الشباب في نقل أحداث الرياضة المحلية. مثل هذه الأعمال نرغب في أن تكبر وتصبح بشكل أوسع طالما أن الرياضة هي المستفيد من كل ذلك.

تعليق عبر الفيس بوك